|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يخطبها لنفسه عروسًا: يؤكد الرب للنفس البشرية: "فمررت بكِ ورأيتكِ مدوسة بدمك... فمررت بكِ ورأيتكِ وإذا زمنك زمن الحب" [6-8]. مرّ عليها السيد فوجدها عريانة، ليس من يستر عليها. فتقدم إليها بالحب وخطبها عروسًا له: "فبسطت ذيلي عليكِ وسترت عورتكِ، وحلفت لكِ، ودخلت معكِ في عهد يقول السيد الرب فصرتِ لي" [8]. لم يستنكف القدوس من أن ينزل إلينا في أرض الشقاء، ويمد يده إلى ضعفنا ليهبنا الاتحاد معه، مقدمًا ذاته عريسًا لنا، لنكون عروسًا له. في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما قلت إن ذاك الذي هو عظيم وقوى، هكذا رغب في زانية، وإنني أتكلم عن الطبيعة البشرية تحت ذلك الاسم "زانية" إن كان إنسان يرغب في زانية فإنه يُدان، فكيف يرغب الله في زانية حتى يصير عريسًا لها؟! ماذا يفعل؟! إنه لم يرسل إليها واحدًا من خدامه لا ملاكًا، ولا رئيس ملائكة، ولا شاروبًا ولا ساروفًا، بل نزل بذاته ذاك الذي يحبها مقتربًا إليها... فطالما تعجز هي عن أن تصعد إلى العلي نزل هو على الأرض، جاء إلى الزانية ولم يخجل أن يمسك بها وهي في سكرها... وكيف جاء؟ جاء ليس (معلنًا) جوهر طبيعته بطريقة مجردة، إنما صار مثلما الزانية عليه (فيما عدا الخطية)، لا بحسب النية بل بالحقيقة صار مثلها، حتى لا ترتعب منه عندما تراه فتجري وتهرب!! جاء إلى الزانية وصار إنسانُا!...]. |
|