ليَمحُ مِنْ على الأرض ذكرهم" [16].
الله الصالح يتطلع بعينيه نحو الصديقين ويميل بأذنيه إلى طلبتهم، معلنًا اهتمامه الشخصي بهم وشوقه نحو إستجابة طلباتهم... نظرته إليهم وإنصاته لهم يبعثان فيهم الرجاء والحياة. أما صانعوا الشر فيقاومهم وجه الرب. يرون عينيه لهيب نار آكلة، تبيد ذكراهم حتى من على وجه الأرض. بمعنى آخر إن كان الصديقون يتألمون لكنهم يتمتعون بنظرات الله الحانية واهتمامه هنا على الأرض كما في السماء، أما الأشرار فيفقدون ذكراهم هنا ويُحرمون من الأمجاد السماوية. لقد مُحيت أسماء الأشرار مثل قايين وشاول الملك ودقلديانوس. حقًا قد نروي قصص شرهم، لكن برائحتها النتنة؛ ليس من يوقر ذكرهم أو يخشى بطشهم، ولا من يفكر قط أن يُحسب من ذريتهم. بينما يُذكر الملايين هابيل وأخنوح وإبراهيم وإسحق وداود وحنّة والقديسة مريم والرسول بولس الخ... راجين أن ينظروهم قريبًا في المجد وأن ينضموا إلى شركتهم.