منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 07 - 2014, 02:47 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

لباس العرس _ غريغوريوس الكبير

لباس العرس _ غريغوريوس الكبير








"وجعل يسوع يكلمهم ايضا بامثال قائلا. يشبه ملكوت السموات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه. وارسل عبيده ليدعوا المدعوين الى العرس فلم يريدوا ان ياتوا. فارسل ايضا عبيدا اخرين قائلا قولوا للمدعوين هوذا غذائي اعددته. ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شيء معد.تعالوا الى العرس. ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد الى حقله واخر الى تجارته. والباقون امسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم. فلما سمع الملك غضب وارسل جنوده واهلك اولئك القاتلين واحرق مدينتهم. ثم قال لعبيده اما العرس فمستعد واما المدعوون فلم يكونوا مستحقين. فاذهبوا الى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه الى العرس. فخرج اولئك العبيد الى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا وصالحين.فامتلا العرس من المتكئين. فلما دخل الملك لينظر المتكئين راى هناك انسانا لم يكن لابسا لباس العرس. فقال له يا صاحب كيف دخلت الى هنا وليس عليك لباس العرس.فسكت. حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية.هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون" (مت 22)




أولاً علينا أن نسأل ما إذا كان هذا المثل في متى هو ما يصفه لوقا بالعشاء، لأن بعض التفاصيل مختلفة. هنا تتمُّ الوليمة في مُنتصف النهار، وهناك في العشاء. هنا طُرد من لم يكن لابساً لباس العُرس، وهناك لم يُطرد أحد ممن دخلوا إلى الوليمة. نستنتجُ من تلاوة متى أن وليمة العُرس تُمثل كنيسة الزمن الحاضر، بينما يُمثِّل العشاء في لوقا الوليمة الأخيرة الأبدية. بعض الَّذين يدخلون إلى الأولى سيتركونها أمَّا الذين يدخلون إلى الأخرى فلن يغادروها ...

فالأوضحُ والأثبتُ أن نقول أنَّ الآب أقام وليمة عُرس لابنه بضمِّ الكنيسة إليه في سر تجسُّده. فرحم العذراء التي وَسِعَتهُ كانت خدر عروسه، ولذلك يقول كاتب المزامير: "جعل للشمس مسكناً فيها (هناك للشمس نَصَبَ خيمة)، وهو مثل العريس الخارج من خدره" (مز 19). هو كعريس بَزَغَ من خدره، فترك ــ كإله متجسد ــ رَحِم العذراء التي لم تُمسّ ليضم إليه الكنيسة. هكذا أرسل خدامه ليدعوا أصدقاءه إلى وليمة العُرس. أرسل الأنبياء أولاً ثم التلاميذ، ليُبشروا بتجسد الرب. أرسل خدامه للدعوة مرتين، لأنه أعلن بأنبيائه أن ابنه الأوحد سيتجسد، وأعلن على ألسنة الرسل أنه تجسد.

ولأن المدعوِّين الأوائل رفضوا الحضور قال في دعوته الثانية: "هوذا غذائي أعددته. ثيراني ومسمناتي قد ذُبحت، وكل شيء مُعَدُّ تعالوا الى العرس.ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد الى حقله واخر الى تجارته"

قال إنهم لم يُبالوا بدعوته، فمنهم من ذهب إلى حقله، ومنهم من ذهب إلى تجارته. أن تذهب إلى حقلك يعني أن تُقحِم نفسك إقحاماً مُفرطاً في السعي الأرضي. وأن تذهب إلى تجارتك يعني أن تشتهي الربح المُتأتي من نشاطاتك الدُنيوية. الأول مُهتمُّ بالسعي الأرضي، والآخر مُتفانٍ في عمل هذا العالم. ما من أحد منهم يلحَظُ سر تجسد الرب، ويبتغي العيش بما يتماشى معه. كأنهم في إقبالهم على حقلهم أو تجارتهم، يرفضون حُضور وليمة عُرس الملك. البعض لا يرفضون عطيَّة الذي يدعوهم فحسب، إنما يضطهدون من يَقبلها. لذلك أضاف قائلاً: "والباقون أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم. فلما سمع الملك غَضَب، وأرسل جُنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم". الله يُهلك القتلة والمُضطهدين، ويُحرق مَدينتهم، أي أرواحهم ويُعذب أجسادهم بنار جهنم الأبدية.

