منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 02 - 2013, 07:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

الكتابة


اكتشف علماء الآثار الذين قاموا بتنقيباتهم في الشرق الأوسط عدة وثائق مكتوبة، فيها أسماءُ أماكن وملوكٍ وأشخاصٍ آخرين. وهي تتحدث عن غزوات وحروب ومجاعات وغلاء. ومنها ما يصف العوائد والسلوك الاجتماعي، أو يكشف عنها عرضاً. وبعضها يحتوي على تسابيح وصلوات ويعكس معتقداتٍ دينية، أو يتضمن تعاويز وأموراً تتعلق بالسحر. وربما ضمنت الوثائق أيضاً قصص آلهة وأبطال الماضي. وفي الواقع أنه ما إن اختُرعت الكتابة حتى صار ممكناً تدوين ما يصف أية ناحية من نواحي الحياة.
الخط المسماريّ:


اختُرعت الكتابة في بابل ما بين 3500 و 3000 ق م (راجع البابليون). ويبدو أن أول لغة دوِّنت هي السومرية. وقد استخدمت هذه اللغة رموزاً صُورية لتمثيل الكلمات. وتلتها بسرعة الأكادية السامية (اسمٌ يُطلق على الأشورية والبابلية). وقد اختلفت هذه اللغة عن السومرية، حيث استُخدمت رموزُ الكلمات السومرية غالباً كرموز مقاطع، فكانت الأكادية.
وقد دُوِّنت لغاتٌ سامية أخرى في الغرب (سوريا وفلسطين) بالخط المسماري. وكذلك أيضاً اللهجات الهندية الأوروبية التي كان يتكلم بها أهل المنطقة التي أصبحت تركيا حالياً (وتُدعى تلك، اللهجات الحثية على العموم) ولغةٌ أخرى مختلفة، هي العيلامية التي نطق بها أهل بلاد فارس. وقد ظلت الكتابة المسمارية مستعملةً في بابل حتى القرن الميلادي الأول.
الكتابة المصريَّة:


حُملت فكرة الكتابة من بابل إلى مصر، بُعيد اختراعها. وقد ابتكر الكتبة المصريون نظاماً خاصاً من الصور الرامزة إلى الكلمات، والتي ندعوها الهيروغليفات. وبعض هذه كانت تُكتب أحياناً للدلالة فقط على أصواتها (أي المقاطع) كما حصل في بابل. ولكنها لم تكن تُستعمل دون رموز الكلمات إلى المدى الذي عُرِف في المسمارية، ولذلك كان النظام المصري أصعب تكيُّفاً ليلائم اللغات الأخرى.
وقد احتفظت الكتابة المصرية بشكلها التصويري في النقوش على المباني والأنصاب الأخرى حتى القرن الخامس م، حينما توقف الناس عن استخدام الهيروغليفات. إذ طُورت كتابةٌ أبسط دُعيت الهيرية، استُعملت في السجلات العادية والرسائل والحسابات والكتب. وبعد السنة 1000 م طوِّرت من الهيرية كتابةٌ تُعد نوعاً من الاختزال، وتُعرف الآن بالديموطية.
كانت الكتب والوثائق اليومية في مصر تُكتب على ورقٍ مصنوع من قصب البردي. فكان المصريون يضعون شرائح رقيقة من لُب البردي جنباً إلى جنب، ثم يضعون فوقها شرائح أخرى على نحو متصالب، فيحصلون على صحيفة يكتبون عليها. وكان البرديُّ أخشن من ورقنا الحديث، لكنه كان مثله قوياً وليناً. وقد حُفِظت حتى اليوم بردياتٌ كانت مدفونة بين القبور والخرائب في رمال مصر الجافة. ولكن كلفة ورق البردي كانت باهظة، ولذا دونت الأمور الأقل أهمية- كالملاحظات القصيرة والتمارين المدرسية- على رقائق من الحجر أو قطع الخزف المكسور. وقد جرت العادة أن تُستعمل للكتابة أقلام قصب مبرية تُغمس في حبرٍ مصنوعٍ من السخام (سواد القِدر، وبالعامية "شحتار").
وحيثما حكمت مصر أو كان لها معاملاتٌ تجارية، نشط نظام الكتابة المصري. وقد وُجدت نماذج من الكتابة المصرية في فلسطين وسوريا، وفي السودان إلى أقصى الجنوب.
أنماطٌ أُخرى:


استُعملت ما بين 2000 و 1000 ق م أنواعٌ أخرى من الكتابة في أنحاء أخرى من الشرق ألوسط. فقد كان للحثيين في تركيا شكلٌ من الهيروغليفات خاصٌّ بهم، إذ مُثلت المقاطع البسيطة (تا، كي، إلخ) بما يبلغ نحو سبعين رمزاًُ، فضلاً عن مئةٍ أو أكثر من رموز الكلمات. واستُعمل في كريت نظامُ كتابة أبسط، حيث اكتُشفت ثلاثة أنماط متصلة بعضها ببعض. آخِر هذه الأنماط، ويُعرف بالكتابة الخطية "ب"، كان فيه نحو خمسة وثمانين من رموز المقاطع وبعض رموز الكلمات. وقد خُربِشت هذه الرموز على ألواح طينية لتدوين بعض الشؤون الحكومية بلهجة يونانية قديمة. كذلك استُعملت في قبرص طائفة أخرى متفرعة من مجموعة هذه اللغات المكتوبة، ووجدت أمثلة قليلة منها في سوريا.
هذه الأنماط الكتابية جميعها كانت صعبة التعلم، بحيث إن جماعة ضئيلة من الناس فقط، وهي فئة الكتبة المحترفين، استطاعت قراءتها وكتابتها. وكان واجباً على عامة الناس أن يستعينوا بواحدٍ من الكتبة، إذا أرادوا إرسال رسالة أو كتابة وصية أو تقييد حساب، كما كان واجباً اللجوء إلى الكتبة لقراءة رسالة أو وصية قانونية، أو لمراجعة حساب. وبطبيعة الحال تبوأ بعض الكتبة مناصب عالية في بلاطات الملوك، فيما كان آخرون يقعدون عند نواحي الشارع انتظاراً للزُّبُن.
الألفباء:


