منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 09 - 2014, 01:39 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

الرب الهى ينير ظلمتي
الرب الهى ينير ظلمتي
القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط
٤ سبتمبر ٢٠١٤


قد تضيق بنا الدنيا فى أي من مجالات الحياة، سواء فى المال أو الصحة أو العمل أو الحياة الأسرية والاجتماعية أو حتى فى الحروب الروحية.. ويطول انتظارنا كثيرا كثيرا ونرى أن الله الذى نعرفه بل واختبرناه غاب حضنه وتخلت عنا قدرته. وما من شك أننا نشعر فى هذه الحالة أن الله بعييييد بل وأحيانا نعاتبه كما قال داود النبى فى اول المزمور العاشر “يا رب لماذا تقف بعيداً لماذا تختفى فى أزمنة الضيق؟” هل من رجاء؟ هل من نهاية لظلمة الليل الشديد؟ بكل التأكيد نعم.. فبينما يغيب قمر الليل، لابد وأن تبدأ شمس النهار فى الشروق.. هذا ما اختبره داود النبى نفسه لذلك فى نفس المزمور العاشر وبكل الثقة فى معية الله و قدرته يؤكد قائلاً “تأوه الودعاء قد سمعت يا رب تثبت قلوبهم تميل أذنك لحق اليتيم والمنسحق” (مز17:10).
صورة مظلمة يرسمها لنا بداية سفر صموئيل الأول عندما نرى أقدس مكان فى اسرائيل يتدنس من أولاد خادم الرب عالي الكاهن إذ كانوا “يضاجعون النساء المجتمعات فى باب خيمة الاجتماع” (1صم22:2) و يهينون الذبائح المقدمة للرب من قبل الشعب فيرسلون غلمانهم ليحصلوا على ما هو اكثر من نصيبهم المخصص فى الشريعة حتى قبل اصعاد الجزء المخصص للرب على المذبح فأعثروا الشعب جداً “لأن الناس استهانوا بتقدمة الرب” (1صم17:2) “و سمع أبوهم بكل ما عمله بنوه بجميع اسرائيل لكنه فضل تدليل أولاده على حق الله و لم يقل كلمة حق و لم يتخذ منهم موقفاً حاسماً لدرجة ان الله حذره بالعقاب و لم يبال “و قد اخبرته بأني اقضي على بيته إلى الأبد من أجل الشر الذى يعلم أن بنيه قد أوجبوا به اللعنة على أنفسهم و لم يردعهم” (1صم12:3)
وهكذا إذ فسدت الرأس مرضت الرعية وأصبحت الصورة قاتمة جداً وسط شعب الله المختار، إذ لم يعد وجود لحب الله ولا لمخافته وسط خراف اسرائيل التي اختارها من بين كل الأمم، وصنع فيهم اعاجيبه وحارب حروبهم ليكونوا هم صورة الله على الأرض واستشرى فيهم سم الخطية من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين، فحجبوا عن أنفسهم نوره المقدس، فكانت المصيبة الكبرى التي أخبرنا عنها سفر صموئيل قائلاً ” كانت كلمة الرب عزيزة فى تلك الأيام. لم تكن رؤيا كثيرة” (1صم1:3) فإن لم تكن هناك آذان صاغية فلمن يتكلم الرب؟ ولماذا يتكلم؟
ومع هذا اشراقة التقوى والروحانية لا يمكن أن تنقطع فقد كانت هناك قلة من القلوب أمينة يدميها حزناً و ألماً ما تراه من أفعال أولاد عالي الكاهن المشينه – الذين دنسوا خيمة الاجتماع بفعل الفحشاء فيها وسرقة ما لا يحل لهم.. فوسط كل هذه الأجواء المظلمة كانت هناك القلوب المقدسة للرب التي تقدم تلك الذبائح وإلا فمن أين وجدوا ما يسرقونه من الهيكل أليس من تلك التقدمات المقدسة من أناس أتقياء عاشوا فى وسط الظلام مملوئين بنور الإيمان ولم يفتروا عن تقديم الذبائح ولم يروا انفسهم عاجزين عن أن يغيروا من الأمر شىء لكن كانت لهم رؤية إيمانية ساندتهم واعانتهم على استكمال المسيرة الروحية المقدسة حتى دون أن يروا ما تدبره يد الله ويستحيل أن يخزي الله أمثال هؤلاء فقد كانت حكمة الله العالية تدبر ظهور نبي عظيم.
