|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبونا إبراهيم أبو الآبـاء ان ابراهيم هو أب " لجميع الذين يؤمنون" ( رو 4: 11 ) .. ونحن ندرس حياته لكى ماندرس معاملات الله مع البشر ، فكل ما كتب كتب لأجل تعليمنا ، ، وعلىالرغم من أن أبراهيم هو أعظم رجل سجلت الأسفار المقدسة تاريخه ، لكن لنذكر دائما أن أمامنا من هو أعظم من أبراهيم ، ذاك الذى قال عن نفسه : " قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن " – ذاك الذى تهلل أبراهيم أن يرى يومه فرأى وفرح ( يو 8 : 56 ، 58 ) ... ولا عجب فالقديس بولس بعد أن سرد قائمة طويلة لأبرار العهد القديم فى الرسالة إلى العبرانيين كسحابة شهود استطرد يقول : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع " ( عب 12 : 2 ) . + شخصية أبراهيم : · قصة أبراهيم مع الله . · مصاعب فى طريق الله . · النزاع بين أبراهيم ولوط وشخصية كل منهما . · الله يدخل فى عهد مع أبراهيم . · نسل أبراهيم . · هاجر الجارية والزوجة . · هاجر وسارة يمثلان العهدين القديم والجديد . · الوعد بولادة أسحق – أسحق – زواج إسحق - سنى أبراهيم الأخيرة . قصة أبراهيم مع الله : تبدأ قصة أبراهيم حين تراءى له إله المجد ، وهو مازال فى مدينة أور الكلدانيين ، ( مكانها الحالى خرائب فى منتصف المسافة بين بغداد والخليج الفارسى ، شرقى نهر الفرات بقليل ناحية الجنوب ) – ويوضح ذلك الوحى الألهى على فم أستفانوس شهيد المسيحية الأول " ظهر رب المجد لأبينا أبراهيم وهو فى ما بين النهرين قبل سكنه فى حاران ( مدينة على أحد فروع نهر الفرات ) – وقال له أخرج من أرضك ومن عشيرتك وهلم إلى الأرض التى أريك ، فخرج حينئذ من أرض الكلدانيين وسكن فى حاران ، ومن هناك نقله ( الله ) بعدما مات أبوه إلى هذه الأرض التى أنتم الآن ساكنون فيها " ( أع 7 : 2 – 4 ) . إذن فقد تلقى أبراهيم الدعوة بالخروج وهو مازال فى أور الكلدانيين ... وكانت دعوة الله لابراهيم هكذا " اذهب من أرضك ، ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التى أريك ، فأجعلك أمة عظيمة ، وأباركك وأعظم أسمك . وتكون بركة ، وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " ( تك 12 : 1 –3 ). |
11 - 12 - 2012, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
1 – فى الواقع يبدأ تاريخ أبراهيم بظهور الله له . و أن القيمة يقية فى حياة أى أنسان وتاريخه تبدأ بظهور الله فى حياته. فقد يعيش إنسان عشرات السنين دون أن يكون له أثر ، حتى يقبل دعوة الله ويحيا فى طاعته . . والله فى أثناء ذلك يعرض عليه ذاته لكى يستغنى ، ويلبس ثيابا بيضا فلا يظهر خزى عريته . 2 – لنتأمل فى قول الله لأبراهيم : " وتكون بركة " .. هنا نلاحظ ظاهرة عجيبة ، فبعد أن كان الله يبارك البشر ، أصبح هناك بشر يباركون البشر !!! 3 – تأملات فى طاعة أبراهيم : كانت طاعة أبراهيم لله فى أن خرج من أرضه ، فما هى حكمة الله من ذلك ؟ · الواقع أن كل أنذارات الله القديمة ( الطوفان – بلبلة الألسن - ... ) لم تفلح فى حمل البشر أن يقلعوا عن الشر ، لذا لم يكن هناك بد من أن يعزل الله فئة من البشر ليكونوا له . كان هناك خوف على أبراهيم ، فالجو الذى عاش فيه ابراهيم فى أور الكلدانيين كان موبوءا بالوثنية ونجاساتها ، فالانسان بطبعه ضعيف ومعرض للسقوط ، وابراهيم نفسه وهو - أب الآباء – ضعف إيمانه وشك فى قدرة الله على إعالته فى أرض كنعان لما حدثت مجاعة فنزل إلى مصر دون مشورة الله ، وكذب وقال عن زوجته سارة أنها أخته خوفا أن يقتله فرعون ... من هذا نفهم حكمة الرب فيما قاله على لسان أشعياء النبى " اعتزلوا اعتزلوا . أخرجوا من هناك . لا تمسوا نجسا " ( أش 52 : 11 ) – ويقول يوحنا فى رؤياه " ......اخرجوا منها ياشعبى لئلا تشتركوا فى خطاياها، ولئلا تأخذوا من ضرباتها " ( رؤ 18 : 4 ) . · خرج أبراهيم من أور الكلدانيين طاعة لأمر الله ، لكن أباه تارح والذين معه خرجوا معه على سبيل الصحبة والقرابة .. وهؤلاء كانوا ثقلا على أبراهيم فى طريق الطاعة الكاملة . وما أن وصلوا إلى حاران حتى حطوا رحالهم ، ورفضوا الأرتحال أكثر ، ظل أبراهيم معهم فى حاران زمانا طويلا لم يتمتع فيه بظهور الله له ، ولم يتمكن من تنفيذ وصية الله له بالخروج ، إلا بعد أن تخلص من هذه الروابط الجسدية التى كانت معطلا له عن السير فى طريق طاعة الله الكاملة . 4 – تارح والد أبراهيم يقود القافلة ( الجسد يتولى قيادة المؤمن ) : " وأخذ تارح أبرآم ابنه ولوطا أبن هاران ابن أبنه وساراى كنته امرأة إبرام أبنه ، فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان " ( تك 11 : 31 ) ... هنا يظهر تارح كما لو كان هو المدعو من الله ليخرج من أور إلى كنعان ، بينما الدعوة فى الواقع كانت لأبراهيم .. النتيجة هو التوقف عن السير ... تارح يمثل صورة الجسد عندما يقود المؤمن . فقد كان تارح عابدا للأوثان ( يش 24 : 2 ) وقيادة الجسد للأنسان فى الأمور الروحية المتصلة بالله ، لا نتيجة منها سوى التعثر للوصول لله . |
||||
11 - 12 - 2012, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
+ كان أمر الله لابراهيم أن يذهب إلى كنعان ، أما هو فسكن فى حاران . لكن ما أن مات أبوه حتى أطاع وصية الرب ... إن صلات الجسد وروابطه كثيرا ما تعوقنا فى إتمامنا لدعوة الله لنا ، فنتقاعد عن الوصول إلى مادعينا اليه ونرضى بما هو أقل منه !!!
إن دعوة إبراهيم هى مثال لدعوة الله للانسان ، فكما أن الموت وحده هو الذى هيأ لأبراهيم فرصة الأنطلاق ، كذلك فإننا بحاجة للموت عن العالم حتى ما ننطلق إلى الله . + كانت الدعوة إلى كنعان لكن إبراهيم تخلف فى حاران ... وكثيرا ما تأتى معطلات فى طريق الأنسان إلى الله .. فعلينا أن نحترس !! + لقد أطاع ابراهيم دعوة الله إليه بالخروج من أرضه ، دون أن يعلم إلى أين يذهب ، وفى هذا مثال للطاعة الكاملة لله ..... وحياة التسليم بالكامل . + حسب الظاهر كان أبراهيم قد خسر أرضه وعشيرته وبيت أبيه ،،، لكن فى الواقع كان أبراهيم رابحا ، فالانسان الخاطىء عندما يترك العالم وملذاته ، ما هى خسارته وهو يربح المسيح " ما كان لى ربحا ، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة . بل إنى أحسب كل شىء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى . الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه " ( فى 3 : 7 ، 8 ) . + لابد من حدوث العوائق فى طريق الله ، لا نتصور أن الطريق أمام المؤمن سهلا . + فى دعوة أبراهيم نرى الله يوضح الطريق الروحى الذى ينبغى أن يسلك فيه الإنسان أومايمكن أن نسميه طريق التكريس : أولا : يقول الله لإبراهيم " أخرج من أرضك " هذه تشير الى الزهد بالجسد . فيزهد الأنسان فى الثروة والممتلكات . ثانيا : " ومن عشيرتك " وهذه تشير إلى نبذ وترك أساليب السلوك القديم والرذائل الخاصة بالروح والجسد " اسمعى ياابنتى وانظرى وأميلى أذنك ، وانسى شعبك وبيت أبيك " . ثالثا : " أخرج ......