|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثورة العشرة أسباط: 16 فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، رَدَّ الشَّعْبُ جَوَابًا عَلَى الْمَلِكِ قَائِلِينَ: «أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ؟ وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى! إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. الآنَ انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ». وَذَهَبَ إِسْرَائِيلُ إِلَى خِيَامِهِمْ. 17 وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ رَحُبْعَامُ. 18 ثُمَّ أَرْسَلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ أَدُورَامَ الَّذِي عَلَى التَّسْخِيرِ فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ فَمَاتَ. فَبَادَرَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى الْمَرْكَبَةِ لِيَهْرُبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 19 فَعَصَى إِسْرَائِيلُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 20 وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِأَنَّ يَرُبْعَامَ قَدْ رَجَعَ، أَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ إِلَى الْجَمَاعَةِ، وَمَلَّكُوهُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَتْبَعْ بَيْتَ دَاوُدَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. "فلما رأى كل إسرائيل أن الملك لم يسمع لهم ردَّ الشعب جوابًا على الملك قائلين: أي قسم لنا في داود ولا نصيب لنا في ابن يسَّى؟! إلى خيامك يا إسرائيل. الآن انظر إلى بيتك يا داود. وذهب إسرائيل إلى خيامهم. وأمَّا بنو إسرائيل الساكنون في مدن يهوذا فملك عليهم رحبعام" [16-17]. انتهى الأمر بانقسام المملكة، فعِوض المملكة الواحدة القويَّة صارت مملكتين ضعيفتين أمام الأمم المجاورة، وأيضًا صارتا مملكتين متحاربتين. وقد مرّت علاقتهما ببعضهما البعض بثلاث مراحل: أ. من يربعام إلى عمري ملك إسرائيل ومن رحبعام إلى آسا في يهوذا (1 مل 12-16). كانا يحملان روحًا عدائيًا تجاه بعضهما البعض. حتى انهزمت إسرائيل في معركة كبرى مع يهوذا. وعند تجديد الهجمات التجأ آسا إلى أرام لمعاونته ضدّ إسرائيل ودخلا مع يهوذا في عدَّة معارك مستمرَّة. ب. في فترة آخاب بن عمري وابنيه أخزيا ويرام في إسرائيل، ويهوشافاط يورام وأخزيا في يهوذا، ارتبطت العائلتان الملكيَّتان بعلاقات أسريَّة خلال الزواج المتبادل، فتحقَّق نوعًا من التحالف بينهما ضد العدوّ الأجنبي، وذلك حتى قتل ملكا إسرائيل ويهوذا يورام وأخزيا بواسطة يهو (1 مل 17-2 مل 10: 27). ج. اتَّسمت المرحلة الثالثة بالصراع بين المملكتين إلى سبي إسرائيل بواسطة الأشوريِّين. "ثم أرسل الملك رحبعام ادورام الذي على التسخير. فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة فمات. فبادر الملك رحبعام وصعدإلى المركبة ليهرب إلى أورشليم" [18]. بقي رحبعام في شكيم، وكان يظن في نفسه أنَّه قادر أن يسيطر بالعنف. لم يكن من الحكمة أن يرسل رحبعام أدورام المسئول عن التسخير ليجمع الضرائب في وقت ثورة الشعب وتخلِّيه عن الملك. تصرُّفه هذا يكشف عن غباوته وعجزه عن التدبير والقيادة. كشف عن أنَّه غريب تمامًا عن أن يكون قائدًا. إذ رُجم أدورام المسئول عن التسخير شعر أن حياته في خطر، فاضطرَّ أن يهرب من شكيم إلى أورشليم لعلَّه يجد نوعًا من الاطمئنان. "فعصى إسرائيل على بيت داودإلى هذا اليوم" [19]. انقسمت المملكة في عهد رحبعام بن سليمان للأسباب التالية: أ. السبب الرئيسي انحراف سليمان ومعه الشعب إلى العبادة الوثنيَّة (1 مل 11: 9-13؛ 29-39؛ 12: 15). الحياة الإيمانيَّة الحقَّة تهب روح الوحدة، فيتمتَّع المؤمن كما الجماعة بنعمة الله التي تسند وتعين. أمَّا الانحراف عن الله فيدمِّر ويحطِّم. ب. عدم مشاركة الغير مشاعرهم، والتجاوب مع احتياجاتهم. ربَّما كان لسليمان شيء من العذر في جمع ضرائب باهظة لبناء الهيكل وبيته الخاص بكل ملحقاته ومشاريعه الضخمة، وذلك لأن الدولة قد بدأت تتَّسع جدًا وتستقر دون حروب. أمَّا وقد تم بناء هذه جميعها فكان يليق برحبعام أن يتجاوب مع الشعب المرهق من الضرائب. لكن تجاهله لهم أفقده الكثير من المال والكرامة، وحطَّم وحدة الشعب. يدعونا السيِّد المسيح أن نعطي ما لقيصر لقيصر ونقدِّم لله ما لله (مت 22: 7-21)، ويسألنا الرسول بولس أن يقدِّم المؤمنون الضرائب (رو 14: 6-7)، فإن هذا من حق الدولة لأجل النفع العام، ومن واجب رجال الدولة أيضًا عدم إرهاق الشعب بل يجب مراعاة العدالة مع الرحمة. ج. لم يسمع رحبعام لمشيري والده الشيوخ الحكماء، متجاهلًا حكمتهم وخبرتهم الطويلة [6-8]، فضاعف الضرائب. "ولما سمع جميع إسرائيل بأن يربعام قد رجع، أرسلوا فدعوه إلى الجماعة وملّكوه على جميع إسرائيل، لم يتبع بيت داود إلاَّ سبط يهوذا وحده" [20]. وضع الله في قلب يربعام والأسباط العشرة ألاَّ يطلبوا طرد رحبعام من العرش تمامًا وإقامة بديل له، حيث أن الثائرين هم عشرة أسباط من اثني عشر سبطًا. بهذا يبقى الدم الملوكي من سلالة داود قائمًا على العرش حتى يأتي ابن داود نفسه ويملك. |
|