عندما أصبحت الألفباء معروفة على نطاق واسع، انقطع استئثار الكتبة بحرفة الكتابة. وقد مكنتنا التنقيبات من الكشف عن كثير من الأمثلة على الألفباء في مراحلها الباكرة. ولكن هنالك نواحي عديدة من تطور الألفباء لم تُعرف حتى الآن. ويبدو أن أحد الكتبة في كنعان أدرك أن من الممكن كتابة لغةٍ ما دون استعمال الرموز الكثيرة التي كانت عند المصريين والبابليين. فقد درس هذا الكاتب لغته ورسم علامةً واحدة لكل حرفٍ، ما عدا أحرف العلة. والظاهر أنه اختار هذه العلامات على أساس تجريد رسمٍ يمثِّل أول حرف من الكلمة الدالة على الرسم (فالباب مثلاً يرمز إلى الباء). ولكن هذه الرسوم استُعملت فقط للإشارة إلى الأصوات، ولم تُستعمل قط كرموز كلمات. ولم توجد علامات مستقلة ترمز إلى أحرف العلة، الأمر الذي ما يزال يشكل صعوبة كبيرة في قراءة العبرية والعربية حتى اليوم.
وقد وُجدت في فلسطين أمثلة على الألفباء الباكرة، وهي كلمات قصيرة جداً، ربما كانت أسماء أعلام، مكتوبةٌ على الخزف أو الحجر أو المعدن. كما أن بعض الكنعانيين العاملين في مناجم اللازورد المصرية في جنوب غرب سيناء خربشوا صلواتٍ على الصخور والحجارة. هؤلاء استعملوا أحرف الألفباء، فتركوا لنا أفضل ما لدينا من عينات الألفباء في مرحلة باكرة (نحو 1500 ق م).
ويمكننا أن نرى كيف تطورت الألفباء على مدى القرون الخمسة اللاحقة من أمثلةٍ أخرى متفرقة. (ومن المؤسف أن الكتبة استعملوا للكتابة عادةً ورق البردي الذي يفسد عندما يُطمَر في التربة الرطبة). خلال تلك الفترة اتخذت الحروف شكلاً نموذجياً. وقد أدرك الكتبة الذين تدربوا على الأساليب البابلية في أوغاريت بسوريا حسناتٍ على الألفباء بالنسبة إلى سائر أنماط الكتابة الأخرى. وهُنالك ابتكروا ألفباء من ثلاثين حرفاً بالخط المسماري كتبوا بها لغتهم الخاصة.
وفي السنة 1000 ق م ترسخت الألفباء على صورتها النهائية. وفي سوريا وكنعان، تبناها المستوطنون الجدد من أراميين وعبرانيين وموآبيين وأدوميين. وبُعيد ذلك تعلمها اليونانيون من الفينيقيين وقد أجروا فيها بعض التعديلات لتُناسب لغتهم، ولا سيما استخدام رموز مميزة لأحرف العلة.
ومن ثم تفرقت قبائل سوريا الأرامية في بلاد أشور وبابل، وسبى الملوك الأشوريون كثيرين منهم. وأخذ هؤلاء معهم ألفباءهم. وقد تبنى العبرانيون المسبيون هذه الألفباء وعمموا استخدامها في أورشليم، مفضلين إياها على صورة الألفباء الفينيقية العبرية القديمة. كذلك أيضاً اقتبسها بعض قبائل العرب (الأنباط)، وصورة الكتابة العربية الحديثة متحدرة من الحروف التي طورتها تلك القبائل.
يسَّرت الألفباء القراءة والكتابة لكل إنسان. ولكن الكتبة لم يصبحوا بلا عمل، ولا صار الجميع متعلمين، بل تعلم عددٌ كبير جداً من الناس حروف لغتهم في الأماكن التي جرى استخدام الألفباء فيها. هذا الأمر توضحه حقيقة كون كثيرين من العبرانيين في القرن السابع ق م يملكون خواتم عليها أسماؤهم ولكنها تخلو من أية نقوش أخرى. ولو كا أصحاب هذه الخواتم غير قادرين على قراءتها، لا هُم ولا غيرهم، لما كانت لها أية قيمة.
كانت عادة الكتبة في أشور وبابل، ومصر أيضاً، أن يؤدوا عملهم بعناية فائقة. وكانت تُجرى مراجعات عدة للتحقق من صحة نسخ الكتب. فعدد السطور يُحصى ويقارن بالنسخة الأصلية، والتلف في الأصل يُحسب حسابه. وأحياناً يدقق كاتبٌ ثانٍ في النسخة كلها. ولا شك بأن كتبة اليهود أيضاً عملوا بهذا العُرف عينه عند نسخهم أسفار العهد القديم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الكتابة لمن تحب
كيفية الكتابة على ملف pdf ؟
الكتابة
أعشق الكتابة عن «الكتابة»..
الكتابة على الرمل


الساعة الآن 06:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024