قال الرسول للمؤمنين عن الله وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَ باللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ (أفسس 2: 6-7) . كما قال لهم لأنه إن كنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضاً بقيامته (رومية 5: 6) . ولا غرابة في ذلك لأنه بما أن المسيح رضي أن يكون نائباً وبديلاً عنا، وبما أن ما يحل بالنائب من ضيق واضطهاد بسبب نيابته عن آخرين يعتبر أنه حل بهم، وأن ما يلاقيه من ربح أو نجاح، يكون من امتيازهم أن يتمتعوا به أيضاً. لذلك فإن آلام الصليب التي وقعت فعلاً على المسيح، وبها وفى مطالب عدالة الله وقداسته إلى الأبد، نعتبر أنها وقعت شرعاً على المؤمنين الحقيقيين به، ومن ثم لا يدانون بعد بسبب خطاياهم. وهكذا الحال من جهة قيامته من بين الأموات وجلوسه في السماء، فإنهم يعتبرون منذ إيمانهم به إيماناً حقيقياً، أنهم قاموا شرعاً من الأموات وجلسوا في السماويات، وذلك في شخصه المبارك.