|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا خلق؟ (أ) الخليقة الأولى (القديمة) أي السماوات والأرض (تك1: 1) السماوات بشموسها وأقمارها ونجومها، بكل الأجرام التي لا حصر لها، ولا استقصاء لها ولأبعادها ولأحجامها. كما خلق الأرض بحسب فكره الإلهي؛ خلقها سويّة لا ينقصها شيء « لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً (خربة). لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا» (إش45: 18). لقد خلقها كاملة متقنة، لمرآها ترنمت كواكب الصبح وهتف جميع بني الله. لكن أصابتها نكبة كونية فجعلتها «خَرِبَةً وَخَالِيَةً» (تك1: 2)، ولم يشأ الله أن يُخبرنا عن علة هذا الخراب، لكنه تدخل بنفسه - وبنفس القوة والسلطان والحكمة التي بها خلق السماوات والأرض في البدء - لكي يُعِدّ الأرض لسكن الجنس البشري. ونحن المؤمنين لا يسعنا إلا أن نهتف مع المرنم قائلين: «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ» (مز104: 24). (ب) الخليقة الجديدة (2كو5: 17) وذلك بالمسيح الذي مات وقام؛ فكل من يقبله بالإيمان ويرتبط به، يُولد ولادة جديدة، ويصير في المسيح في دائرة الخليقة الجديدة التي رأسها آدم الأخير (الرب يسوع المسيح)، الذي بقدرته يصونها ويحفظها إلى الأبد. (ج) السماوات الجديدة والأرض الجديدة: يقول الوحي المقدس «لأَنِّي هَأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ» (إش65: 17). وإن كان هنا يُلمّح إلى السماوات والأرض في الملك الألفي، لكن الغرض النهائي هو السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي يسكن فيها البر وذلك في الحالة الأبدية كما ورد في 2بطرس 3: 13. و«ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ» (رؤ21: 1). ولماذا السماء الجديدة والأرض الجديدة؟ لأن السماء الأولى دنسها الشيطان، والأرض الأولى أفسدها الإنسان، فما عادتا تصلحان أمام عين الله. (د) الشر: يقول الكتاب «مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ» (إش45: 7). ليست هناك صعوبة في فهمنا لخلق الله للنور والظلمة والسلام، لكن قد تبدو هناك صعوبة، كيف يخلق الله الشر وهو القدوس الذي عيناه أطهر من أن تنظرا الشر؟ لكي نفهم هذه المعضلة علينا بالرجوع إلى الكتاب الذي يُخبرنا بأن هناك نوعين من الشر: 1- الشر الأدبي (الخطية الفعلية)، وليس هذا هو المقصود هنا، فهذا لم يخلقه الله، لكن إرادة الإنسان الحرة هي التي اختارت التمرد والعصيان. وهذا النوع من الشر هو الذي يذكره الكتاب في تكوين6: 5 «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ»، وفي يونان1: 2 «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي». 2- الشر القضائي: وهذا النوع من الشر هو الذي خلقه الله كما يقول الكتاب في إشعياء45: 7 «خَالِقُ الشَّرِّ». وفي عاموس3: 6 «هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟»، وهنا يقول عن هذا الشر إنه «بلية أو مصيبة»، وفي يونان3: 1 «فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ». هذا النوع من الشر هو ما نراه في المجاعات والكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات والصواعق. والله يسمح بذلك لحكمته العظيمة، بسبب دخول الخطية إلى العالم. وإن كان الله يسمح بالمصائب في العالم لكنه يتحكم فيها بالنسبة للمؤمن إذ يجعل «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رو8: 28). |
|