|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأعجوبة العظيمة لرئيس الملائكة ميخائيل ولأخبركم الآن يا إخوتي وأحبائي بتلك الأعجوبة العظيمة التي لرئيس الملائكة الطاهر ميخائيل. ذلك أنه كان إنسانًا ساكنًا بفلسطين يسمى مركيانوس، وهذا كان غنيًا جدًا ، ولم يرزق قط ولدًا بل كانت له ابنة واحدة . وكانت تسكن بجوار هذا الغني امرأة مسكينة وهذه لم يكن لها قوت يوم واحد، وكان لها إيمان ورجاء ومحبة في رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل متوكلة على الله بكل قلبها، تتضرع إليه في كل حين قائلة : يا رئيس الملائكة ميخائيل أعني وساعدني وأنظر إلى مسكنتي وشقوتي أيها المبتهل إلى الله في الخليقة ليعطيهم قوتهم في كل حين . اسأله عني أنا المسكينة ليعطيني رزقًا لتزول عني هذه الكربه العظيمة، وهذه المرأة كانت تدخل إلى بيت ذلك الغني وتقضي أشغالهم وتخدمهم وتأخذ أجرتها لتقتات بها . فلما كان أحد الأيام حملت تلك المرأة المسكينة ولما دنى يوم ولادتها كانت في شدة من الطلق وأن الرجل الغني شعر بذلك فقام مسرعًا وصعد إلى سطح بيته لأنه كان مطلا على بيت تلك المرأة المسكينة ووقف يسمع ما تقوله وإذ هي تصرخ قائلة يا رئيس الملائكة ميخائيل أعني في شدتي لعلمك بي أنه ليس لي أحد يتراءف على يا سيدي في هذه الساعة الصعبة، لأني بائسة حقيرة فلا تغفل عني، بل هلم إلىَّ عاجلا وكن معينًا لي في شدتي وكانت تقول ذلك والغني يسمعها من كوة سطحه . فأجاب الرب طلبها بصلوات رئيس الملائكة ميخائيل واعلمها أن ابنها سيرث الرجل الغني . فلما كان للطفل شهران أخذه مركيانوس وقام مسرعًا وأحضر تيسًا من الغنم فذبحه وأخذ جلده وجعل الطفل داخله ورماه في البحر قائلا : هوذا قد قتلته واسترحت منه، وكان يظن أن وحوش البحر تأكله عاجلا . لكن الله الصالح محب البشر الرحوم بشفاعة رئيس ملائكته المقدسين ميخائيل حفظ الغلام فلم يمت ولم يلحقه سوء البتة ولا أهلكته دواب البحر المفسدة . ولم يزل سائرًا في ذلك الزق وملاك الرب يهديه إلى أن وصل إلى كورة بعيدة فرمته الأمواج المفسدة إلى جانب جزيرة خالية ولم يلحقه شيء من السوء بقدرة الله تعالى وعزته وإعانة رئيس الملائكة ميخائيل الذي كان حافظًا له إلى أن أتى راعي غنم إلى هناك يسقي غنمه. فرأى الزق بالقرب من شاطئ النهر فبادر إليه بفرح عظيم يظن أن بداخله مالا، فلما فتحه وجد الطفل داخله حي لم يمت فمجد قدرة الله العالية والفاعل كل شيء، وصرخ قائلا كيرياليسون ( يارب ارحم ) اللهم إن أمورك عجيبة وبحكمة صنعت كل شيء ثم أتى به إلى زوجته ورباه ودعا اسمه تلاصون أي ( إني وجدته في البحر ). فلما انقضى سنين كثيرة شاء الرب تمجد اسمه أن يتم قوله الصادق بما قضاه لذلك الصبي، فسبب السفر لذلك الغني إلى تلك الجزيرة التي فيها الراعي الذي وجد الزق . ففيما هم سائرين في الطريق، أعني الغني وعبيده، أمسى عليهم الوقت فالتجأوا إلى تلك الجزيرة، وأن الراعي استضافهم وأنزلهم في بيته . وأمر تلاصون أن يهتم بهم وبما يأكلونه لأن الفتى كان موكلا على مال الراعي، ولم يكن الراعي يعرف غير كسرة الخبز التي يأكلها. وأن الراعي بدأ يدعو تلاصون افعل كيت وكيت يا بنى تلاصون. اهتم بالقوم كما ينبغي لأنهم رؤساء . وأن الغني لما سمع الراعي يدعو الفتى هذا الاسم تعجب جدًا وقال ما معنى هذا الاسم يا أخي؟ قال له : اتفق لي في أمر هذا الفتى أمر عجيب وهو إنني لما كنت في أ حد الأيام مجتازًا شاطئ البحر في هذه الجزيرة إذ وجدت زق جلد مربوطًا على شاطئ البحر فأسرعت إليه بفرح أظن أن به مالا فلما فتحته وجدت فيه هذا الفتى فعلمت أن ذلك تدبير من الله الذي أتى به إلى هنا فأخذته وربيته، ودعيت اسمه تلاصون، أي إني وجدته في البحر، ولا شك رجلا شريرًا وامر أة شريرة فعلا هذ ا لقلة خوفهما من الله . وهوذا يا سيدي الأرخن قد عرفتك بجميع خبره. وأن الغني لما سمع هذا الكلام بهت جدًا بخوف عظيم وكان يقول في نفسه أهذا حي إلى اليوم؟ ! وحزن جدًا وامتلأ غيظًا وغضبًا على الغلام، وقال للراعي ليتك تصنع خيرًا ومعروفًا أيها الرجل المبارك وتعطيني هذا الفتى لأني أراه شجاعًا قويًا وقد أحببته جدًا وأريد أن أصيره لي ولد ، إذ لي ابنة واحدة ، وأنا أعطيك عشرين دينارًا . فأجابه الراعي قائلا يا مولاي الأرخن كيف يكون هذا وأنا قد تعبت وربيته لي ولدًا وسلمته كل مالي لثقتي به، ول يس أحب أحدًا من أولادي أكثر منه . أجابه الغني قائلا: إنني أرى أن لك أولادًا كثيرين يقضون حوائجك ويصنعون إرادتك، وهذا الفتى تلاصون أعطني إياه لأصيره لي ولدًا وقد أحببته جد ًا. وأن الراعي لما سمع بالذهب سمح بإعطائه الفتى وقال للأرخن إنك تكلفني بما لا أريد ولم تنصفني في ثمنه . قال له كم تريد أن أعطيك عنه أجاب خمسين دينارًا . فلما علم الغني أن الراعي وافق أن يعطيه الفتى فرح جدًا وللوقت أحضر الذهب بسرعة وسلمه للراعي ّثم أخذ الفتى وكتب لزوجته رسالة هكذا قائلا : أعلمك أيتها الأخت أن هذا الفتى الواصل إليك هذه الرسالة هو الطفل الذي جعلناه في الزق ورميناه في قاع البحر، وهوذا أنا في سفري كنت مجتازًا براعي غنم فأخبرني أنه وجده في البحر ورباه وصيره له ولد ًا. وهوذا أنا أخذته منه بخمسين دينار . وهوذا قد أرسلته إليك فساعة قراءة هذه الرسالة تقطعين عنقه وترمينه في البحر ليضمحل ذكره من الأرض إلى الأبد. وبعد ذلك ختم الرسالة وسلمها ليد الفتى تلاصون وأركبه بغلة حسنة وعرفه طريق داره. وأن الفتى خرج من عند الغني وسار في الطريق ولم يعلم أن بيده رسالة قتله وهلاكه ثم ركب الغني من عند الراعي وذهب في حال سبيله. لم يزل الفتى سائرًا في طريقه حتى قرب من مدينة الغني ولم يبق منها سوى ميلا واحدًا وللوقت ظهر له ملاك الرب ميخائيل وهو راكب بغلة بيضاء وعليه حلة ملوكية بشبه أمراء الملك . فقال لتلاصون من أين أقبلت أيها الفتى وإلى أين تمضي؟ وما هذا الكتاب الذي بيدك؟ أجاب تلاصون قائلا : أيها السيد أن أرخن رئيس أرسلني إلى بيته بهذه الرسالة ولم أعلم مضمونها . فقال له رئيس الملائكة ميخائيل المتشبه بالأمير أرني إياها أيها الفتى لأعلم ما فيها فأجابه تلاصون قائلا : كيف يكون هذا يا سيدي؟ فقال له أعطها لي وأنا أعطيها لك بعينها لا تتغير، وبعد جهد عظيم ناول لاتصون ال رسالة للملاك الجليل ميخائيل فلما أخذها نفخ فيها فمحى جميع الأحرف الرديئة المكتوبة بيد الغني وكتب بها شرحًا آخر هكذا : اعلمي أيتها الأخت المباركة أن هذا الفتى الواصل إليك بهذه الرسالة اجتمعت أنا به حيث غربتي وأعطى لي سبعمائة دينار على شرط أن يتزوج ابنتي . والآن احرصي أن تجهزي كل أموره وتزوجيه ابنتي واهتمي بصنع زينات حسنة بكل زخارف العالم وإذا انقضت أيام العرس تسلمي