الشهادة للكتاب المقدس
لقد تعرض الكتاب المقدس لنقد شديد لايدانيه أى كتاب تعرض لمجال النقد ، والذين قاموا بنقد الكتاب المقدس قد إتخذوا الإسلام ذريعة للهجوم على الكتاب المقدس مع العلم بأن الإسلام لم يتعرض بالإساءة قطإلىالكتاب المقدس مطلقا بل أنه أيده ووصفه بأفضل وأحسن وأكرم الأوصاف وبأنه منزل من عند الله تعالى ، ولإثبات ذلك نورد الآيات القرآنية المؤيدة لقولنا .
(أولا) فى انزال التوراة :
{ ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة } الأحقاف 12
{ لقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بنىإسرائيلالكتاب هدى وذكرى لأولى الألباب} غافر 53،54
{ قل من انزل الكتاب الَّذى جاء به موسى نورا وهدى للناس قل الله} الأنعام 91 .
{ ولقد أتينا موسى الكتاب فلاتكن فى مرية من لقائه وجعلناه هدى لبنى اسرائيل} السجدة 23 .
{ ولقد اتينا بنىإسرائيلالكتاب والحكم والنبوة} الجاثية 16 .
{ ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين} الانبياء 48 .
{ وإذ أتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} البقرة 53 .
يتضح من هذه الآيات القرآنية أن التوراة منزلة من لدن الله جل جلاله ولاريب فى ذلك .
(ثانيا)قد ثبت مما تقدم نزول التوراة فلنثبت الآن نزول الزبور ( المزامير ) :
{ ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون} الأنبياء 105
{ ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وأتينا دَاوُدُ زبورا} الأسراء 55
نكتفى بتلك الآيتين إثباتا لذلك وعليه فلنأتإلىاثبات الإنجيل .
ثالثا فى إثبات الانجيل :
{ قال إنى عبد الله أتانى الكتاب وجعلنى نبيا} مريم 30
{ ثُمَّ قفينا على أثارهم برسلنا وقفينا بعيسى بن مريم وأتيناه الأنجيل} الحديد 37
{ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} آل عمران 48 .
{ اذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} المائدة 110 .
فتضح من الآيات الكريمة السابقة أن التوراة والزابور والإنجيل تلك الكتب المعروفة عند المسيحيين بالكتاب المقدس هى كتب موحى بها من لدن البارى سيحانه وتعالى ، ولكن لقطع الشك بتاتا نردفها بشهادة أخرى تأييدا لها قال تعالى فى سورة المائدة : { كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثُمَّ يقولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولاتشتروا بأياتى ثمناً قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراه وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}
هل أدركت أيها القارئ ماتضمنته محتوى تلك الآيات؟ قد أخبرنا القرآن الكريم أن الكتاب المقدس الَّذى هو العهد القديم والعهد الجديد أى الكتب المنزلة هو {حكم الله} {وكتاب الله} وعلاوة على ذلك ، فقد أطلقت عليه كلمة { فرقان } وهى من الأسماء المنسوبة للقرآن نفسه ، إذا فليس هناك مجالا للشك فى انزال كتاب المسيحيين . فمن لم يحكم بما أنزل الله (أى التوراة والزبور والأنجيل) ، فأولئك هم الكافرون