أكّد القديس بولس الرسول على إنسانية السيد المسيح، لأن ذبيحة الابن الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، هى ذبيحة إنسانية -فداءً عن الجنس البشرى- قدّمها الابن الوحيد بتجسده الإلهى وصيرورته ابناً للإنسان؛ بإنسانية كاملة متحدة باللاهوت اتحادًا تاماً منذ اللحظة الأولى للتجسد.
لذلك قال القديس بولس: “فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضاً قيامة الأموات. لأنه كما فى آدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيُحيا الجميع” (1كو15: 21، 22).
كما عصى آدم الله حتى الموت، هكذا أطاع السيد المسيح -من جهة إنسانيته- الله حتى الموت. كما هو مكتوب عنه “إذ وُجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب” (فى2: 8).
هذا الإنسان: يسوع المسيح.. لم يكن شخصاً آخر غير ابن الله الوحيد بل هو هو نفسه، بنفس شخصه قد صار إنساناً دون أن يفقد ألوهيته. ولهذا نادى القديس بولس قائلاً: “يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد” (عب13: 8). فهو الرب الأزلى وهو المخلّص الذى تجسد وصلب وقام من الأموات ليقيمنا أيضاً معه.