الـمـال
إنه عطية من الرب ليُستَخدَم في تسديد الأعواز في رحلة الحياة لقصيرة. وهو جزء في الوكالة التي نؤتمن عليها، وسنعطي عنها حسابًا. إنه ليس هدفًا في الحياة، بل وسيلة للإعاشة. ولكن عندما يتحول المال إلى سيد نخدمه ونكون عبيدًا له، ويصبح هو الذي يتحكم فينا، فهناك الخطر الحقيقي. إن محبة المال، وليس المال نفسه، هي أصلٌ لكل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلّوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة (1تيموثاوس6: 10). وبالأسف فإن بعض الخدّام قد أُخذوا بهذا الشَرَك، واتخذوا من الخدمة مجالاً للربح. وهذا ما يُسميه الكتاب: الربح القبيح (1بطرس5: 2). إنهم يتاجرون بأمور الله، حاسبين أن التقوى تجارة. أما الخادم الأمين فقد تعلَّم أن يكون مكتفيًا بما هو فيه، قانعًا وشاكرًا بما يعطيه الرب له، واثقًا في كفاية الرب لتسديد أعوازه. ولقد حذَّر الرسول بولس تيموثاوس من هذا الشرك قائلاً: «أما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرة تُغرق الناس في العطب والهلاك... أما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا» (1تيموثاوس6: 9).
وعلى الخادم أن يحتفظ بنزاهته، ولا يطمع في أحد، أو يظلم أحدًا، أو يُثْقل على أحد، أو يتودَّد للأغنياء ليحصل منهم على عناية خاصة، بل يكون محكومًا بمبدإ «مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال20: 35). وأن يشارك هو نفسه في احتياجات الآخرين، وتكون فضالته لأعوازهم، مُقدِّمًا نفسه قدوة. وهذا سيُضيف إلى رصيده كخادم كرامة في عيون الآخرين.