|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
باقة الزوفا بَاقَةَ زُوفَا ... اغمِسُوهَا فِي الدَّمِ ... وَمُسُّوا العَتبَةَ العُليَا والقَائِمَتينِ بالدَّمِ ( خروج 12: 22 ) في ليلة الفصح كان يلزم ذبح الخروف ورش دمه على باب كل بيت في طاعة الإيمان، وكان الرش يتم بواسطة باقة زوفا. وماذا تعني باقة الزوفا؟ إن معناها هو الشعور الذي يحدث في النفس عندما تصلها رسالة الإنجيل. إنه شعور الندَم والحكم على الذات، فأحتقر نفسـي، وأشعر بأنني هالك، فأتجه إلى الصليب وأحتمي بدم الحَمَل، وأضع الدم بين نفسـي وبين الله فأخلص. إن الزوفا لها مكان مُميَّز في كلمة الله. فسليمان «تكلَّمَ عن الأشجارِ، مِنَ الأَرْزِ الذي في لُبنَانَ إِلى الزُّوفا النابِتِ في الحَائِطِ» ( 1مل 4: 33 ) ـ أي أنه تكلَّم عن أعظم النباتات وعن أدناها في المملكة النباتية. فالزوفا كانت نباتًا صغيرًا لم تكن جذوره تجد لها مكانًا في الأرض، بل كانت تظهر بين الأحجار في الجدران. وما معنى هذا؟ معناه، إنني لم أسهم في الفداء الأبدي الذي تم لي إلا بخطاياي. فمتى كان لي شعور بما هي خطاياي، فلا بد أنني أنحني أمام الله في نَدَم، وفي حكم على الذات، وأعترف بحالتي كخاطئ أثيم. لنتصوَّر معًا هذا المشهد: أمام عيون شعب وثني، يقف كل واحد من شعب إسرائيل وهو يمسك الزوفا بيدهِ مُعلنًا بذلك إيمانه بالرسالة الإلهية، وهي أنه لا نجاة من الدينونة إلَّا بالاحتماء في دم خروف الفصح. وبذلك كان يُبرِّر الله ويدين نفسه. كان في ذلك إذلال للنفس، ولكنه أمر لا مفر منه. إن لنا في هذا صورة رمزية. فإن أخذْ باقة الزوفا في اليد يعني طاعة الإيمان، واقتناع الإسرائيلي في داخله باستحقاقه للهلاك، وإعلان ذلك أمام الجميع، وقبول الطريق الوحيد للخلاص الذي عيَّنه الله. عندما وصل اللص المسكين على الصليب إلى الشعور بخرابه الشامل، واعترف أمام الجميع بمذنوبيته، ولم يُبرِّر نفسه، ولكنه برَّر الله وحكم على نفسه، وفي الوقت نفسه اعترف بربوبية ومجد الرب المصلوب، كان كمَن أمسك بيده الزوفا، كان يؤمن بقلبه ويعترف بفمه، وهكذا ذهب إلى الفردوس مع الرب في ذلك اليوم عينه ( رو 10: 9 ). هل تعرف أيها القارئ العزيز معنى أن تُمسك باقة الزوفا بيدك؟ إنه يعني أنك تعترف بفمك. صديقي إن أمَلَك الوحيد هو في دم المسيح الثمين الذي ينظر إليه الله الذي أخطأت إليه ويقبله، والذي لن تتغير أبدًا قيمته في عينيه. فهل تؤمن بهذا؟ |
|