|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وكان حينما قطعت إيزابل أنبياء الرب أن عوبديا أخذ مائة نبي، وخبَّاهم خمسين رجلًا في مغارة، وعالهم بخبز وماء" [4]. لماذا قطعت إيزابل أنبياء الرب وقتلتهم؟ أولًا: لأنَّها أرادت أن تسدّ كل فم ينطق بالحق الإلهي. ثانيًا: شعرت بعجز آلهتها عن إرسال مطر للأرض، بينما حمل إيليَّا نبيّ الرب سلطانًا على المطر، فأرادت أن تغطِّي هذا الضعف بالسلطان والعنف، تقتل الأنبياء كصاحبة سلطان. ثالثًا: أرادت التشهير بهم بأنَّهم هم سبب الجفاف، فيلزم قتلهم حتى ترضي الآلهة على الأرض وتنزل المطر. وأخيرًا فلت إيليَّا من يدها فانتقمت منه في هؤلاء الأنبياء. غالبًا ما كان هؤلاء الأنبياء يتتلمذون في مدرسة الأنبياء، هؤلاء دُفنوا أحياء في مغارتين، لا يستطيعون الحديث مع أحد عن الله، فاستبقاهم الرب في المغارتين يصلُّون عن الشعب. ربَّما لم يجد كثير من الشعب خبزًا يأكلونه وماءً يشربونه بسبب المجاعة، لكن الله عال خائفيه هؤلاء خلال وكيل الملك نفسه عوبديا. وكما يقول المرتِّل: "ما أعظم جودك الذي ذخَّرته لخائفيك وفعلته للمتَّكلين عليك تجاه بني البشر" (مز 31: 19)؛ "هوذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته" (مز 33: 18)؛ "أعطى خائفيه طعامًا يذكر إلى الأبد عهده (مز 111: 5). * بماذا ينتفع الخائفون؟ إلاَّ أن الرب الحنون والرحيم يعطي "خائفيه طعامًا"؟ يعطيهم طعامًا لا يفسد "الخبز النازل من السماء" (يو 6: 27، 51)، الذي أعطاه ليس من أجل استحقاقنا. فإن المسيح مات لأجل الفُجّار (رو 5: 6). أنَّه لا يعطي أحد طعامًا كهذا إلاَّ الرب الحنَّان والرحوم. القديس أغسطينوس |
|