|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يدعوها الملاك جبرائيل في تحيته " الممتلئة نعمة" يعني ان امتلاءها من النعمة ومن الحياة الفائقة الطبيعة جعلها اول من يختبر ثمار وساطة المسيح الوحيدة بين الله والناس، واعدّها بشكل خاص للمشاركة مع المسيح في وساطته، هو الوسيط الاوحد لخلاص البشر. هذه المشاركة هي وساطتها التابعة لوساطة المسيح ( ام الفادي،39). اما ان تسمي مريم نفسها " انا امة الرب"، فقد عبّرت عن استعدادها الكامل لخدمة المسيح ابنها بحيث تقود اليه، بوساطتها، جميع البشر، في التواضع والصبر. بسبب هذه الخدمة، النابعة من كونها ممتلئة نعمة، رفعت، بانتقالها الى السماء بنفسها وجسدها، الى مجد الملوكية، فاضحت "ملكة الكون" دون ان يتوقف دورها الخلاصي كام وسيطة " حتى يتم بشكل نهائي عقد المختارين" ( في الكنيسة،62). هذه التي كانت امينة لاتحادها بابنها حتى الصليب، تواصل اتحادها به في السماء، وتتوسط لديه " حتى يتجدد كل شيء في المسيح" ( افسس1/10)، سرّ الانتقال الى السماء حقق نهائياً في مريم، امة الرب، ثمار وساطة المسيح، فادي العالم والقائم من الموت والوسيط الوحيد، وجعلها مرتبطة بالمسيح برباط وثيق لا ينفصم، وصاحبة دور وسيطة الرحمة لكي يحيا الجميع، تحقيقاً لكلمة بولس الرسول: " فكما ان في آدم يموت الجميع، كذلك ايضاً في المسيح سيحيا الجميع" ( 1 كور 15/22). وهكذا جعل المسيح " امة الرب"، وهي امه، اما للكنيسة: " هذه امك" (يو19/27) ( ام الفادي،40). انها الام بالنعمة للذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها متممين مشيئته (متى11/38 ومر 3/35)، وهي توجههم: " افعلوا ما يقوله لكم" (يو2/5). |
|