|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة ما بين الحقيقة والخيال أحياناً يطلق البعض كلمة (( الصلاة )) على ما هو ليس صلاة بالمرة ، فمثلاً إنسان يذهب إلى الكنيسة ويقف هناك وقتاً ما يتفرس في الأيقونات أو في وجوه الناس وملابسهم ، أو يقف في القداس ويسرح في الصلاة وينظر لمن حوله ويلتفت يميناً وشمالاً ، إلى أن تنتهي الصلاة ، ثم يخرج من الكنيسة وهو مقتنع أنه كان يصلي ! وآخر يقف في ركن غرفته ، يحني رأسه ويتمتم ببعض كلمات قد حفظها عن ظهر قلب أو يقرأها من الأجبية بدون معرفة أو شعور ، ثم يقتنع في ذاته أنه يصلي ! ليست هذه صلاة بأي حال ولن يكون لها أي مفعول أو صدى ، ولا تتعدى سماع الأذن التي تتليها ، لأن الصلاة إنما تكون من الفكر ومن القلب معاً . ولكن مثل هؤلاء إنما يقضون أوقاتهم مع الناس في الكنيسة أو مع الصورة في البيت أو مع كلمات مكتوبة بحبر على ورق ، ولكن ليس مع الله في الصلاة . وآخرون يصلون بشفاههم – كواجب عليهم لابد من القيام به بحكم العادة – وقلوبهم باردة لا تشعر ولا تهتم بما يسألون . وعلى هؤلاء جميعاً أن يتعمقوا أكثر في ذواتهم ، ويتوبوا من قلوبهم ، ويفكروا بفحص فيما هي الصلاة وما هي الشركة المقدسة الحقيقية مع الله ، كواقع في حياتهم المعاشة . برودة القلب نحو الله في الصلاة تعبر عن حالة عزله وانفصال عن الله ، ولا توجد محبة حقيقية لشخص الله الحي ، ولكن لنا أن نقدم قلوبنا لله محترقة حباً . + الصلاة هي رفع العقل والقلب معاً إلى الله ، هي تأمل في شخص الله الحي الحاضر معنا والمتواجدين في محضره ... الصلاة هي حديث جريء مقدم بمحبة وثقة الإيمان من المخلوق للخالق ، من ابن لأبية المحب المخلوق على صورته ، وذلك حينما تقف النفس خاشعة أمامه كما تكون أمام ملك عظيم ، في نسيان كامل لكل ما هو حولها ، مغتسلة من خطاياها بحملها نير يسوع الهين وحمله الخفيف ، مقدمة مخافة ومهابة تليق بالله الحلو محب النفس القدوس . الصلاة في حقيقتها هي تقديس النفس وتغيير القلب وتجديد الذهن ، وتذوُّق عميق للحق وثمرتها حب الوصية وطاعتها الصلاة هي المطر السماوي الذي ينعش ويروي ويخصب أرض النفس وينقي وينعش العقل ، هي فرح الروح وهي ذاك الرباط الذهبي ، رباط الحب الذي يربط الابن بأبيه السماوي ، رباط لا ينحل أو ينفك ، هي مشدَّدة الإيمان والأمل والحب . الصلاة هي حياة شركة مع الله والقديسين الذين ارضوا الله منذ بدء العالم ، هي إصلاح الحياة التي انحرفت وحادت عن الطريق المستقيم ، هي جهد وعزم لخلاص نفوسنا من كل انحراف عن الحق وتنقيتها من شوائب الشر والفساد الصلاة هي قوة الرجاء والثقة في الله وشرف الوقوف في حضرة القدير ، وعلى من يريد أن يتمتع بعمق ثمرة الصلاة عليه الكفَُ عن تطويب النفس وعن العطف على الذات وعن التماس الأعذار لها . + على كل من يصلي صلاة سطحية كمجرد واجب أن يتوب ، وتكون طلبته من الله أن يعطيه نعمة الصلاة الحقيقية بحرارة المحبة ، وأن يركز في كلماته ، فكلمة