|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"هَلُمَّ يَا شَعْبِي ادْخُلْ مَخَادِعَكَ، وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ خَلْفَكَ. اخْتَبِئْ نَحْوَ لُحَيْظَةٍ حَتَّى يَعْبُرَ الْغَضَبُ" (إش 26: 20). أدخل الله نوح ومن معه الفلك في الشهر الثاني من عام ستمائة من عمره، واستقر الفلك على جبل أراراط بعد توقف الطوفان، ونقصان المياه عن سطح الأرض، وبالرغم من أن المياه كانت قد جفت عن وجهِ الأرضِ، وقد تأكد نوح من ذلك، لما أتته الحمامة بورقة زيتون، إلاَّ أنه لم يخرج من الفلك، كقوله: "وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ، فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، أَنَّ الْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ الأَرْضِ. فَكَشَفَ نُوحٌ الْغِطَاءَ عَنِ الْفُلْكِ وَنَظَرَ، فَإِذَا وَجْهُ الأَرْضِ قَدْ نَشِفَ" (تك 8: 13). لقد بَقَّى نوح البار ومن معه في الفلك إلى أن أخرجه الله بأمره، كقوله: "وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، جَفَّتِ الأَرْضُ. وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا قَائِلًا: اخْرُجْ مِنَ الْفُلْكِ أَنْتَ وَامْرَأَتُكَ وَبَنُوكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ" (تك 8: 14-16). لم يخرج نوح من الفلك، إلا حينما أمره الله بالخروج، لأن الله هو الذي أدخله الفلك، وهو الذي أغلق عليه بابه. فإن كان الله قد أغلق فمن يجرؤ أن يفتح؟! كقوله: "... الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ" (رؤ 3: 7). |
|