|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ارفعي عينيك حواليكِ وانظري. كلهم قد اجتمعوا أتو إليكِ. حيّ أنا يقول الرب تلبسين كلهم كحلي وتتنطقين بهم كعروس" يا لها من صورة بهية لكنيسة العهد الجديد، فإنه عوض المدينة التي تهدمت أسوارها، وطرد منها شعبها كمسبيين، ودخلها الهادمون والمخرِّبون، يُقيم الرب كنيسة العهد الجديد لا كمدينة حصينة فحسب يرجع إليها أولادها مسرعين ويُطرد منها الأشرار المخربون، إنما تصير عروسًا سماوية تحمل زينة فريدة، هي اجتماع أولادها فيها كأولاد لله، لهم حرية المجد الداخلي. في الشرق كان جمال المرأة هو أولادها، تفخر بهم كمجد لها وكثوب عرسها المستمر؛ هكذا تعتز الكنيسة بأولادها الممجدين فيها، كمنطقة عروس ثمينة تتمنطق بهم. تصير عروسًا مثمرة، أُمًا ولودًا، يكثر أولادها الروحيون حتى يبدو كأن الأرض قد ضاقت بهم ولا يوجد موضع للمخربين ليسكنوا معهم. لا يقف العدو صامتًا إنما يريد أن يدخل ويخرب أولادها، هذا الذي سبق فأثكلها بتحطيمه إيمان البعض، إذ يقول لها: "ضيق عليّ المكان، وسِّعي ليّ لأسكن" [20]. أما هي فترى يد الله العجيبة والعاملة فيها بالرغم من مقاومة العدو المستمرة، فتردد في قلبها قائلة: "من ولد ليّ هؤلاء وأنا ثكلى وعاقر منفية ومطرودة؟ وهؤلاء من رباهم؟ هانذا كنت متروكة وحدي. وهؤلاء أين كانوا؟" [21]. إنها نعمة الله الفائقة التي تُخرج من الآكل أكلًا ومن الجافي حلاوة! وإنها نعمته الغنية التي تُقيم فينا ثمرًا متكاثرًا ليس من عندياتنا، إنما هو عطية الله المجانية لمؤمنيه السالكين بالروح. |
|