|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضًا قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ. سِينَاءُ نَفْسُهُ مِنْ وَجْهِ اللهِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ [8]. في العهد الجديد يحملهم المخلص إلى سماواته، هذا الذي أصعدهم في العهد القديم من أرض العبودية إلى أرض الموعد، كنعان. أخرجهم بيدٍ قويةٍ وبذراعٍ رفيعة، وقدم لهم كل احتياجهم، فأمطر عليهم المن من السماء، وأيضًا السلوى 4. إذ يخرج معنا طريقنا القفر ترتعد الأرض وتقطر السماوات ماءً، وتنهار الجبال، فلا تقف عائقًا في الطريق. هذا ما ترنمت به دبورة النبية عن خبرة عملية عاشتها (قض5: 4، 5). يتزلزل جسدنا (أرضنا)، كما ارتجت مدينة أورشليم عند دخول المسيح (مت 21: 10)، يرتعد ليصير أشبه بالعُلِّية التي امتلأت "كما من هبوب عاصفة" (أع 2: 2). فلا يكون للشهوات الجسدية سلطان، بل تتقدس عواطفنا ومشاعرنا وأحاسيسنا بروح الله القدوس. تقطر نفوسنا (السماء) بأمطار عمل نعمة الله السماوية، فتتحول كما إلى جنة مثمرة، لتناجي عريسها قائلة: "ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس" (نش 4: 16). تنهار كل العوائق في طريق عبورنا إلى السماء، فلا تقدر حتى الجبال الراسخة أن تقف أمامنا! 5. يقول الأب أنثيموس إن هذا الحديث يشير إلى الكرازة بالإنجيل، حيث خرج السيد المسيح من وسط شعبه وانطلق إلى برية الأمم، فتزعزع اليهود كأرض، وانهار بيتهم الذي تركه لهم السيد المسيح خرابًا، إذ رفضوا ما أمطرته السماوات من نعم، أي رفضوا المعاني الإلهية لنبوات الأنبياء. هذا ما حدث عند الصلب حيث تزلزلت الأرض، وتشققت الصخور، ليظهر أنه هو بنفسه الذي زلزل الأرض عند ظهوره في سيناء. كما يقول لقد تزلزلت أرض الأمم لتقبل الإيمان بالمخلص، وترفض عبادة الأوثان. لقد أمطر عليهم الرسل مياه الكرازة بالإنجيل. * تزعزعت الأرض، إذ تأثر الأرضيون بالإيمان... * أخيرًا "عند صعودك في القفر الأرض ارتعدت" [7-8]. القفر هو الأمم التي لم تعرف الله. كانوا برية حيث لم يتسلموا من الله ناموسًا، ولا سكن بينهم نبي، يتنبأ لهم عن مجيء الرب. لذلك "عند صعودك في القفر"، عندما يُكرز بك في الأمم، ارتعدت الأرض، إذ أثير الأرضيون للإيمان. "السماوات أيضًا قطرت أمام وجه الله". ربما هنا يتذكر الإنسان ذاك الزمان الذي كان فيه الله يتقدم شعبه، أمام بني إسرائيل، على شكل عمود سحاب في النهار، وبهاء النار في الليل (خر 13: 21). ويقرر بأن "السماوات قطرت أمام وجه الله" منًا يُمطر على شعبه (خر 16: 15). نفس الأمر ما تلي ذلك: "جبل سيناء نفسه من وجه إله إسرائيل" [8]، "مطرًا غزيرًا نضحت يا الله لميراثك" [9]. بمعنى أن الله تكلم مع موسى على جبل سيناء عندما أعطاه الشريعة، فيكون المن هو المطر الغزير الذي نضح به على ميراثه، أي على شعبه، إذ هم وحدهم أطعمهم هكذا دون سائر الأمم الأخرى... كل هذه الأمور حدثت معهم في رمزٍ، حتى يظهر النار، وتزول الظلال (نش 2: 17). القديس أغسطينوس 6. يقول القديس جيروم: [تشير سيناء إلى التجربة، فإن الله يسكن في المُجَرَّبين والذين يُغلَبون في التجارب، أما في الشهوانيين فلا يقطن.] 7. يمطر علينا بالمن السماوي علامة رضاه عن شعبه، ميراثه ونصيبه، حتى لا يخوروا في الطريق. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 106 | وَرَذَلُوا الأَرْضَ الشَّهِيَّةَ |
مزمور 104 | تَشْبَعُ الأَرْضُ |
مزمور 104 | لاَ تَرْجِعُ لِتُغَطِّيَ الأَرْضَ |
مزمور 96 | وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ |
مزمور 60 - زَلْزَلْتَ الأَرْضَ فَصَمْتَهَا |