الرَّبُّ هُوَ اللهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا.
أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ [27].
جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "رتبوا عيدًا في الواصلين إلى قرون المذبح".
* لما رأى بعين روحية حضوره بالجسد إلى العالم، والخيرات الحاصلة منه للمؤمنين، امتلأ فرحًا، وطفق يعرفهم بقيام عيد وفرح من أجل إحسان الله...
أما "الواصلين" (المكتنفين) فهما كاروبا المجد المصنوعان من الذهب، اللذان بأجنحتهما كانا يكتنفان ويظللان غطاء تابوت العهد من فوق.
وأيضًا المكتنفون باليونانية تعني المتكاثرين. فالمعنى إذن: أقيموا عيدًا، واجتمعوا بالعيد، لتكونوا كثرة متكاتفة حتى تبلغوا إلى قرب المذبح...
قول داود المغبوط: "أقيموا عيدًا في المكتنفين حتى قرون المذبح" فحواه ألقوا عيدًا بفرحٍ على ما نلتم من النعم، وقربوا له فضائل متكاثرة تبلغ حتى صليب المسيح... أي اقبلوا الموت لأجل محبته، والضيق والامتحان من أجل الإيمان، ناطقين بالحق. كما قال له المجد: "من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني". قولوا: "إلهنا أنت كنز".
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* عندما تؤخذ التقدمات، يقول: "فيصنعون له مقدسًا، لأسكن في وسطهم" (خر 25: 8). أي أن المسيح يظهر في الكنيسة، ويتمجد في كل أعضائها، كما تقول المزامير: "الرب هو الله، وقد أنار لنا" (مز 118: 27). لاحظ هذا أيضًا، بالرغم من أنه نزل على الجبل في شكل نار، ورآه كل الشعب، فقد كُتب هكذا كأنه لم يظهر بعد، لأنه يقول: "فيصنعون له مقدسًا، لأسكن في وسطهم"... إن الظهور الحقيقي لله هو المسيح الذي في شخصه رأينا الآب نفسه .
القديس كيرلس الكبير