|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح قام.. قام منتصرًا.. والأسبوع الماضي كنا نحتفل بذكرى قيامته.. ولقد قامَ منتصرًا من أجلنا، فلا تدع هذه الحقيقة تغفل عن ذهنك ولو للحظة واحدة، لا سيما ونحن نتشارك هذه الأيام عن موضوع الحرب الروحية، ولمَّا كنا قد توقفنا ثلاثة أسابيع عن المتابعة بهذه السلسلة بسبب المؤتمرات، أعود لأُنعش ذاكرتك قبلَ أن نتابع موضوع تأملنا لهذا اليوم. 1 - " العدو في المغارة ".. هذا ما تأملنا بهِ في بداية هذه السلسلة.. فكل مؤمن وُلِدَ من جديد، ينبغي عليه أن يتحرَّر من سيطرة إبليس، والأرواح الشريرة، والقيود التي تُثقل كاهلهُ.. والهدف من ذلكَ أن نتمتَّع بالحياة المنتصرة، التي أعدَّها الرب لكل واحد منَّا.. وأن لا نبقى عميان نقود عميان آخرين، فنقع جميعنا في الحفرة.. ولهذا تعلمنا أن نواجه العدو في حياتنا، لا سيما الأعداء المختبئين في المغارة، فنفضحهم ونقاومهم بقوة الرب، ونتحرر منهم.. لنساعد فيما بعد الأسرى من حولنا.. 2 - " لنمتلك الأراضي.. وننهب القوي ". وهذا ما تأملنا بهِ، في الأسبوع التالي.. نُخبر الناس عن يسوع.. نُبشرهم.. لكن النتائج قليلة.. والسبب، إبليس أعمى عيون الناس لكي لا تُضيء لهم إنارة إنجيل المسيح فيخلصون.. والحلّ كما قلنا.. أن نُقيِّد القوي.. إبليس.. ثمَّ ندخل إلى معسكره وننهب غنائمه، ننهب النفوس التي أسرها، ونأتي بها إلى النور، نور المسيح، نفك قيودها، فتنفتح عيونها، وتفتح قلبها للرب، وتقبلهُ كمخلص لها.. ولهذا تعلمنا أن نحارب ونصلي ونتشفع من أجل هذه النفوس، وندخل ونمتلك أراضٍ جديدة.. 3 – " كغنم لا راعي لها ".. وهذا ما دفعَ بالرب يسوع أن يُشفق على الجموع التي شتتها العدو، كانَ دافعهُ المحبة غير المشروطة التي ملأت قلبه، وهكذا ينبغي أن يكون دافعنا لامتلاك المسحة والقوة، محبة النفوس الضائعة لكي نخطفها من مملكة الظلمة، وليس أي دافع آخر.. سواء كانَ حب الظهور أو ٱستعراض للقوة أو ما شابههما.. أمَّا اليوم.. فقد ٱختارَ لنا الروح القدس، موضوعًا جديدًا لكي يعلمنا، كيفَ نُحافظ على نصرتنا، وكيفَ نحافظ على دعوتنا لربح النفوس وتحريرها من قبضة العدو، ألا وهوَ، كيف نغلق الثغرات التي تكون في الجدار الذي يُحيط بأرضنا، الثغرات التي تكون في حياتنا.. وتشكل منفذًا للعدو لكي يدخل منها ويُفسد الكروم.. يُفسد حياتنا ويبعدها عن خطة الله.. يشن إبليس حربًا دون هوادة عليك في البداية لكي لا تعرف الرب وخلاصه، ولكي لا تصبح ٱبنًا لله، وتنال الحياة الأبدية.. لكنهُ عندما يفشل بذلكَ، وتفتح قلبك للرب وتولد من جديد، وتنتقل من مملكة الظلمة إلى ملكوت الله.. يُدرك إبليس تمامًا أنهُ قد خسرك لأنكَ أصبحت ٱبنًا، وهوَ لا يمكنهُ إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. لكن حربه عليك لن تتوقف، لأنهُ لن يستسلم بسهولة.. فلا تنسى هذه الحقيقة !!! بعد أن كان هدف إبليس أن يمنعك من الانضمام إلى عائلة الله.. ستتحوَّل