|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها "إنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها" فتشير إلى الأمم الذين سيأويهم الملكوت في نهاية الأزمنة، كما ورد في سفر حزقيال "في أَغْصانِها عَشَّشَت، جَميعُ طُيورِ السَّماء. وفي ظِلِّها سَكَنَت جَميعُ الأُمَمَ الكَثيرة" (حزقيال 31: 6). والواقع، تُستخدم حبوب الخَرْدَل كغذاء للحَمام في فلسطين، فالطيور تأتى إليها وتأوي فيها وتشبع من حُبوبها، ففيها غذاءٌ لها. وفي رؤية متى الإنجيلي يدعو هذا المَثَل الإنسان إلى أن يرى، من خلال حياة يسوع الوضيعة، مجده بعد القيامة (متى 13: 31-32). أمَّا في رؤية إنجيل لوقا فيعبّر المَثَل عن انتشار الملكوت الذي لا يعرف حدًا (لوقا 13: 18-19). ويعلق العلامة أوريجانوس: " ملكوت الله الحاضر فينا، بينما نستمرّ في التَّقدّم، سيبلغُ كمالَه حين يتحقّق كلام الرَّسول بولس: "بعد أن أخضعَ المسيحُ كلَّ شيءٍ تحتَ قَدَمَيه"، "سيَخضَعُ الابنُ نفسُه لذاكَ الذي أخضَعَ له كلَّ شيء، ليكونَ اللهُ كلَّ شيء في كلِّ شيء" (1قورنتس 15: 28)" (مقالة عن الصَّلاة). ليتنا نزرع في قلوبنا حَبَّة الخَرْدَل هذه لكي تُصبح شجرة معرفة الخير والشّرّ (التَّكوين 2: 9)، فتنمو إلى العُلى، رافعةً معها أفكارنا نحو السَّماء. |
|