|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أمل أُذنك يا إلهي، واسمع، افتح عينيك وانظر خُربنا والمدينة التي دُعي اسمك عليها، لأنه لا لأجل برنا نطرح تضرعاتنا أمام وجهك، بل لأجل مراحمك العظيمة. يا سيِّد اسمع، يا سيِّد اغفر، يا سيِّد اِصغ واِصنع. لا تُؤَخِّر من أجل نفسك يا إلهي، لأن اسمك دُعيَ على مدينتك وعلى شعبك" [18-19]. لا يطلب من الله أن يستمع إليه وينظر إلى الخراب الذي حلّ بالمدينة، إنما يطلب أن يميل الله بأذنه إليه، وأن يفتح عينيه ليرى. فإننا إذ نخطئ نشعر كأن الله يتجاهلنا تمامًا، يبتعد بأذنيه كي لا يسمع، ويغمض عينيه لكي لا يرى. بقوله هذا كأنه يقول: "نُريدك قبل أن تسمع وترى أن تلتصق بنا. نراك تميل بأذنيك كأبٍ ينحني نحو طفله، ويفتح عينيه بالحب فتستريح نفوسنا. نُريدك أنت! لتقترب إلينا، فإننا في حاجة إليك". ويقول القديس جيروم: [عندما يحول وجهه نظهر غير أهلٍ لاهتمام عينيه أو أذنيه]. شعر الشعب طوال فترة السبي كأن الله قد تركهم، ولم يعد يسمع لهم ولا يصغي ولا يعمل لحسابهم، الآن يطلب دانيال باسم الشعب أن يغفر دون تأجيل، فإنهم يطلبون التمتع بصلاحه ومراحمه. هكذا قدم دانيال لله مبررات لكي يرحم شعبه، متشبهًا بموسى الذي كان يشفع في الشعب. لم يبرر دانيال نفسه، لكنه شعر بالمسئولية كعضوٍ في هذه الجماعة، وأن له دوره الإيجابي الذي يلتزم به. حقًا لم يذكر الكتاب شيئًا عن خطايا شخصية ارتكبها دانيال، لكن هذا لا يمنعه من التوبة مع الشعب بشكل جماعي، إذ يقول: "اعترف بخطيتي وخطية شعبي" [20]. |
|