|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَالْحُلْمِ يَطِيرُ فَلاَ يُوجَدُ، وَيُطْرَدُ كَطَيْفِ اللَّيْلِ [8]. يعبر بكل ما بلغه من عظمة وغنى وكرامة، فإذا به كحلمٍ يبحث عنه الإنسان عند يقظته فلا يجد أثرًا له، يصير أشبه بطيفٍ عبر، ولا وجود له! *هكذا يا اخوتي هي حياتنا، نحن الذين نعيش حياة زمنية. هكذا هي اللعبة التي نمارسها على الأرض. جئنا إلى الوجود من العدم، وبعد وجودنا ننحل. إننا أحلام لا جوهر لها، رؤى غير مُدركة، كطائرٍ عابرٍ يطير، وكسفينةٍ لا تترك أثرًا على البحر (الحكمة 5: 10-11)، نحن ذرة تراب، بخار، ندى الصباح، زهرة تنمو في لحظةٍ وفي لحظةٍ تذبل. أيام الإنسان مثل عشبٍ وزهرة حقل هكذا ينتعش (مز 15:103). حسنًا داود المُلهم بالروح ناقش ضعفنا، وقال: "لأعرف قصر أيامي"، وعرف أيام الإنسان أنها في طول الشبر (أي 39: 4-5) . القديس غريغوريوس النزينزي الأب هيسيخيوس الأورشليمي غالبًا في "طيف الليل" يندهش بعض الفقراء إذ يصيرون أغنياء، يرون الكرامات تنهال عليهم، يرون أكوامًا من الغنى، وجموعًا من الحاضرين، ثيابًا غاية في الجمال، وفيضًا من الطعام يُقدم لهم... لكن فجأة إذ يستيقظون يجدون بطلان كل البهجة التي كانوا يشعرون بها، ويحزنون أنهم استيقظوا، حيث تنتزعهم الحاجة الحقيقية ليستيقظوا. هكذا بالنسبة لأذهان المرائين ما يفعلونه شيء، وما يظهرون به أمام الناس شيء آخر... وبينما يُمدحون من الناس في مبالغة يظنون أن ما يبتهجون به يجعلهم مشهورين لدى الخلائق زملائهم. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أمبروسيوس |
|