استعمل متى الإنجيلي عبارة "ملكوت السماوات" (33) مرة، واستعمل (4) مرات عبارة "ملكوت الله" (متى 12: 28، 19: 24، 21: 31). ولا تدل عبارة " ملكوت السماوات " على ان هذا الملكوت سماوي، بل ان الرب الذي في السماوات يملك على العالم. وقد ورد في العهد القديم أنَّ الملكوت هو للرب كما يترنم صاحب المزامير "لأَنَّ المُلكَ لِلرَّبَ وهو يَسودُ الأمَم" (مزمور 22: 29)، ويبشّر متى الانجيلي بان هذا الملكوت الدائم قد اقترب من الناس في شخص يسوع عندما دخل الله بنفسه الى تاريخ الجنس البشري كإنسان. فالمسيح يسوع يملك الآن في قلوب المؤمنين، كما يقول الرسول بولس " إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ " (رومة 10: 8). لكن ملكوت السماوات لن يتحقق تماما إلاَّ بعد إدانة كل الشر الذي في العالم وإزالته. والملكوت هو واقع حاضر وهو رجاء مقبل، وهو ليس مكان ندخل إليه بل هو حالة نعيشها.