انه لأمر رائع أنه بينما كانت الظلمة تخيم على أجواء اسرائيل كانت شمس البر تبزغ فى قلب نقي لفتى صغير بدأت عناية الله اعداده كشعلة نور ينمو ويتفجر ضياؤها وسط كل اسرائيل وإذ بنا نسمع فى الخلفية صوت الله يتوجه إلى هذا الطفل الصغير ليبدأ معه و به صفحة جديدة من تاريخ اسرائيل “صموئيل صموئيل فقال صموئيل تكلم فإن عبدك سامع” (1صم10:3) ومن ساعتها بدأ ينمو فى النعمة والقامة إلى أن أصبح رجل الإيمان الذي كان أميناً جداً على مقدسات الله وقال عن نفسه وهو صادق “ثور من أخذت؟ وحمار من أخذت؟ ومن ظلمت؟ ومن سحقت؟ ومن يد من أخذت فدية لأغضي عينىَّ عنه؟” (1صم3:12)
حبيبي إن ما نراه أثناء الضيقات والتجارب هو نصف الحقيقة، أما النصف الآخر غير المرئي فهو عمل الله الذى نحيا على رجاؤه، خصوصا أن خبراتنا الروحية السابقة تدفعنا إلى تصديقه وإلا فإني أدعوك “تعال وانظر” (يو46:1) “طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه” (مرا25:3)
إلى هنا نستطيع أن نقول ما أحلى معاملات الله فهو يجهز صموئيل لسنوات ليحل محل عالي الكاهن، لكن هل تصدق أن نفس الفكرة تكررت على المستوى الشخصي مع أم صموئيل حنة حينما ظلت لسنوات كثيرة مقهورة من ضرتها فننة بعد أن أذلتها وعيرتها بعقمها ولم تكن تعلم أن يد الرب كانت تعمل في هذه الحال اليائسة في أكثر من اتجاه، فمن ناحية كان قلبها هي شخصياً يزداد حرارةً ودموعاً وتضرعاً حتى وصلت إلى المرحلة التي نذرت فيها وليدها المرجو للرب بطيب خاطر. و هل كان يمكن أن تجعله نذيراً للرب بغير هذه المحنة؟ ربما لا. و من ناحية أخرى لو كان الطفل ولد قبل هذا الوقت فهل كان يصلح هذا التوقيت ليتزامن مع وقتٍ اكتمل فيه شر عالي و أولاده ؟ إنها صورة مترابطة مملوءة بالتفاصيل الدقيقة المحكومة فى يد الإله الضابط الكل المدبر مختاريه حسناً صحيح “ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت” (مز24:104)
إن ما نراه نحن بتوقيت اليوم يأساً سنراه فى الغد بتوقيت الأمس عجباً.. فاصبر على آلام الزمان الحاضر فالأيام المرة لابد لها من نهاية “مسيرها تنتهى” كما قال المتنيح البابا شنودة وعلى رأى احد الحكماء قال: إن اشد ساعات الليل ظلاماً هي التي تسبق طلوع الفجر. فلا تخف يا أخي من قسوة التجربة.. ليس فقط لأنها لابد أن تنتهى لما فيه خيرك بل أيضاً حتى أثناء التجربة سيرسل الله لك فى ظلمة الليل قمراً ليعطيك بصيصاً من النور “الله أمين الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا” (1كو13:10)



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الرب الهي ينير ظلمتي (مز 18: 28)
الرب الهى ينير ظلمتى (مز 18: 28)
الرب الهى ينير ظلمتى
الرب الهى ينير ظلمتى
الرب الهى ينير ظلمتى


الساعة الآن 01:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024