|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وتقول لهم هذه الكلمة: لتذرف عيناي دموعًا ليلًا ونهارًا ولا تُكفا، لأن العذراء بنت شعبي سُحقت سحقًا عظيمًا بضربة موجعة جدًا" [17]. أمر الله إرميا أن يكف عن الصلاة من أجل الشعب بخصوص رفع التأديب عنهم، لكننا لم نسمعه يأمره بالكف عن البكاء من أجلهم، بل بالعكس نراه هنا يطلب من إرميا أن يكون بكاؤه علانية، وأن يعلن للشعب أنه لن يتوقف عن البكاء ليلًا ونهارًا، بكاء من يئن لأجل عذرائه الوحيدة المنسحقة جدًا بضربة مرّة للغاية. كأن الله يعتز بهذه الدموع، لأنها تعبر عن المشاعر الإلهية خلال نبيه. فهو وإن أدّب لا يطلب لشعبه السحق العظيم بل الفرح المجيد بالتوبة والرجوع إليه. هذا ومن جانب آخر فإن دموع النبي تشهد عن وداعة النبي، ينطق بالحق الإلهي لا في تشامخٍ وعجرفة كالأنبياء الكذبة بل بروح الاتضاع والانسحاق، مع مشاركة الشعب آلامهم. |
|