|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع يتوجه دومًا إلى الله بكلمة “آب”. هناك استثناء واحد، عندما يصرخ يسوع على الصليب: “إلهي، إلهي، لِمَ تركتني؟”. ولكن هذا الاستثناء يثبت القاعدة لأنه استشهاد بالمزمور 22. يتوجه يسوع دومًا إلى الآب بدالة لا سابق لها، ويستعمل كلمة تُستعمل في الإطار البيتي الحميم: “أبّا” (مر 14، 36). لقد انطبعت دالة يسوع هذه في قلب التلاميذ لدرجة أنهم نقلوا الكلمة بالأصل الأرامي حتى في الأناجيل المترجمة إلى اليونانية (راجع روم 8، 15؛ غل 4، 6). يعلم الناصري تلاميذه النظر إلى الله كأب صالح: “من منكم إذا سأله ابنه رغيفا أعطاه حجرا، أو سأله سمكة أعطاه حية؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تعطوا العطايا الصالحة لأبنائكم، فما أولى أباكم الذي في السموات بأن يعطي ما هو صالح للذين يسألونه!” (مت 7، 9 – 11). يدعو يسوع تلاميذه لكي يكونوا كاملين ورحماء مثل أبيهم السماوي (راجع مت 5، 48؛ لو 6، 36) الذي “يطلع شمسه على الأشرار والأخيار، وينزل المطر على الأبرار والفجار” (مت 5، 45). ويعلم يسوع تلاميذه أن يتوجهوا إلى الآب بالصلاة بدالة الأبناء قائلين: “أبانا” (راجع مت 6، 9؛ لو 11، 2). بحق يلخص المؤرخ أدولف فون هارناك النواة الأساسية في المسيحية خصوصًا في “إعلان أبوة الله”. |
|