|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمات الملكوت الجديد أو الميراث الداخلي أو الحياة الإنجيلية الكنيسة الحقة فهي: أولًا: الحرية؛ "قائلًا للأسرى أخرجوا، للذين في الظلام إظهَروا" [9]. فقد كسر متاريس الجحيم وأعطانا حرية مجد أولاد الله لنعيش حاملين سلطانًا على الحيات والعقارب وكل قوة العدو (لو 10: 19)، نسلك في النور، لا سلطان للظلمة علينا. وهبنا مخلصنا الحرية الداخلية فلا نُستعبد لعدو الخير ولا لشهوات الجسد ولا لمحبة العالم، أما ما هو أهم فهو ألا نستعبد للأنا "ego" ، لا نتقوقع بعد في الأنا إنما نُصلب مع مسيحنا المخلص لنعلن اتساع قلبنا لنحمل فيه الله غير المحدود ويتسع لكل بشر حتى المقاومين لنا. خلال هذه الحرية الداخلية نقبل برضانا الخضوع لله كعبيد له، فنعيش أحرارًا لا سلطان للعدو على أعماقنا. * كن خادمًا وحرًا في نفس الوقت؛ كن خادمًا بخضوعك لله، حرًا لا تُستعبد لشيء، لا لمديح فارغ ولا لهوى ما. *حرر نفسك من قيود الخطية، عش في حرية، فقد حررك المسيح (غل 5: 1). أطلب حرية العالم الجديد خلال حياتك الزمنية. لا تستعبد نفسك لمحبة مال ولا لمديح نابع عن إرضاء الناس. * لا تضع قانونًا لنفسك لئلا تُستعبد لقوانين من عندياتك. كن حرًا، إنسانًا في مركز يسمح له أن يفعل ما يشاء. * حرر نفسك من نير العالم بحرية الحياة الجديدة. *كن حرًا، حرر نفسك من كل عبودية مخرّبة؛ فإنك إن لم تصر حرًا لا تكن عاملًا للمسيح، فإن ملكوت أورشليم السماوية الحرة لا تقبل أبناء العبودية. . أبناء الأم الحرة هم أنفسهم أحرار (رو 8: 5)، ولا يستعبدون للعالم في شيء. * لا تُلزم نفسك بجهد فوق طاقتك لئلا تَستعبد نفسك للحاجة لإرضاء الغير. الأب يوحنا السرياني المتوحد ثالثًا: التمتع بطريق ممهد يدخل بنا إلى الأحضان الإلهية، "واجعل كل جباليّ طريقًا ومناهجي ترتفع" [11]. ما هي هذه الجبال إلاَّ وصايا الرب التي تبدو كجبال شاهقة يصعب تسلقها، لكن باتحادنا مع المسيح "الطريق" يصير السير على الجبال أمرًا طبيعيًا، وتتحول الوصية إلى لذة وبهجة لا إلى أوامر قاسية وحرمان. في الوقت الذي فيه يجعل الوصية الصعبة سهلة إذ يحول جباله الشاهقة إلى طريق نفرح بالعبور فيه، إذا به يقول" ومناهجي (مسالكي) ترتفع"، بمعنى أن سهولة الوصية لا تعني نزولنا إلى الأمور الدنيا وتساهلنا مع أنفسنا في قبول الملذات الجسدية وتحقيق الرغبات الزمنية، إنما على العكس يحملنا بمسالكه إلى فوق لنمارس الحياة السماوية العُلْوية ببهجة قلب وفرح كحياة مقبولة ومبهجة في الرب. رابعًا: انفتاح أبواب الكنيسة أمام كل الأمم من المشارق والمغارب والشمال والجنوب. "هؤلاء من بعيد يأتون، وهؤلاء من الشمال ومن المغرب وهؤلاء من أرض سينيم" [12]. يقصد بالآتين من بعيد سكان الشرق الأقصى، كما يقصد بأرض سينيم (أسوان) جنوب مصر بكونها تمثل القادمين من الجنوب. خامسًا: التمتع بحياة التسبيح والفرح كحياة تعيشها النفس (السموات) ويمارسها الجسد (الأرض) ويعبر عنها خلاص الطاقات البشرية (الجبال). هكذا تشترك السموات مع الأرض بجبالها في الترنم للرب، "لأن الرب عزى شعبه وعلى بائسيه يترحم" [13]. سرّ بهجتنا تعزيات الله المعلنة بالروح القدس في أعماقنا خلال استحقاقات الدم الثمين، فقد أقامنا المصلوب من بؤسنا وتراءف علينا برحمته العملية. هذا الفرح يعم على الكنيسة كلها الممتدة هنا عبر الأجيال وأيضًا في السموات، لهذا يقول القديس البابا أثناسيوس الرسولي: [لسنا وحدنا في فرحنا، فإنه في السماء تفرح معنا "كنيسة الأبكار" جميعها (عب 12: 23)... انظروا يا أصدقائي، ها الخليقة كلها تحفظ معنا العيد، إذ يقول المرتل: "كل نسمة فلتسبح الرب" (مز 150: 6)، وذلك من أجل هلاك أعداء الرب ومن أجل خلاصنا]. الآن رأينا كيف انتقل الرب من الحديث عن كورش كمنقذ لشعب الله من السبي إلى ما هو أعظم وأبقى، الحديث عن السيد المسيح كمخلص لكل البشرية، ينقذهم من الأسر الأبدي ليهبهم بركات خلاصه بالدخول بهم إلى ملكوته أي التمتع بالحياة الجديدة الكنسية المفرحة في الرب، كحياة فردوسية مقدمة لكل الشعوب والأمم. |
|