|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خَمسٌ مِنهُنَّ جَاهِلات، وخَمسٌ عاقِلات. تشير عبارة "خَمسٌ" إلى بَركتين هامتين من بَركات الله لبني البَشر: فالرقم 5 رمز إلى حَواس الإنسان الخَمْس، أعني بها: النُّظر، والسَّمع، والشَّم، والذوق، والحِس. والرَّقم 5 يُمثل أيضًا عدد الأصَابع في كل من أطرافه الأربع: في كلَّ يدٍ هناك خمسةُ أصَابع، وكذلك في كل قَدم. وفي الكتاب المقدس نحن نجد هذا الرَّقم من بداية الكتاب، وذلك في أسفار موسى الخَمسة. وفي العهد الجديد نقرأ عن خمسة أرغفة وسمكتين، منها أشبع الرَّبّ الآلاف، وفضَل عنها اثنتي عشرة قُفة ملآنة (يوحنا6: 9-13)؛ والرقم هو عدد جروحات المسيح المصلوب: اثنان في يديه، واثنان في رجليه، وواحد في جنبه! وهذ الرَّقم يُمثل المسئولية. فإن كان الله يعطينا بركاته فهذا يجعلنا مسؤولين عن الاستفادة منها، وإلا صارت دينونة علينا، كما حدث مع مثل العَذارى. العَذارى هنا صورة لكل من اعترف بالمسيح وتبعه، فإن كان مُخلِصًا كان من فريق الحكيمات، وإن كان مرائيًا كان من فريق الجَاهِلات. لكن على أي حال فإن كل من عرف المسيح صار مسؤولاً. أمَّا "جَاهِلات" فتشير إلى العَذارى اللواتي يحتقرن الحِكمة ويَنكرن الله ولا يعملن الأعمال الصَّالحة، كما يوضِّح ذلك صاحب المزامير " قالَ الجاهِلُ في قَلبه: ((لَيسَ إِله)) فَسَدَت أَعْمالُهم وقبحت ولَيسَ مَن يَصنعُ الصَّالِحات"(مزمور 14: 1)؛ الجَاهِلات إذًا هنَّ فتيات موصوفات بعدم وجود نعمة الله الحقيقية فيهِنَّ. فاظهرن جهلهن وقُصْرَ النُّظر في أحكامهنّ فلم ينتبِهن لأمور المستقبل، وما تقتضي من الاستعداد. أمَّا عبارة "عاقِلات" فتشير إلى عَذارى يتميَّزن بالحِكمَة والفطنة، ويَحفظن وصايا الله. وهذا ما يؤكِّده صاحب المزامير "رَأسُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبّ"، (مزمور 111: 10)، والحِكمَة هي معرفة الرَّبّ، (أمثال 2: 5) من ناحية، وبُغض الشَّر والكبرياء والأكاذيب من ناحية أخرى، كما يقول صاحب الأمثال "مَخافَةُ الرَّبّ بُغضُ الشَّرّ" (أمثال 8: 13)؛ وبكلمة أخرى الحِكمَة هي العمل بوصاياه. واظهرن حكمتهنّ هنا بانهنَّ اهتممن بأمور المستقبل واستعدتن له. والفَرق بين العَاقِلات والجَاهِلات كالفرق بين الذي بنى بيته على الصَّخر والذي بنى بيته على الرَّمل (متَّى 7: 24-27). |
|