الى الأرض التى أريك "....... ماهى هذه الأرض ؟ هى الأرض التى عناها المسيح بقوله " طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض " - " ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة .... " – " بالأيمان تغرب .......... لأنه كان ينتظر المدينة التى لها الأساسات التى صانعها وبارئها الله " . |
||||
11 - 12 - 2012, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
إبراهيم بعد أن ترك حاران ( تك 12 : 4 – 9 ) :
+ أول مكان بلغه إبراهيم بعد أن ترك حاران هو شكيم .... ومعنى شكيم كتف ، وهى عناية عن قوة الله التى تحفظنا فى دائرة الأيمان .... ثم جاء الى بلوطة مورة ، ومعناها تعليم . والتعليم والقوة يرتبطان ببعضهما ، فالقوة الروحية تقودنا الى قبول التعليم ، والتعليم ينشىء فينا قوة روحية .. هذه لفتة الهية للطائعين !!!. + أتى أبراهيم إلى شكيم ، لكنه وجد الكنعانيين فى الأرض ...كان وجود الكنعانيين هناك امتحانا لقلب أبراهيم ومدى ثبات إيمانه ، ومع وجود الكنعانيين فقد وجد الله هناك .... " وظهرالرب لإبرآم " ( تك 12 : 7 ) . + إبراهيم بين الخيمة والم .... لقد بنى إبراهيم ما بعد وصوله شكيم ... وبنى ما ثانيا بين بيت إيل وعاى ... عاش إبراهيم حياة الغربة فى خيمة متنقلة .... والخيمة والم صفتان أمتاز بهما إبراهيم . فالخيمة تشير إلى حياة الغربة .. التى عاشها على الأرض ، والم يشير إلى حياة التعبد والشكر لله . بالخيمة أعترف أن لا شىء له فى الأرض ، وبالم أعترف أن الله كان كل شىء له ...... ففى الوقت الذى لم يعطه الله فيه ميراثا ولا وطأة قدم ( أع 7 : 5 ) ، كان الله هو نصيبه و ميراثه ، وهذا وحده يكفى ..... مصاعب فى طريق الله : أ – الكنعانيون ..لكن مع وجودهم كان الله هناك . ب – جوع فى الارض ... وبسبب الجوع نزل إبراهيم إلى مصر دون إعلان أو مشورة من الله ...هل فكر ابراهيم أن جوع كنعان أفضل من خيرات مصر ؟ ...ليس هذا ما أختبره موسى بعد ذلك " فقد حسب " عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر ، لأنه كان ينظر إلى المجازاة ( عب 11 : 26 ) ......نلاحظ أن ابراهيم عاش فى مصر بدون م .... أى أنه فقد شركته مع الله ... ولو أنتظر مشورة الله فى تجربة الجوع لكانت سبب بركة وتزكية . ج - إبراهيم وهو يقترب من مصر قال لسارة أمراته أن تقول أنها أخته ، خوفا أن يقتله فرعون ، عجيب هو ضعف إبراهيم فى إيمانه !! أستطاع ابراهيم أن يحصل على خير من فرعون بسبب إمرأته ، .... لكن ماذا كانت النتيجة ؟ لقد حرم إبراهيم من سارة شريكة حياته !! لكن فرعون لم يمسس سارة ، وضرب وبيته ضربات عظيمة حتى أطلقها .... د – هنا نرى الله يتدخل بقوته لينقذ إبراهيم – لا من فرعون – بل من ضعفه هو ....فترجع سارة .. ويعود هو إلى مكانه بين بيت إيل وعاى حيث سكن أولا ، وبنى ما للرب .... |
||||
11 - 12 - 2012, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
النزاع بين إبراهيم ولوط :
