تشير عبارة "الثَّانِيَةُ" إلى الوصية الثانية التي يلمّح إليها يسوع مع أن الكاتب لم يسال سوى عن الوصيّة الأولى. ويجيب يسوع بأنّه ليس هناك الوصيّة الأولى دون الوصيّة الثانية. وهذا يعني أنّ الشكل الحقيقي لمحبّة الربّ وتكريمه هو محبّة الإخوة. حيث لا حب الله يصحُ بغير حب القريب، ولا حب القريب يصحُّ بغير حب الله. إنهما وصيتان متشابهتان، متلازمتان ومتكاملتان، لا تقوم الواحدة منهما بغير الأخرى حيث أنّ محبّة القريب ليست ممكنة، إن لم تتقدّمها محبّة الربّ. ويُعلق البابا بندكتس السّادس عشر: "يسوع جمع، بوصيّة واحدة، وصيّة حبّ الله وحبّ القريب، الموجودة في كتاب الأحبار: أحبب قريبك حبّك لنفسك (أحبار 19، 18) فالحبّ ليس فقط وصيّة، إنّما جواب لعطاء الحبّ الذي من خلاله يأتي الله للقائنا" (منشور البابا بندكتس “الله محبّة" الفقرة 1).