الطيبة هي الطبع السائد عند الوديع. ولكن عندما يدعوه الموقف إلي الشهامة أو الشجاعة أو الشهادة للحق، فلا يجوز له أن يمتنع عن ذلك بحجة التمسك بالوداعة..! لأنه لو فعل ذلك، وامتنع عن التحرك نحو الموقف الشجاع، لا تكون وداعته حقيقية. إنما تصير رخاوة في الطبع، وعدم فهم للوداعة، بل عدم فهم للروحانية بصفة عامة. فالروحانية ليست تمسكًا بفضيلة واحدة، تُلغى معها باقي الفضائل. إنما الروحانية هي كل الفضائل معًا، متجانسة، ومتعاونة في جو من التكامل. وأمامنا أمثلة كثيرة من الكتاب في مقدمتها السيد المسيح له المجد.