|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللغة وزمن الكتابة لم يصلنا سفر طوبيا إلا مترجمًا في ثلاث صيّغ(2):
ولقد أنحصر تمامًا الآن فكر أن سفر طوبيا كُتِبَ باليونانية. وأصبح كل الدارسين يؤكدون تمامًا -ما قاله من قبل العلامة أوريجانوس والقديس جيروم- بأن النص اليوناني الدارج مترجم عن العبري أو الآرامى(3). والسفر يحوى أدلة تشير إلى حتمية الأصل السامي -أي اللغة العبرية أو الآرامية- مثل بعض التراكيب النحوية. إذ لا يحتاج تفسيرها فقط إلى وجود يهودي كتبها، وإنما إلى كاتب فَكَر وكَتب باللغة العبرية أو الآرامية(4). ومن التعبيرات التي تدل على الأصل السامي(5) (أى اللغة العبرية أو الآرامية). 1- أنا حفظت روحى (نفسى) من أكل... (طو 1: 12). 2- أنا واحد (الابن الوحيد) لأبى... (طو 3: 1). 3- لا... واحد (في اليوناني يستخدم لا أحد)... (طو 3: 8). 4- من وجه الأرض... (طو 3: 6) 5- أبناء الأبرار... (المقصود بها الاختصاص بالبر أي أصبح ملكًا لهم (طو 7: 9). 6- لنقف... أمام... (المقصود بها الخدمة)... (طو 12: 15). 7- جيد.. (من الأفضل) قليل من البر أفضل من كثير من الإثم (والمقصود به الاعتدال في السلوك مثلما في طلب المال).. (طو 12: 8). أما فلماذا لم يستطع أن يحدد العلماء بعد لغة السفر الأصلية أهي العبرية أم الآرامية؟! فمن المعروف أن اللغة الآرامية في زمن أحداث السفر هي اللغة الأكثر شيوعًا في عالم اللغات السامية ولهذا نجد أن ألياقيم وشبنه ويوأخ يفهمونها ولهذا طلبوا من ربشاقى أحد رؤساء جيوش سنحاريب أن يكلمهم بالآرامية وليس بالعبرية لكي لا يفهمهم عامة الشعب عندما أرسلهم حزقيا الملك لكي يتفاوضوا معهم (أش 36: 11) -وخاصة في التجارة والسياسة. ولقد وجد كثير من الوثائق والعقود على أغلفتها من الخارج الكتابة باللغة الآرامية أما الوثائق نفسها مكتوبة بالأشورية بالخط المسماري مما يؤكد هذه الحقيقة. ومن المعروف أيضًا أنها اللغة الرسمية للإمبراطورية الأشورية، والإمبراطورية الفارسية. ففي السنوات الأخيرة من القرن الماضي تم اكتشاف مخطوطات عديدة في سنجيرلى بالقرب من حلب منها نقوش بنامو ونقوش باركاب وترجع إلى عصر تغلث فلاسر ملك أشور سنة (743- 723 ق.م) (2 مل 15: 29). وعندما اكتشفت هذه النقوش ثار حولها الجدل أيضًا مثل سفر طوبيا الأن هل هي تنتمى إلى العبرية أم الآرامية حيث التشابه بين اللغة العبرية واللغة الآرامية في هذه الحقبة من الزمن تشابه شديد ووثيق حيث لم تكن اللغة العبرية والآرامية قد تميزت كلغتين منفصلتين وهناك وجوه أخرى من وجوه التشابه فالكلمات تكاد تكون متماثلة كما تتشابه الضمائر أيضًا(6). ونجد أيضًا سفر يونان النبي يحتوى على بعض التعبيرات الآرامية -ولا يمكن قبول السفر بأي حال أنه سفر رمزي. لأن السيد المسيح له المجد تكلم عن حقيقة توبة أهل نينوى -وبالتالي لابد من قبول تاريخ يونان كتاريخ حقيقي. وهو من أيام يربعام الثاني. وبذلك يكون سفر يونان من مدونات نفس الفترة. وبالتالي يتأكد لنا تمامًا من حقيقة تدوين سفر طوبيا أثناء خراب نينوى. وقبل السبي البابلي لأورشليم. سفر طوبيا دُوِنَ بعد خراب نينوى بقليل. وحيث أن نينوى خربت سنة 612 قبل الميلاد. أي أن السفر كُتب في أوائل القرن السادس قبل الميلاد، ومما يؤكد ذلك أنه لا يشير إلى فترة عزرا ونحميا والمكابيين ولا إلى فترة السبي البابلي لأورشليم. وإن قال البعض(7) أن الثلاثة اصحاحات الاولى من السفر كُتبت في سنة 689 قبل الميلاد والبعض الآخر يفترضون سنة 350 قبل الميلاد. فإن الكنيسة تضع في الحسبان تاريخ إعادة صياغة النصوص بسبب تحديث اللغة وخاصة أنه لم يصلنا سفر طوبيا في لُغته الأصلية ولكنه مترجمًا عنها. |
|