كان ابراهيم ( السائر مع الله ) غنيا جدا – وكان لوطا ( السائر مع ابراهيم ) غنيا أيضا..... ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا .. ...... الثروة بركة من الله ، إن أحسن الأنسان أستخدامها صارت نافعة له ولغيره وللكنيسه ، لكن إن أساء أستخدامها وتسلطت محبتها على قلبه ، صارت وبالا عليه ، " ولم تحتملهما الأرض " ...كلمة شديدة يقولها الكتاب ...لما كانا فقراء ، كانت الأرض تسعهما ، لم يتشاجرا فى الفقر ، إنما تشاجرا فى الغنى !! وما أكثر المآسى والمشاكل التى تحدث بسبب المال ، المال يفرق بين الأخ وأخيه ، وبين الأبن وأبوه ، ( مثل الأبن الضال ) . كان منشأ النزاع بين رعاة أبراهيم ورعاة لوط .... وكثيرا ما أدت النزاعات بين الصغار إلى تصادم الكبار . شخصية لوط : + كان لوط سائرا مع إبراهيم بتأثيره وقدوته ، أكثر من إيمانه الشخصى بالله ، مجرد التقليد ضار ، ويحدث هذا مع كثير من المترددين على الكنيسة والمجتمعات الدينية ، ...ويؤيد هذه الفكرة ما ذكر عن لوط " ولوط السائر مع إبرآم " ( تك 13 : 5 ) – لوط فى سيره مع إبراهيم كان مجرد مقلد ، لذا كانت نهايته فى سهول سدوم . + فى الظاهر كان سبب الفرقة والنزاع بين لوط وابراهيم هو ماحدث بين الرعاة ، أما السبب يقى فكان فى قلب لوط ، الخصام بين الطرفين هو الذى أظهر فضيلة أبراهيم ، ومحبة لوط للعالم . + رفع لوط عينيه واختار دائرة الأردن ... لقد كانت كجنة عدن .... وكان ما جذبه هو خصوبتها ، وشكلها الظاهرى بغض النظر عن أى اعتبار آخر ،،،، + قال الرب لآبرام " أرفع عينيك وانظر ... " وفرق كبير بين أن يرفع الأنسان عينيه ( من نفسه ) لينظر ويختار ، وبين أن يسمع لمشورة الله فى الأختيار ،- الله يريدنا أن نختار الأرض الجديـدة والسماء الجديـدة التى يسكن فيهـا البر ( 2 بط 3 : 13 ) . + اسلوب إبراهيم فى حل المنازعة .... " لاتكن منازعة بينى وبينك ، لأننا نحن إخوان " – فى الظاهر كان لوط هو الرابح ، لكن الواقع كان عكس ذلك ، لقد فقد لوط روحياته ، لم يستطع أن يبنى ما للرب فى سدوم ، لقد فقد هيبته ووقاره الروحى ، ..... ثم إذ بحرب كبيرة بين أربعة ملوك يسبى فيها كل شعب سدوم ، ويؤخذ لوط أسيرا هو وأسرته وكل أملاكه ، وأبراهيم هو الذى فك أسره وأسترد أمواله ، كان ذلك نتيجة شهوة قلبه وعينه . + حينما نقارن بين ابراهيم ولوط : .إبراهيم أختار الله ولوط اختار المادة .....، لوط اخذ النصيب الاكبر ، وابراهيم اختار الفقر والبرية المجدبة .....، لوط أخذ أرض العشب والمرعى وابراهيم أخذ الم والخيمة ..، لوط فقد حريته الشخصية وكيانه الأول ، بينما ظل أبراهيم محتفظا بكيانه حرا لله ، ....لوط جلب على نفسه الهوان والهزيمة ، وأبراهيم هو الذى أنقذه . + بعد نصرة ابراهيم خرج ملك سدوم الذى هزم أولا - لأستقبال ابراهيم وعرض عليه أن يعطيه النفوس وأن يأخذ الغنائم المادية لنفسه ... وهنا يظهر تعفف ابراهيم وروحانيته وشهامته " رفعت يدى الى الرب الإله العلى مالك السماء والأرض ، لا آخزن لا خيطا ولا شراك نعل ، ولا من كل ما هو لك ، فلا تقول أنا اغنيت إبرام " . و أن أبراهيم فى هذه ب انتصر نصرتين : نصرة ضد الملوك ، والنصرة الثانية ضد مغريات العالم ( الأسلاب والغنائم ) ، ولعله لم ينل النصرة الأولى إلا لأنه كان يقتنى الثانية . |
||||
11 - 12 - 2012, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
