لنعد إلى حادثة السجن لنجد أن الولاة أرسلوا بولس إلى السجان قائلين: "أَطْلِقْ ذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ" (أع 16: 35).
وهنا أيضًا نعجب من بولس، فبدلًا من أن يخرج فرحًا بالحرية، قال للسجان: "ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا" (أع 16: 37).
وبالطبع اضطرب الولاة حين عرفوا أنهما رومانيان فنفذوا رغبة بولس. وعندها خرج الكارزان وذهبا إلى بيت ليديا، لأن هذه المرأة -باكورة المؤمنين بالسيد المسيح في أوروبا- استضافتهما في بيتها من البداية بأن قالت لهما: " «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ، فَادْخُلُوابَيْتِي وَامْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْنَا. " (أع 16: 15).
فهل هناك وسيلة أروع من تلك التي اتخذتها ليديا؟ أليست فيها الدليل على أن إيمانها حي؟