اعتذارُ المدعويّن عن الحضور لم يَحمِل رب البيت على ترك وليمة عُرس ابنه الملك خاوية من الضيوف. أرسل يدعو غيرهم. فمع أن كلمة الله في خطر، إلاَّ أنها ستبلُغُ الراحة. قال لخدامه: "الوليمة مُهيأة، والذين دعوناهم كانوا غير مستحقين، فاذهبوا إلى مفارق الطُرق وادعوا إلى الويمة كل من تجدونهم". إذا اعتبرنا أن الطُرق في الكتاب المقدس تُشير إلى أعمالنا، فإن مفارق الطرق هي أعمالنا الساقطة. فالذين لا ينجحون في أعمالهم الأرضية غالباً ما يثُوبون بسُرعة إلى الله.

وخرج خدامه إلى الطرق وجمعوا كل من وجدوا من أشرار وأخيار فامتلأت وليمة العُرس بالمدعوين. إنَّ خصائص المُتكئين في الوليمة تَكشفُ بوضوح عن أن وليمة عُرس الملك تُمثِّل كنيسة هذا الزمن حيث يجتمع الأشرار والأخيار. الكنيسة مزيجٌ جامعٌ من أمم مُتنوعة. فهي تقودهم جميعاً إلى الإيمان. لكنها لا تقودهم كلهم إلى حُرية النعمة الروحية بنجاح بسبب التَّحولات في حياتهم، فخطاياهم تعيقهم. ولأننا نعيش في هذا العالم وَجَبَ علينا سلوك طريق الدهر الحاضر مُجتمعين أبراراً وأخياراً. ستتم عملية الفرز بينهم عندما نبلُغُ هدفنا: الأخيار في السماء، والأشرار في الجحيم. هذه الحياة قائمة بين السماء والجحيم. فهي تمتدُّ في الوسط ــ إن جاز التعبير ــ وتضمُّ الفئتين. الكنيسة تقبلهم الآن من غير تفريق، لكنها تُغربلهم لاحقاً عندما يُقبضون إلى الخالق.

لكن، بما أنكم دخلتُم إلى قاعة العُرس، إلى كنيسيتنا المُقدسة، بسبب سخاء الله، فاحرصوا، يا إخوة، على أن لا يجد الملكُ عند دخوله عيباً في مظاهر ملابس قُلوبكم. يجب أن نقبل في قلوبنا ما يأتي مُستقبلاً بخوف عظيم. ودخل الملك لينظر إلى المدعوّين، فرأى هُناك رجلاً لم يكن لابساً لباس العُرس.

ما هو، يا إخوتي الأحباء، معنى لباس العُرس؟

فإن قلنا إنه المعمودية أو الإيمان، فهل دخل أحدٌ إلى احتفال العُرس بدونهما؟
يبقى خارجاً الشخص الذي لم يؤمن بعد.


علينا أن نفهم أن لباس العُرس هو المحبة.


قد يدخل ابن الكنيسة احتفال العُرس بدون أن يلبس لباس العُرس. ربما كان مؤمناً، لكنه كان عارياً من المحبّة. فنحن على صواب إذا قلنا إن المحبة هي لباس العُرس، لأن هذا ما تحلَّى به الخالق نفسه حين جاء إلى احتفال العُرس ليضم الكنيسة إليه. وَحدَها محبة الله تحقَّقت بأن ضمَّ ابنه الأوحد قلوب مختاريه إلى نفسه. إذ يقول يوحنا: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنهُ الوحيد" (يو 3).




المرجع: أربعون مواعظ إنجيلية، للقديس غريغوريوس الكبير. التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدس، تفسير إنجيل متى، ترجمة د. ميشال نجم، جامعة البلمند.

رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2014, 09:50 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لباس العرس _ غريغوريوس الكبير

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الرجل الذي ليس عليه لباس العرس (متى 22)
الرجل الذي ليس عليه لباس العرس وسكوت الخجل
الرجل الذي ليس عليه لباس العرس والاستهانة
الرجل الذي ليس عليه لباس العرس ( مدعو وهو غير مستحق )
لباس العرس


الساعة الآن 04:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024