ملكى صادق :
ملك ساليم كان كاهنا لله العلى فضلا عن كونه ملك ، ويذكر فى المزامير موضوع كهنوته ...(مز 110 : 4 ) ، وهو يرمز إلى المسيح ( عب 7 : 1 – 3 ) ، تقابل إبراهيم مع ملكى صادق بعد رجوعه من ب وانتصاره ، وهكذا يظهر لنا السيد المسيح بعد أن نجاهد روحيا وننتصر بنعمته ...، إبراهيم قدم العشور من كل شىء لملكى صادق ... والعشور وبركاتها مارسها الأنسان قبل عصر الشريعة ، وقبل أن يعطى الله وصية مكتوبة عنها. إبراهيم بعد كسرة الملوك : قال الله فى رؤيا الى ابراهيم " لا تخف يا إبرام ، أنا ترس لك ، اجرك كثير جدا " تك 15 :1 ، فقال ابراهيم :"أيها السيد الرب ماذا تعطينى وأنا ماض عقيما ، ومالك بيتى هو اليعازر الدمشقى ..... إنك لم تعطنى نسلا وهوذا ابن بيتى وارث لى " ..... كان كلام ابراهيم هذا لله ، وربما كان تعبيرا عن قلق أو ضعف إيمان ، والله يصنع أموره بطول أناة وحكمة ، وهناك مثل آخر نجده فى ( ص 16 ) ، فنرى سارة – نتيجة عدم صبرها – تدفع ابراهيم لأن يتزوج هاجر الجارية لينجب منها نسلا ، لكن الله يؤكد وعده لأبراهيم بأن الذى يخرج من أحشائه هو الذى يرثه . الله يدخل فى عهد مع إبراهيم : فى ( تك 15 : 7 ، 8 ) نرى الله يؤكد وعده لأبراهيم " أنا الرب الذى أخرجك من أور االكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها " فكان تعليق إبراهيم على ذلك " أيها السيد الرب بماذا أعلم أنى أرثها " ليس هذا شكا بل هو طلب إيضاح من الله على نحو ما فعلت العذراء مريم وسألت الملاك " كيف يكون لى هذا ...... " . اعتاد القدماء احيانا ان يقطعوا عهودهم على ذبيحة يشقونها نصفين ، ويجوز كل طرف بين الشقين ، وكأنه يقبل أن يشقه الله مثل الذبيحة إذا خان العهد .... وهكذا قطع الله عهده مع ابراهيم بهذه الصورة المألوفة ، ونلاحظ هنا أن ( العجلة والعنزة والكبش – واليمام والحمام ) من الحيوانات والطيور التى كانت تقدم ذبائح فى العهد القديم ، وتلك الحيوانات من الحيوانات الطاهره التى كان مسموحا للانسان بأكلها ، واختيار تلك الفصائل المعينة من الحيوانات الطاهرة كذبائح لأنها من الحيوانات التى تخدم الأنسان ، إشارة للسيد المسيح الذى جاء ليخِدم لا لُيُخدم كما أن اختيار فصائل من الطيور كاليمام والحمام – كذبائح – وليس كل الطيور الطاهرة كالبط والأوز والرومى مثلا ، لأن الاولى لها القدرة على الطيران...، ( وهى ترمز إلى السمو الروحى ) فى حياة الخادم . + من سياق الكلام نرى أن أمر الذبائح الدموية كان أمرا معروفا لإبراهيم ، ولم يكن بحاجة إلى أن يعرفه الله بتفاصيله ...كان أمرا معروفا بالتقليد مثل موضوع العشور . + اختيار ثلاثة حيوانات وتكون ثلاثية ( عمرها 3 سنوات ) حتى ما تكون كاملة النمو ، لان هذا أمر يليق بالله الكامل ، كما يشير إلى كمال العهد وأهميته ... وهو يشير أيضا إلى الثالوث القدوس . |
||||
11 - 12 - 2012, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
+ نلاحظ أهمية الدم فى العهد الذى قطعه الله مع إبراهيم .... فحينما سأل إبراهيم الله عن الأرض " بماذا أعلم أنى أرثها " كان أمر الله له بهذه الذبائح ، وهكذا نفهم أننا نرث الأرض الجديدة التى يسكن فيها البر عن طريق الدم والذبيحة ( المسيح ) - وفى عهود أخرى بين الله والأنسان مثل ( عملية الختان ) فيها إسالة للدم .