حربه عليك الآن، لكي يمنعك من مساعدة الآخرين لكي ينضموا إلى عائلة الله.. وبعبارة أوضح، فهوَ سيسعى جاهدًا ولن يوفِّر طريقة لكي يمنعك من تقييده وخطف النفوس من قبضته.. وفي البداية سيعمد إلى تضليلك عن الحق الموجود في كلمة الله، والذي يخبرك عن حقوقك الجديدة في المسيح، والسلطان المُعطى لكَ من الله لكي تدوس عليه وعلى قواته، لكي يشل قدرتك عن محاربته، وهذا ما سنتأمل فيه الأسبوع القادم.. لكن عندما تسكن في داخلك كلمة الله وتعرف حقوقك، وتمارس سلطانك عليه، سيتنكَّر في شكل الأفعى المعهود، لكي يغريك ويغويك ويتحايل عليك، ويوقعك في الخطئية التي تفتح لهُ ثغرات في جدار حياتك، فيدخل منها ويمتلك أرضًا في حياتك، فيفقدك القوة، ويُعطِّل عملك وسعيك إلى ربح النفوس وإتمام خطة الله لحياتك.. لكننا اليوم وبقيادة الروح القدس، سنفضح معًا خطط الشيطان في هذه الدائرة، ونتعلم ممن سبقونا لكي نتفادى ما ٱرتكبوه من أخطاء، حتى نبقى متنبهين، ولكي يبقى جدار حياتنا عاليًا وقويًا.. لا ثغرات فيه.. " لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء " (أمثال 7 : 26). نعم.. كل قتلى الخطيئة أقوياء.. فعندما تُصبح قويًا، وتتعلم كيف تُقيِّد القوي لتنهب غنائمه من النفوس الثمينة..لا تخف من إبليس.. بل كن حذرًا.. لأن كل قتلاه أقوياء.. لن يخاف إبليس من المؤمن الضعيف الذي لا يفعل شيئًا ولا يتحرك بقوة ضده، لكنهُ بالطبع سيخاف من المؤمن القوي الذي يتحرك لزعزعة مملكته.. فكن حذرًا !!! من هم هؤلاء الأقوياء الذين تمكن إبليس من خداعهم وإغرائهم، ومن ثمَّ إيقاعهم في مكمن الخطيئة؟ لنتعلم معًا.. شعب قوي.. منصور.. لا سحر ولا عيافة ولا قوة تمكنت من إيقاف تقدمه بٱتجاه أرض الموعد.. أو تمكنت من منعه من ٱمتلاك أراضٍ جديدة وطرد الأعداء منها.. تقول الكلمة عن هذا الشعب: " ... الرب إلههُ معهُ، وهتاف ملك فيه، الله أخرجه من مصر، له مثل سرعة الرئم، إنهُ ليس عيافة على يعقوب ولا عرافة على إسرائيل... هوذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد... " (عدد 23 : 21 – 24). لـم يتمكـن إبليـس ولا النبـي الشرير بلعام من لعن الشعب أو التصدي لهُ أو قهره، لأنَّ الرب إلهه معهُ !!! هذا ما نقرأ عنهُ في سفر العدد 23.. لكن فجأة نقرأ في سفر العدد 25: " وكان الذين ماتوا بالوبأ أربعة وعشرين ألفًا ". ما الذي حصل؟ هل إلهنا إله مزاجي؟ تارةً يكون مع شعبه وينصرهم، ثمَّ فجأة يتحوَّل عنهم ويترك الوبأ يقتل منهم أربعة وعشرين ألفًا؟ بالطبع لا.. فهوَ إله صالح، وإله كل نعمة غنية، وكل عطية صالحة تنزل علينا من عنده.. لكن الذي حصل " ثغرات في الجدار " أعطت العدو المتربِّص فرصة للدخول، وٱمتلاك أرض في وسط الشعب، ومن ثمَّ الوبأ والموت والهزيمة!! ماذا حصل؟ ينتهي الإصحاح الرابع والعشرين من سفر العدد بالقول: " ثم قام بلعام وٱنطلقَ ورجعَ إلى مكانه، (والملك) بالاق أيضًا ذهبَ في طريقه " (عدد 24 : 25). لم يتمكن بالاق وبلعام من لعن الشعب وإيقافه، ويتبيَّن وكأن الموضوع ٱنتهى، لكنني سبق وحذرتك في بداية هذا التأمل، أن إبليس لن يستسلم بسهولة، فلو تابعت التأمل في سفر العدد لاكتشفت أن بلعام لم يكن بريئًا، بل أغرى.. أغوى.. الشعب مُقادًا من إبليس: " إنهنَّ بٱتباعهنَّ نصيحة بلعام أغوينَ بنـي إسرائيل لعبادة فغور (البعل)، وكنَّ سبب خيانة للرب، فتفشَّى الوبأ فـي جماعـة الـرب " (عدد 31 : 16). فشل بلعام بالقوة.. فنصحَ النساء الموآبيات بإغراء شعب الله بالزنى (الخطيئة) ومن ثمَّ أغوينَ الشعب لحضور ذبائح آلهتهنَّ والأكل منها والسجود لها.. فٱشترك شعب الله في عبادة بعل فغور، فٱحتدمَ غضب الرب عليهم.. ثغرات في الجدار.. حق لإبليس بالدخول.. حق لإبليس بالضرب بالوبأ.. حق لإبليس بقتل الشعب.. حق لإبليس بإيقاف الشعب عن التغلب عليه.. ثغرات في الجدار.. كل قتلاها أقوياء.. الشعب القوي قُتل !!! (عدد 25 : 1 – 3). أحبائي، لا نضل.. الخطيئة خاطئة جدًا.. هيَ من أسقطت البشرية جمعاء.. هيَ السبب الذي يقف وراء كل الكوارث والحروب والأمراض... وتعطيل خطة الله لحياتك وحياة النفوس.. كن حذرًا !!! كل قتلاها أقوياء.. شمشون.. رجل الله الجبَّار.. الذي لم يكن رجلاً بقوته.. قاتل أعداء الله وٱنتصرَ.. لكن قوته فارقته، وتمكنت " دليلة " الإمرأة التي جعلت قلبه يُغوى ويبتعد عن خطة الرب لحياته، أن تسلبه قوته بعد أن فتحَ لها ثغرات في الجدار، ومن ثمَّ أسلمتهُ إلى أعدائه لكي يذلوه ويموت بعدها ضعيفًا.. داود حبيب قلب الرب.. هكذا تقول الكلمة عنهُ.. لكـــن.. " وفي ربيع العام التالي، في الموسم الذي ٱعتادَ فيه الملوك الخروج للحرب، أرسلَ داود قائد جيشه على رأس قواته... أمَّا هوَ فمكثَ في أورشليم ". (2 صموئيل 11 : 1). وقت خروج الملوك للحرب.. مكث ملكنا المحبوب في قصره.. غير متنبهًا لخطة إبليس.. تمشَّى على الشرفة.. فأفتنت قلبه بثشبع.. زنى.. قتل زوجها.. فنجحَ إبليس في فتح ثغرات في الجدار.. ودخلَ وجلب النتائج المرَّة على حياة داود والتي يمكنك قراءَتها في سفر صموئيل الثاني بدءًا من الإصحاح الثاني عشر. الملك سليمان.. الذي قالَ لهُ الله: " سأهبك قلبًا حكيمًا مميزًا، فلا يُضاهيك أحد من قبل ولا من بعـد. سأنعم عليك بالغنى والمجد، حتى لا يكون لكَ نظير بين الملوك في أيامك.. وأُطيل أيامك " (1 مل 3 : 11 – 14). وهذا ما حصل مع سليمان.. لكـــن.. جاءت الثغرات في الجدار.. في البداية صاهرَ فرعون.. ثمَّ أُولعَ سليمان بنساء غريبات، فضلاً عن ٱبنة فرعون، فتزوَّجَ موآبيات وعمونيَّات وصيدونيات وحثِّيات وكلهنَّ من بنات الأمم التي نهى الرب بني إسرائيل عن الزواج منهم قائلاً: لا تتزوجوا منهم ولا هم منكم، لأنهم يُغوون قلوبكم وراء آلهتهم.. لكن سليمان فعل.. فٱنحرفن بقلبه عن الرب.. ولم يكن قلبه مستقيمًا مع الرب.. ما لبثَ أن عبدَ عشتاروت وملكوم وٱرتكب الشر في عيني الرب.. فغضب الرب عليه.. والنتيجة ٱنقسام المملكة.. وحروب كثيرة.. وخسارة لخطة الله.. كل قتلاها أقوياء !!! (1 ملوك 11 : 1 – 9). آيات ثمينة نتأمل فيها معًا.. واثقًا أنَّ الروح القدس سيكلم كل واحد منَّا.. ينبهنا ويعلمنا.. والآن ماذا بينَ أريحا وعاي؟ شعب منصور.. لا يُطلق النار ولا يقوم بخطط حربية ذكية لكي يستولي على المدينة، لكنه يثق بإلهه وينفخ بالبوق ويهتف، فتسقط أسوار أريحا المحصنة والقوية وينتصر.. وثلاثة آلاف جندي لم يتمكنوا من الانتصار على عاي الصغيرة.. لأنَّ الخطيئة حجبت قوة الله عن مساعدتهم.. عاخان ٱرتكب الحرام.. وجاء صوت الرب ليؤكد ما أقوله لكَ: لن تتمكنوا من هزيمة أعدائكم حتى تستأصلوا الحرام من وسطكم " (يشوع 7 : 13). الخطايا تقودك إلى الأسر.. تُقيِّدك.. وبدلاً من أن تُقيِّد أنت القوي وتنهب النفوس منه.. يُقيِّدك هوَ ويشل حركتك ويجعلك ضعيفًا.. عندما يدخل من الثغرات التي فتحتها لهُ من جراء ٱرتكابك الخطايا.. " وكان أنَّ بني إسرائيل أخطأوا إلى الرب إلههم، الذي أصعدهم من أرض مصر... وٱتقوا آلهة أخرى، وسلكوا حسب فرائض الأمم الذين طردهم الرب من أمامهم... وعمل بنو إسرائيل سرًّا ضد الرب إلههم أمورًا ليست بمستقيمة، وبنوا لأنفسهم مرتفعات في جميع مدنهم... وأقاموا لأنفسهم أنصابًا وسواري... وأوقدوا هناك على جميع المرتفعات... وعبدوا الأصنام... فنبذَ الرب كل ذرية إسرائيل، وأذلَّهم وأسلمهم ليد آسريهم... وأنبذ بقية شعبي، وأُسلمهم إلى أيدي أعدائهم فيصبحون غنيمة وأسرى لهم، لأنهم ٱرتكبوا الشر في عينيَّ " (2 مل 17 : 7 – 21 : 15). بينما المطلوب أن تفك قيود الأسرى، تُصبح محتاجًا لمن يفك أسرك! سأكتفي بهذا القدر من الآيات والمقاطع التي دوَّنتها لنا كلمة الله.. والتي تهدف إلى تنبيهنا من الخطيئة التي تفتح ثغرات في جدار حياتنا وخدمتنا للعدو، ليدخل منها ويستملك أرضًا، ويستنزفنا وينهكنا لكي نتعطَّل عن العمل وعن سلب النفوس منهُ.. فلنكن حذرين !!! لن أسرد لكَ قائمة الخطايا المشابهة للخطايا التي ٱرتكبها شعب الله، والتي نرتكبها نحن اليوم، وإن كانَ بصور وبطرق مختلفة.. كل واحد منا وعلى قدر أمانته، يستطيع أن يطلب من الروح القدس.. روح الحق، أن يكشف لهُ عن خطاياه، عن الأصنام والمرتفعات الموجودة في حياته.. ويطلب منهُ المعونة لكي يزيلها.. ويرمم الثغرات في جدار حياته.. ليعلو السور من جديد ويقف حصنًا منيعًا في وجه خطط إبليس.. وينصرف عندها إلى الاهتمام بخلاص النفوس وفك أسرها.. وأُنهي معك بما فعلهُ النبي دانيال، لنتعلَّم منهُ كيف نحفظ أنفسنا من الخطايا والثغرات، تقول كلمة الله: " أمَّا دانيال فقد عزمَ في قلبه أن لا يتنجَّس بأطايب الملك ولا بخمر شرابه " (دانيال 1 : 8). عزمَ في قلبه أن لا تُغريه الأطايب فيتنجَّس بها.. ونجحَ.. فهل نفعل مثلهُ؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا توجد ثغرات في خطّتي لحياتك |
لا ثغرات في الخطة الإلهية |
لا توجد ثغرات في خطّتي لحياتك |
صلاة لسد ثغرات ابليس في حياتنا |
أسد يقارن بغراب |