|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فدنا مِنها فأَخَذَ بِيَدِها وأَنَهَضَها، ففارَقَتْها الحُمَّى، وأَخَذَت تَخدمُهُم "أَنَهَضَها" في الأصل اليوناني ἤγειρεν (معناها اقام) فتشير الى العمل المركزي ليسوع تجاه حماة بطرس. وفي هذا الصدد يقول صاحب المزامير " يُرسِلُ مِن عَلْيائِه فيأخُذُني ومِنَ البِحارِ يَنتَشِلُني "(مزمور 18: 17)، وغالبًا ما يُستخدم هذه الفعل في قيامة السيد المسيح نفسه (مرقس 14: 28؛ 16: 6)؛ وتدل هذه الآية على ان يسوع لم يأمر ويلمس يد حماة بطرس فقط، انما عاونها على النهوض والوقوف والقيام. ويعلق القديس ايرونيموس "في الواقع لم يكن بإمكان هذه المرأة المريضة أن تنهض من فراشها بمفردها وتأتي للقاء الرّب يسوع. غير أنّ هذا الطبيب العظيم يسوع المسيح اقترب بنفسه من السرير. وما زال حتّى اليوم يقترب نحو هذا السرير ويشفي أيضًا". فكل شفاء هو صورة لنهوضنا من حُمّى الموت وقيامتنا. وكل شفاء عند المسيح هو قيامة ونهوض، والنهوض علامة القيامة وصورة لنهوضنا وقيامتنا من حمّى الموت والقبور. ويُعلق القديس كيرلس "وكأن حماة بطرس لم تكن في حاجة إلى من يشفيها من مرض جسدي، بل من يُقيمها من الموت. احتاجت إلى واهب القيامة نفسه يُقيمها معه!" ان يسوع يُنهض الانسان لا لمجده الخاص بل جوابا على نداء الله الآب لكي يستطيع الانسان ان يكتشف الله. ويُعلق القديس اوغسطينوس "لقد أرادهم أن يفهموا أعماله أنها ليست بقصد الإعجاب، وإنما قدَّمها عن حب لأجل الشفاء"؛ لا أحد يُخلص نفسَه، الله الذي يُخلص الانسان. لكل علة وداء، عند المسيح الشفاء، فلنطلب من الله ان يمسك يدنا في كل سر من اسرار الكنيسة: في سر الاعتراف والمناولة لكي تشفينا من "حُمّى" امراضنا وخطايانا. ويستعمل بولس الرسول فعل " أنهض" ليرمز الى القيامة الحاصلة في حياة المعمودية (أفسس 5: 4)، فالرب الذي يشفي هو نفسه الذي يُجدِّد الجماعة المسيحية من خلال المعمودية الجديدة، إذ في المعمودية يبلغ المؤمن ملء الخلاص. |
|