+ كانت الطيور الجارحة تنزل على جثث الذبائح ، لكن ابراهيم كان يزجرها ، وهذه الجوارح ترمز للشياطين ، وهكذا ينبغى أن نحفظ الذبائح الروحية التى نقدمها لله من اقتراب الشياطين منها ، ومن الأفكار الشريرة . نسل إبراهيم : أورد الرب تشبيهين لنسل إبراهيم : الأول فى ( تك 13 : 16 ) " واجعل نسلك كتراب الأرض ...... " والثانى فى ( تك 15 : 5 ) "... وقال أنظر الى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها . وقال له هكذا يكون نسلك " التشبيهان هما تراب الأرض ، ونجوم السماء ... أبناء إبراهيم حسب الجسد كتراب الأرض ، لكن نسله الروحى كنجوم السماء . ليسوا فقط عديدين بل ممجدين ومضيئين ومرتفعين كنجوم السماء ،-" لهم التبنى والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد ، ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد ، الكائن على الكل إلها مباركا ، الى الأبد آمين " ( رو 9 : 4 ، 5 ) . الله ينبىء إبراهيم بما سيحل بنسله : وقال الله لأبراهيم " اعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا فى أرض ليست لهم ، فيذلونهم أربعمائة سنة .... وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة " ( تك 15 : 13 ، 14 ) . + الله تحدث اولا عن الضيقة ثم بعدها الفرج – التعب ثم الراحة - ....هذا هو طريق الله : نتألم ثم نملك ، العبودية ثم ية ، أى عبودية الخطية ثم حرية مجد أولاد الله .... + وبعد أن تحدث الرب عن غربة نسل إبراهيم واستعبادهم واذلالهم يقول " ثم الامة التى يستعبدون لها أنا أدينها " ( تك 15 : 14 ) ...وهنا نرى نعمة الله لأولاده : · كأفراد ...." لى النقمة أنا أجازى يقول الرب " ( رو 12 : 19 ؛ عب 10 : 30 ) . |
||||
11 - 12 - 2012, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
· ككنيسة .....والأمثلة على ذلك لا تحصى .... فى الماضى والحاضر ....أن الله يكفكف دموع المؤمنين النائحين ، أما الذين جدفوا على اللاهوت ، فقد طرحهم لاسفل ، قد يتأنى الله فى العقاب ولكنه يختار الوقت المناسب .
