|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فِي كُلِّ هَذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ، وَلَمْ يَنْسِبْ لله جَهَالَةً" [22]. هذه شهادة حيَّة يقدمها لنا الروح القدس عن حسن تصرفه وسط الضيق. لقد اجتاز التجربة في نجاحٍ ونصرةٍ صادقةٍ. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم في تعبير "لم ينسب لله جهالة" أنه لم يتهم الله بالظلم، ولا حسب أن ما حلَّ به هو وليد صدفة، ولا تذمر قائلًا بأنه لم يخطئ فلماذا حلت به الشرور، ألا يبالي الله بأمره. مثل هذه الأفكار تحل بالبعض حينما تحل بهم التجارب بينما يرون غيرهم يتمتعون ببركات زمنية. * حارب الشيطان (أيوب) بثباتٍ، لكنه عجز عن النصرة على مصارع الله. لقد فرّغ جعبة أسهمه، لكنه لم يستطع أن يجرح مقاتله الشجاع الباسل. أثار أمواجًا ضخمة، لكنه لم يقدر أن يحرك الصخرة الثابتة. استخدم حيله، لكنه لم يقدر أن يهدم البرج القوي. هزّ الشجرة، لكنه لم يحطم الثمرة. لقد كسَّر الأغصان، لكنه لم يوذِ الجذر. لقد اخترق السور، لكنه لم يحمل الكنز. الآن أقول إن هذا الكنز الذي أشير إليه ليس من ذهبٍ ولا فضةٍ، بل إيمان الرجل البار. فإن الشيطان أراد تحطيم هذا الكنز عندما هيّج عليه بلاء لا يُحتمل بعد أن نزع عنه كل ثروته... ها أنتم ترون الله يتمجد والشيطان يخزى(110). الأب قيصريوس أسقف آرل القديس أغسطينوس "في كل هذا لم يخطئ أيوب، ولم ينسب لله جهالة" [22]... إذ لم ينطق بشيء فيه غباوة، حافظًا لسانه من الإثم، بينما قيل: "لم يخطئ"، فيظهر أنه استبعد عنه خطأ التذمر حتى من فكره، فلم يخطئ، ولا تكلم بجهالة، ولا ثار السخط في شعوره الصامت، ولا انحل لسانه بالسب. البابا غريغوريوس (الكبير) هذا هو الطريق الذي به قدم أيوب ذبيحة (تسبيح) بالرغم من الأحزان المرعبة التي فوق الطاقة البشرية قد حلت به(113). القديس يوحنا الذهبي الفم |
|