فقالوا: ((بَعْضُهم يقول: هو يوحَنَّا المَعمَدان، وبَعضُهمُ الآخَرُ
يقول: هو إِيليَّا، وغيرُهم يقول: هو إِرْمِيا أَو أَحَدُ الأَنبِياء)).
" أَحَدُ الأَنبِياء" فتشير الى أحد الأنبياء الاولين قام من الموت باعتبار يسوع نبياً. كما يشهد على هذا الامر متى الإنجيلي (21: 11) ومرقس (6: 15) ولوقا (7: 16). إذ أن موسى تنبأ بأن نبيا مثله سيأتي لهم (تثنية الاشتراع 15:18). وبكلمة اعتبر الناس يسوع انه من عظماء الرجال. وهذا ما يقوله اليوم أيضا أناس كثيرون ان يسوع هو رجل نادر، لا مثيل له. ولكن كلمة نبي يأخذ كامل معناه في الايمان المسيحي. ان يسوع جاء في خط الأنبياء، ولكن ما يطلبه يسوع يفوق ما يطلبه الأنبياء. يطلب تعلقا بشخصه، لا بتعليمه فقط؛ فالنبي يحمل الكلمة، أمَّا يسوع فهو الكلمة بالذات. وأن الأنبياء يُعتبرون حلقة وصل يسير بهم الله بالتاريخ الى كماله، وأمَّا المسيح هو من به نصل الى الكمال وهو الكمال نفسه كما صرّح " أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة" (يوحنا 14: 6). ونَحن كَيف نَنظُر إلى المَسيح؟ هَل نَنظُر إلى يسوع كنَبيّ بَين أنبياء آخَرين؟