+ يرى الآباء أن ال 400 سنة تمثل أربعة أجيال : الجيل الأول هو عصر ماقبل الناموس ، والجيل الثانى هو عصر الناموس ( الشريعة ) ، والجيل الثالث هو عصر الأنبياء ، والجيل الرابع هو عصر السيد المسيح ، وحينما يقول : " وفى الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا " يعنى أن الجنس البشرى – الذى يرمز إليه نسل إبراهيم – يرجع إلى السماء بالمسيح وفى عصره . الرؤيا التى رآها إبراهيم : " ثم غابت الشمس فصارت العتمة ، وإذ تنور دخان ، ومصباح نار ( متقد ) يجوز بين تلك القطع " (تك 15 : 17 ) . · تنور الدخان ...يشير إلى ما سيحل بنسل إبراهيم من اضطهادات فى مصر . · مصباح النار المتقد ...يشير إلى وجود الله الدائم وسط شعبه ؛ فى الضيقات والآلام . · مصباح النار المتقد ( بمفرده ) – يجوز بين القطع ؛ اشارة إلى تحمل الله لمسئولية تنفبذ الميثاق مع البشر لوحده ، وهكذا كانت مصالحتنا مع الله بموت المسيح ، كان إنعاما من جانب الله نحو الأنسان الضعيف ، الذى قابل العمل الفدائى العظيم بالعداوة " أصلبه .. أصلبه " . |
||||
11 - 12 - 2012, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
هاجر الجارية والزوجة :
+ لإبراهيم بعض العذر لانه قبل الزواج بهاجر ، لكنه بلا أدنى شك كان مخطئا .... إن الله يعطى الوعد ، والإيمان يقبله ، والرجاء يتوقعه ، والصبر ينتظره بسكوت !! + سبب زواج إبراهيم بهاجر كانت سارة ... ونلاحظ : · ان سارة هى التى اضعفت ايمان ابراهيم بعد أن " آمن بالرب فحسبه له برًا " · خطة الشيطان استخدام اقرب الناس لنا فى تجربتنا واضعافنا . · " سمع إبراهيم لقول ساراى " – خطورة الأستماع بدون تعقل . · خطة سارة هى إقناع ابراهيم بأن الأمر من الله " هوذا الرب قد أمسكنى عن الولادة " ( تك 16 :2 ) ،أليست نسبة بعض الأمور لله هى خطة ابليس فى بعض الأحيان . سارة والشيخوخة : + هناك الأيمان والعيان ... العيان هو المقياس المادى ..كالشيخوخة مثلا فى حالة الأنجاب ، هكذا نظرت سارة ؛ وقالت للرب " أبعد فنائى يكون لى تنعم " ... الأمر ليس هل يستطيع الأنسان أم لا يستطيع ، بل هل " يستطيع الله أم لا يستطيع " !! إن التأخير عندما يربده الله هو فى صالح الأنسان من وجوه كثيرة ومنها التدرب على الفضيلة ، ولذا يقول فى العبرانيين " متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد " ( عب 6 : 12 ) ..يقول مارإسحق ( إذا أنت طلبت ولم تأخذ ، فلست أحكم من الله ) . |
||||
11 - 12 - 2012, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبونا إبراهيم أبو الآبـاء (موضوع متكامل)
إبراهبم وهاجر وسارة :
+ كانت زيجة إبراهيم بهاجر زيجة غير متكافئة ، فابراهيم كان غنيا جدا وهاجر كانت جارية + أظهرت هاجر الجارية كبرياء.. نسيت نفسها ووضعها كجارية وصغرت مولاتها سارة أمام عينيها !! عجيب أمرالأنسان الذى يرفعه الله من المذلة ، وبعد ذلك يتنكر لماضيه ويستعلى على من كانوا سبب نعمته . + كانت نتيجة تعالى هاجر أن " أذلتها ساراى فهربت من وجهها " – وكان هروبها خطئا ، كان ينبغى عليها تقويم سلوكها أمام سيدتها سارة ، وحين أمرها الملاك أن ترجع ، لم يأمرها بالرجوع إلى بيت سارة ، بل قال لها : " إرجعى إلى مولاتك واخضعى تحت يديها " . هاجر وسارة يمثلان العهدين القديم والجديد : عهد الناموس وعهد النعمة ، على نحو ما خلق الله الانسان من عنصرين جسدانى وروحانى ، وعلى نحو مادبر الحياة الدنيا والحياة الأبدية ، كذلك يوجد عهدان وشريعتان : · شريعة العهد القديم : تأمر بأوامر جسدانية وتعد بمواعيد جسدانية ،وهذا يشابه الميلاد الجسدانى من هاجر ..انها تغفر الخطايا بذبائح دموية ، وعلامة العهد هى الختان الجسدى ، ومواعيدها جسدية " أرض تفيض لبنا وعسلا " . |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن احد الشعانين |
موضوع متكامل عن صوم الرسل |
إبراهيم ..(موضوع متكامل) |
الصليب (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل عن القديس المعاصر أبونا سمعان الأنبا بولا |