|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا يقول الكتاب المقدّس عن الأنانيّة؟ يعلِّمنا الكتاب أنّ الله يحترم ذاتيّة الإنسان ويشجِّع تميُّزه وتفرُّده، حتى أنّه خلق الإنسان مُتميِّزاً عن سائر المخلوقات بالإرادة الحرّة والقدرة على التّفكير والإبداع، ورغم أنّ الله هو الخالق العظيم إلاّ أنّه لا يفرض إرادته على خليقته بل يترك لنا حريّة التّفكير واتّخاذ القرارات سواء كانت صحيحة أم خاطئة (سِفر الرّؤيا 3: 20). وهو يعرف كلّ واحد منّا بِاسْمه الخاصّ أي بِسِماته الشّخصيّة (إشعياء 43: 1 ولوقا 10: 20). والرّبّ يسوع استخدم كثيراً في أحاديثه ضمير المُتكلِّم «أنا» لكن بشكل إيجابي وصادق وبدون أيّ تعالٍ على الآخَرين أو تعدٍّ على حقوقهم. من النّاحية الأُخرى يرفض الكتاب تماماً أن يتحوّل إحساسنا بأنْفُسنا إلى أنانيّة سلبيّة هدّامة. فنراه يحثّنا على «إنكار النَّفْس» الذي هو على العكس تماماً من الأنانيّة (متّى 16: 24). فإنكار النَّفْس هو عدم البحث عن مصلحة أنْفُسنا فقط بل عن مصلحة الآخَرين أيضاً. وقد أعطانا الرّبّ يسوع نَفْسه نموذجاً يُحتذى به في إنكار النَّفْس عندما رأيناه طوال حياته يتنازل عن راحته لأجل خدمة الآخَرين وراحتهم، فرأيناه يسير ساعات طويلة ليتقابل مع نَفْس مُتعَبة ليريحها ({يوحنّا 4: 6| 6وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ}). ورأيناه ينحني عند أقدام تلاميذه ليغسلها (يوحنّا 13: 5). بل فوق كلّ شيء رأيناه يحمل الصّليب ويَقبل الموت لأجل أن يمنحنا الحياة الأبديّة كما نقرأ في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 6 - 8. فِكْر الله الصّالح لنا هو أن نشعر بأنْفُسنا في الحدود الإيجابيّة البنّاءة، دون أن نتحوّل إلى الأنانيّة التي تُدمِّر علاقتنا بالآخَرين. وأن نسعى لبُنيان أنْفُسنا بكلّ طريقة مُمكِنة ومشروعة، دون أن نُهمل فائدة وبُنيان الآخَرين أيضاً. وأن نُدرك أنّ نجاحنا هو من نجاح الآخَرين وسعادتنا من سعادة الآخَرين وأمنَنا مِن أَمْنِ الآخَرين، فنحن لا نعيش في جزيرة مُستقلّة بل نحن جزء من مجتمع، سواء كان هذا المجتمع هو البيت أو العمل أو مكان العبادة أو الدّولة. فهل جرَّبتَ أن تطلب من الله أن يساعدك لكي تساعد الآخَرين وتبنيهم وتُميِّزهم، حتّى لو تطلَّب الأمر أن يكونوا أفضل منك؟!. هل طلبتَ من الله أن تكون عضواً نافعاً للمجتمع الذي تعيش فيه حتّى لو تطلّب الأمر أن تبذل تضحية ما في سبيل أن تجلب سعادة للآخَر؟!. |
|