12 - 10 - 2024, 05:45 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
"أيأخذ إنسان نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟!
"أو يمشي إنسان على جمر ولا تكتوي رجلاه؟!
هكذا من يدخل على امرأة صاحبه.
كل من يمسها لا يكون بريئًا" [27-29].
التهاون مع خطية الزنا هو لعب بالنار، فإن شهوته تلتهب نارًا تحرق ثيابه فيصير عاريًا في خزي، وتكوي رجليه فيذوق المرارة ولا يقدر أن يكمل رحلة حياته كما يليق به، وتحرق أيضًا كل شوق للطهارة، فلا يصير بريئًا في أعين الله والناس.
* لنهرب من (نار الشهوة هذه) بالرغم من أنها تتبعنا، ليس فقط تجري خلفنا، بل وفي داخلنا. لنحذر بكل اجتهاد لئلا ونحن نهرب منها نحملها في داخلنا. فإننا نود بالأكثر أن نهرب فقط، لكن إن لم نُلقٍ بها تمامًا خارج أذهاننا نكون بالأحرى قد أمسكنا بها ولم نتركها.
لنقفز ونعبر منها لئلا يُقال لنا:"اسلكوا في لهيب ناركم التي أوقدتموها" (إش11:50). لأنه كما أن من يأخذ نارًا في حضنه يَحرق ملابسه، هكذا من يسير على جمرٍ متقدٍ بالضرورة تكتوي قدماه، كما هو مكتوب: "أيمشي إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه؟!" [28].
* الشهوة الشريرة تشبه لهيبًا ونارًا. هل تحرق النار ثوبًا ولا تحرق شهوة الزنا النفس؟!
القديس أغسطينوس * إن سقطت العين على شخص فعلى الأقل لا تدع العاطفة الداخلية أن تتبعها. فإن النظر ليس خطية، لكن يجب أن يكون الإنسان حذرًا ألا تكون مصدر خطية.
لتنظر العين الجسدية، ولتُغلق عين القلب، وليبقى اتضاع الذهن.
لنا رب حازم ومتسامح... يقول الرب: "كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (مت28:5). إنه لم يقل: "كل من نظر يرتكب زنا"، بل "من نظر ليشتهيها". إنه يدين الشهوة الداخلية لا النظرة.
القديس أمبروسيوس * لكي لا تقول: أيّ ضرر في العينين حيث ليس بالضرورة تكون النظرة مفسدة؟! إنه يظهر لكي أن الشهوة هي نار وأن الجسد يشبه ثوبًا. يُمكن للأخير أن يكون فريسة سهلة فالشهوة طاغية. لا يحدث الضرر في الداخل فحسب بل يمتد وينطلق حتى يجد له منفذًا في الخارج. لأن من ينظر إلى امرأة وإن كان يهرب من التجربة، لكنه لا يكون طاهرًا من الشهوة تمامًا.
ولماذا يبقى الإنسان في تعب ما دام في قدرته أن يتحاشاه ويتحرر منه؟ انظر ماذا يقول أيوب: "قطعت عهدًا مع عيني ألا أفكر في زوجة آخر". هكذا يعرف خطورة الإفساد. وأيضًا لنفس السبب أقمَع بولس جسده واستعبده. وبطريقة رمزية من يسمح لفكر غير نقي أن يسكن في قلبه إنما يحتفظ بنار في صدره. ومن يُمارس الخطية بالعمل يسير على جمر ويهلك نفسه.
إن كان السارق لا يستطيع أن يبرر نفسه أمام القانون حتى إن سرق ليأكل لأنه جائع، فأيّ عذر للزاني الذي يرتكب الخطية فيهلك نفسه؟!
|