الأم كلمة عظيمة كبيرة الكل يشعر بها , والكل يتبارى لإيجاد السعادة بكلمة حب وهدية حب لأم قضت حياتها تعمل من أجل سعادة من تحب.
شعور متبادل, محبة عميقة متأصلة داخل وجداننا مابين حب أم لأبنائها وحب أبناء لأمهاتهم.
الجميع
مابين أمهات وأبناء ينتظر بلهفة شديدة عيد وضع للتعبير عن أواصل متعمقة
داخلنا , الكل ينتظر 21مارس وكأن هذا اليوم هو من أهم أعيادنا على الإطلاق.
ولكنا
لو تأملنا قليلا في حياتنا المعيشية نجد أشياء كثير تحجب صفاء هذا العيد
العظيم وبدلا من أنه ينتظر بلهفة وحب نجدة يحمل أعباء , وضيقات نفسية
لكثيرين , وهناك أسباب متعددة تنغص علينا أعيادنا لتحرمنا من فرحتنا , بل
تحرمنا من كل ما نحب .
أهم ما يمنع عنا فرحتنا هو البعد عن البساطة, بدون البساطة حياتنا جحيم وأعيادنا كراهية .
ـ
البخل ... يجعل منا عبيد لما نملكه ولا نفرط فيه , بل يجعلنا نقارن ما
نعطيه بما يعطيه أخوتنا الأقل ثراء أو الفقراء , لذلك نطيع أنفسنا لنقلل
من قيمة هدايانا والتي نعطيها لأعظم من نحب .
ـ ارتباط الهدية أو
العطاء للأمهات في يوم معين تاركين من نحب طيلة العام بدون أدنى تقدير
وندير لهم ظهورنا بحجة أننا نقدم في عيد الأم.
ـ مقارنة الأمهات
أبنائها بقيمة هداياهم مما يجعل من عيد الأم عبئ على فقراء الأبناء , بل
ممكن يتطور الأمر بمقارنة هدايا زوجات الأبناء ببعضهم ليس حبا بل نوع من
فرض سطوة الحماة , مما يضيف عبئ على زوجة الابن الفقير وسط الأبناء.
من
هذا المنطلق تضيع فرحة العيد ما بين صراع لنوع الهدية والتباهي بها , وما
بين إيجاد مبررات لسطوة الكراهية , ولاسيما بين زوجات الأبناء وحماتهم.
وهناك عبئ أخر هو هدية الأم وهدية الحماة يولد نوع جديد من الصراع بين الزوج وزوجته والزوجة وزوجها.
وهناك نوع أخر ممن يتحملون أحزان في عيد الأم !عيد الحب :
ـ زوجة لم تنجب أبناء , وليس لها من يسأل عنها.
ـ زوجة فقدت ابنها أو أبنائها لسبب ما .
ـ أبناء فقدوا أمهاتهم , بأي سبب سواء زواجها من آخر أو وفاتها , أو هجر بيت الزوجية.
لهذا ينبغي أن يتسع دائرة احتفالنا بعيد الأم ليشمل هؤلاء أيضا.
ليتنا
نضيء ولو شمعة في كل مكان مظلم لتنتقل فرحتنا للجميع وبدل أن الكآبة تنتقل
للجميع, حيث أنه قيل أن الكآبة مرض معدي ينضح بشره على كل من يحيط به.
لهذا
أدعوا كل نساء العالم إذا صادفكن يتيم ومن أجل الأمومة أجعلوه ابن لكن ,
نادوه في عيد الحب أقصد عيد الأم قولوا له : أنت قلت لي اليوم كل سنة وأنت
طيبة!!
اقتحموا الصعاب أجعلوه ابنا لكن !!أوجدوا الفرحة في عيون كل يتيم!! ولا تشعروا أحد بيتمه وفقدان أحد أبويه.
وأخص
هنا الأخصائيات الاجتماعيات, والمدرسات في المدارس , والخادمات في كل
الخدمات الاجتماعية بل والدينية, لأن أعباء الخدمة كبيرة ومتشعبة , ولكن
حصادها عظيم ومفرح أليس هذا هو العيد.
لأن الأعياد ليست أخذ فقط ولكنها عطاء أيضا.
وعلى
أولياء الأمور والمعلمين لأولادهم المحبة والحنان , عليهم البحث عن سيدة
محرومة من كلمة ماما!!! لتعميق أواصل المحبة بينها وبين من يحيط بها أرسل
مع أبنك أو ابنتك هدية ولو بسيطة في عيد الأم لتجد من تقبله وتحضنه في عيد
الحب .
ابحثوا عن أرامل فقدن عائلهن لتجدوا بسمة على شفاههم الرقيقة في عيد مثل هذا والذي ندعوه عيد الحب.
لم
يكلفك الأمر كثير ولم يكلف أبنائك غير كلمة من الشفاه بدعوة التي ليست
ماما بماما لنجعل من كل النساء أمهات ونقول لهن كل عام وانتن بخير.
لنسد جرح كل محروم ونضمد قروح المتألمين من زمن غدر بهم, ولم تعطيهم الأيام كما أنت.