زاخر تعليقًا على أيقونة المنتخب على شكل الأيقونة القبطية
علق الكاتب والباحث، مؤسس التيار العلماني القبطي، كمال زاخر موسى، على ما تم تداوله مؤخرًا من رسم صورة المنتخب الوطني والمدير الفني كوبر، على شاكلة الأيقونة القبطية المسيح وتلاميذه، قائلاً: قامت الدنيا ولم تقعد بسبب رسومات أيقونات المنتخب والتي استوحت خطوطها من الأيقونات القبطية، وهو أمر متوقع ومتسق مع وضعية الأقباط المستهدفين أبدًا، في يومهم وغدهم، وربما وجودهم، خاصة بعد إحياء المد الطائفي السلفي بتنويعاته وتحالفاته، حتى صارت الأعصاب تحت الجلد بل فوقه، وتتفاقم أزمتهم واغتيال مواطنتهم مع غياب المعالجات التي يكفلها الدستور والقانون، وقد ازيحت لحساب الحلول العرفية والموائمات، وزاد من وطأتها انحسار منظومة القيم المصرية بفعل تراجع التعليم وضحالة الثقافة، وتصحر الذهنية العامة على أصعدة مختلفة. وأضاف زاخر عبر حسابه بالفيسبوك، بات من المحتم مناقشة الأمر بعيدًا عن التربص والاستهداف وخارج دائرة التدين الذي صار ضجيجًا بلا طحين، وننتظر مبادرات من المجتمع المدني وأليات وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للصحافة تدعو إلى العديد من المنتديات الثقافية لدعم الإبداع المصري وإعادة تواصله مع جذوره القبطية المصرية القديمة. وتابع، بعيدًا عن الحالة السائدة تكشف أيقونات المنتخب عن تجذر الفن القبطي (المصري) في وجدان الفنان، لكونه مصريًا، وأن الفن القبطي هو الأبقى والأكثر تأثيرًا والمقاوم لمحاولات طمسه وتدميره. والذي يؤكد بريشته على رمزية أيقوناته التي تكشف دون أن يدرى عن عبقرية التجسد الذي أتاح لنا أن نتفاعل مع “الإنسان يسوع المسيح” بحسب تعبير بولس الرسول " لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح" (1تي 2: 5). فالتجسد أعطانا أن نرى صورة لله اقرب إلينا، الذي في المسيح يسوع شابهنا في كل شئ وأخذ جسد بشريتنا لنقدر على التعامل معه بغير خوف شكلته صورته في العهد القديم جبارًا ومنتقمًا ومحتجبًا ومتعاليًا. وأختتم زاخر بقوله، إلهنا إنسانًا ارتقى بنا وبالفن وبحرية التعبير، ولعل وجوه الفيوم خير دليل، قد يكون لنا تحفظات نبديها على أيقونات المنتخب وبخاصة أيقونة "كوبر" في إطار النقد الفني وليس الرجم المعنوي، وننطلق إلى عمل وحراك يعيد للفن الراقي موضعه في حياتنا، نتصالح فيه مع الإبداع، ونثرى حياتنا بالرقى في مواجهة التجهم والتصحر.
هذا الخبر منقول من : الأقباط متحدون