بينما كنتُ أغادر أهلي طالبة بركتهم شعرتُ بقوّة قلبي نعمة الله تحلُّ في نفسي. باركني أبي وأمي وجدّتي والدمع في أعينهم وتمنّوا لي أمانة كبرى لنعم الله، وتوسّلوا إليّ أن لا أنسى أبدًا كم حَباني الله من نِعم بدعوته لي إلى الحياة الرهبانية. طلبوا إليّ أن أصلّي من أجلهم. لم أذرف دمعة واحدة رغم أن الجميع كانوا يبكون. حاولت أن أبقى شُجاعة وان أعزّيهم بقدر استطاعتي، مذكّرة إياهم بالسماء حيث لا يفرق هناك بعد. رافقني ستانلي إلى السيارة. أخبرته كم يحب الله النفوس الطاهرة وأكّدت له أن الله هو راضٍ عنه. لمّا كنتُ أخبره عن صلاح الله وكيف يفكّر فينا، أجهش بالبكاء كطفلٍ صغير، ولم أتعجّب من ذلك لأن نفسه كانت نقيّة وهو بفضل ذلك قادر أن يعترف إلى الله.
- لمّا صعدت على السيارة تركتُ قلبي يسير على هواه، وبكيت أنا كطفلة من الفرح بأن الله وهب عائلتنا هذه النِعم الغزيرة واستغرقت طويلًا في صلاة الشكر.
عند المساء وصلت إلى فارسو. حيّيتُ أولًا رب البيتِ [يسوع في الأفخارستيا] ثمّ ذهبت لأحيّي كل الجماعة.