تأملات في آحاد الخمسين المقدسة

[Mary Naeem]

تأملات في آحاد الخمسين المقدسة

الخمسين المقدَّسة 50 يومًا أي 7 أسابيع (49 يومًا) بالإضافة إلى يوم أحد القيامة:
ويلزم التنويه هنا إلى أن الخمسين المقدَّسة ترُكِّز على إنجيل يوحنا، فجَميع أناجيل قداسات الخمسين المقدسة مأخوذة من إنجيل يوحنا ما عدا استثناءات بسيطة جدًا مثل:
يوم شم النسيم: إنجيل تلميذي عمواس (لو 13:24-35).
بعض أيام الأسبوع الأول، حيث تُقرأ أناجيل القيامة.
يوم الصعود: إنجيل لوقا للصعود (لو 44:24-53).
وبخلاف ذلك فجميع أناجيل قداسات أيام وآحاد الخمسين المقدسة مأخوذة من إنجيل يوحنا، لأنه أكثر إنجيل به معاني روحية ولاهوتية عالية، وأكثر إنجيل يتكلَّم عن الحياة الأبدية، من مطلعه: «فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس»، وحتى نهايته: «وآياتٍ أُخر كثيرة صنع يسوع ... وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه» (يو20: 30و31). فإنجيل يوحنا من أوله إلى آخره يتكلَّم عن الحياة الأبدية.
+ الأسبوع الأول: ينتهي بأحد توما.
+ الأسبوع الثاني: ينتهي بأحد الإفخارستيا, وأناجيله الثلاثة: في عشية، وباكر، والقداس، كلها من يوحنا 6 الذي هو أصحاح الإفخارستيا.
+ الأسبوع الثالث: ينتهي بأحد السامرية، مع العلم بأن الأحد الرابع من الصوم الأربعيني المقدس هو أيضًا أحد السامرية وهو أحد النصف. أما هنا في الخمسين المقدَّسة فأحد السامرية هو أحد ما قبل النصف مباشرة.
+ الأسبوع الرابع: ينتهي بالأحد الرابع وإنجيله: «النور معكم زمانًا قليلاً بعد، فسيروا في النور مادام لكم النور لكي تصيروا أبناء النور». وبذلك الكنيسة المقدَّسة تُنبِّهنا أن الخمسين المقدَّسة بدأت في عدِّها التنازلي فقد عبرنا النصف، ويجب في القليل الباقي أن نستفيد من نعمة القيامة ”النور“ سيروا في النور ... أي اشبعوا من المسيح القائم من الأموات واطلبوا ما فوق ... نستفيد من نعمة الخمسين قبل أن تنتهي وتعبر. يأتي بعدها استعداد الصعود وما بعد الصعود.
+ الأسبوع الخامس: ينتهي بالأحد الخامس الذي يسبق الصعود مباشرة، وإنجيله استعدادٌ لعيد الصعود: «أنا أمضي لأعدَّ لكم مكانًا وإن مضيتُ وأعددتُ لكم مكانًا آتي وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا معي» (يو14: 2و3). وهذا الوعد من أجْمل ما يُمكن لأنه يعطينا الثقة بأن المسيح لن يفارقنا بالصعود ولكنه يسبقنا فقط ليُعدَّ لنا مكانًا حتى يأخذنا معه ونفرح معه.
+ الأسبوع السادس: وفيه عيد الصعود، وينتهي بالأحد الذي يلي الصعود، وأناجيله تعطينا نتيجة الصعود وهي سر الصلاة المستجابة حتمًا، أي الصلاة باسم الرب يسوع الجالس عن يمين الآب. فإنجيل عشية يتكلّم عن جلوس الرب يسوع عن يمين الآب وعن الحب الذي يجب أن يُقدَّم له من كل القلب (مر12: 28-37). أما إنجيل باكر (يو14: 8-14) وإنجيل القداس (يو16: 23-33) فكلاهما يتكلَّمان عن الصلاة المستجابة حتمًا، أي المرفوعة باسم الرب يسوع الجالس عن يمين الآب: «الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب بإسمي يُعطيكم»، «من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي، ومهما سألتم بإسمي فذلك أفعله».
لاحظ عبارة ”لأني ماضٍ إلى أبي“، وأن المسيح يشير بها إلى السبب الذي يجعل الصلاة المرفوعة باسمه مستجابة حتمًا. فنتيجة الصعود هي أن المسيح أصبح جالسًا عن يمين الآب بجسده البشري المأخوذ منا، أي أنه أدخل طبيعتنا إلى ”الموضع الذي لا يدخل إليه كل ذي طبيعة بشرية“ (قسمة سبت النور) فصارت شفاعته في جنس البشرية شفاعة فعلية، بالفعل، بالقوة، وليست مجرد شفاعة بالكلام، لأنه أدخل طبيعتنا إلى حضرة الآب ... كما يقول سفر العبرانيين:
«حيث دخل يسوع كسابقٍ لأجلنا» (عب6: 20)،
«ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا»، (عب 24:9)،
«إذ هو حيٌّ في كل حين ليشفع فيهم» (عب 25:7).
فهذا هو سر الصلاة المستجابة حتمًا، أن تكون مقدَّمة باسم يسوع. والصلاة باسم يسوع تعني أن نتقدَّم للآب بصفتنا منتمين إلى ابنه، كأعضاء من جسمه، وكأن الطلب مقدَّم ممضيًا عليه باسم الابن الوحيد المحبوب من الآب منذ الأزل، وليس باسمنا نحن.
+ الأحد السابع: نهاية الخمسين، عيد حلول الروح القدس. وإنجيله معروف: «وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جَميع الحق ... ذاك يُمجِّدني لأنه يأخذ مِما لي ويخبركم» (يو16: 13و14).