له في يديه كل شيء لي ولك من الأموال والذخائر واحذري أن تخفي عنه شيئًا من كل أموالي لتكون تحت سلطانه إلى أن أحضر، ولما كتب رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل هذا الكلام داخل الرسالة سلمها للغلام تلاصون وهي مختومة بخاتم الغني ، كأنها لم تتغير البتة، وقال له امض في طريقك بسلام كما ُأرسلت ثم صعد رئيس الملائكة ميخائيل إلى السموات. وسار الفتى تلاصون في طريقه والرسالة بيده حتى وصل إلى بيت ذلك الغني وسلمها لإمرأته فلما قرأتها ابتهجت بالفرح ودعت وكلائها وأمنائها وقالت لهم امضوا عاجلا وهيئوا جميع آلات العرس كي أزوج ابنتي لهذا الفتى المرسل من جهة والدها . وأن أولئك مضوا مسرعين كأمر سيدهم وجهزوا كل ما يحتاجونه وجميع من في المدينة فرحوا بذلك ثم زوجوا الصبية ابنة الغني للفتى، وكانوا في فرح وأغاني وطرب، حتى أنه لم يبق أحد في المدينة القريبة منهم إلا وأتى فرحًا معهم. فلما كان بعد ثلاثة أشهر وافى ذلك الغني من سفره . فلما قرب من المدينة مقدار ميل واحد نزل من على حصانه، وفيما يخلع الراكب من رجله التقى به إنسان من أهل المدينة فقال له أترى يا فلان أهلي معافين قال له نعم وعندهم فرح عظيم ولهم اليوم مدة ثلاثة شهور وهم في فرح كثير وأغاني وأصوات مطربة. أجابه الأرخن قائلا : ما السبب في ذلك؟ فقال أن الفتى المرسل من جهتك زوجوه لابنتك كأمرك ولهذا هم يفرحون . فلما سمع الغني هذا الكلام، وعلم أن الغلام تزوج بابنته وورث كل أمواله ونعمته كقول ربنا يسوع المسيح صرخ قائلا : ما دهاني في هذا اليوم الذي ملأ قلبي من الحزن ثم صعد ليركب حصانه ف للوقت خرج السيف من غمده الذي كان متقلدًا به وعبر في جوفه فسقط للوقت ميتًا. فلما بلغ زوجته هذا الخبر الرديء اضطر بت ورمت التراب على رأسها ووثبت قائمة فسقطت للوقت أيضًا على الأرض ميتة. وهكذا توفى الغني وزوجته في يوم واحد وتم قول الرب على الغني أن جميع ماله وأرزاقه يكونان لابن المرأة المسكينة فهكذا كان. بعد ذلك والفتى راقد في إحدى الليالي إذ أشرق عليه نور عظيم حتى أضاء المكان جميعه فانتبه الفتى مرعوبًا وظهر له ملاك الرب ميخائيل رئيس قوات السموات وقال أنا هو ميخائيل الذي ظهر لك في الطريق وغير رسالة الغني بكلام جيد لأنه كان فيها كلام ردئ يقصد هلاكك. والآن أوصيك بهذه الأرملة التي بجانبك . احذر أن تتخلى عنها فهي أمك التي و لدتك من أحشائها . وهوذا أنا أكون معك إلى يوم وفاتك . ولما قال هذا أعطاه السلام وقواه وصعد عنه إلى السماء وهو ينظر إليه. أرأيتم يا آبائي وإخوتي الأحباء قوة الله وشفاعة رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل . فيجب علينا أن ندنو إليه بكل قلوبنا ونطلب إليه أن يشفع فينا أمام السيد المسيح لنجد دالة ومغفرة لخطايانا بالطلبات المقبولة التي لوالدة الإله أمنا العذراء القديسة مريم ورئيس ملائكته ميخائيل ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين ،،، |
26 - 08 - 2018, 12:00 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الأعجوبة العظيمة لرئيس الملائكة ميخائيل
حبيب قلبي رئيس الملائكة الغالي عميد الجيوش النورانية |
|||
26 - 08 - 2018, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأعجوبة العظيمة لرئيس الملائكة ميخائيل
شكرا على المرور |
||||
|