صغيرة بتركيز خير من كلام كثير بلا معنى أو تركيز الصلاة ليست بكثرة الكلام أو مدة طول الوقت ، إنما الصلاة من إنسان يريد الله ولو بكلمة أو أوقات قليلة أفضل من لغو كلام بلا طائل الله تطلع من السماء واشرف : هل من فاهم طالب الله !!! الصلاة في المبتدئين نار وفي الكاملين نور الصلاة فعل كامل وقادرة على أن تجبر كل كسر وتغطي كل عجز وتكمل كل نقص !!! حينما نقف بانتباه في حضرة القدير ونركز فيما نقول من كل القلب والفكر ، وبقلب مرفوع لله يلقي كل حمله عليه ويشكو نفسه إليه ، ومهما كانت ثقل خطايانا فالسماء تفرح بواحد خاطئ يقرب من الله العلي لأن الله هو هو شفاء الإنسان وخلاصه ، فالصلاة هي دعوة الخاطئ كل يوم ليتذوق حلاوة خلاصه من رب الجنود الكامل وينال شفاؤه ... أليكم بعض أقوال الآباء في ضرورة الصلاة وحلاوتها : + [ الصلاة من المبتدئين تشبه ناراً ، ومن الفرحة تتدفق من القلب ، ولكن في الكاملين تشبه نوراً يفيح عطراً يملأ القلب . هي بشارة الرسل ، عمل الإيمان ، أساس الرجاء ، تجديد الحب ، حركة الملائكة ، قوة غير المتجسدين الدائمة ، بشارة الرب ، علامة القداسة ، رمز الطهارة ، وجود الله ، إظهار المعمودية ، اغتسال وتجديد في جرن التوبة المفتوح على الدوام ، خطبة النفس للروح القدس ، فرح يسوع ، سرور النفس ، رحمة الله ، علامة الصلح ، ختم المسيحية ، شعاع الشمس الروحية ، نجمة الصبح المنيرة للقلب بعد ليل الخطية الحالك ، دعامة المسيحية ، معرفة الله .آه يا لعظمة الصلاة ! هي عمل الآب والابن والروح القدس ] ( الأب غريغوريوس – من سينا ) + [ أيها المسيحيون الأحباء (( ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب )) ( مز34: 8 ) . هو ليس فقط يدعنا ندخل إليه سواء كنا خطاة أو غير مستحقين ، بل يجذبنا نحوه ويُعلمنا كيف نقترب إليه ونصلي له ، وندعوه أباً . ومن نحن ؟ بنو البشر الذين أغضبناه ، عبيد بطالون ، خطاة كلنا ، تراب ورماد ... آه يا الله العظيم الرحمة في كل شيء ، أينما نلتفت رحمتك تقابلنا ! ولما نتطلع إليك ونجد فرصة للصلاة نصلي واثقين من وعدك الكبير أن صلاتنا تُسمع عندك . ] ( الأب تيخون زادونسكي 1724 – 1783 م ) ما هي الصلاة [ الصلاة من حيث طبيعتها : هي حديث الإنسان واتحاده مع الله . ومن حيث مفعوليتها : هي سند وعضد العالم ، مصالحة مع الله ، أم وبنت الدموع ، كفارة الخطايا ، قنطرة لعبور التجارب ، سور للتحصين ضد البلايا والمحن ، مُبطلة الخصام ، عمل الملائكة ، طعام غير الجسدانيين ، سعادة المستقبل ، نبع الفضائل ، فيض النعم ، نجاح خفي ، طعام النفس ، استنارة العقل ، معول فعال لهدم اليأس ، مشير الأمل ضد الحزن المفسد ... مذلَّلة لطبع النفس ، إعلان المستقبل ، علامة المجد ... الصلاة لمن يصلي بالروح والحق تكون له بمثابة محكمة وقيام في قفص الاتهام واجتياز المحاكمة أمام الله قبل الدينونة العتيدة . ] ( الأب يوحنا الدرجي ) [ أن كان أحد عرياناً من الملابس الإلهية السمائية التي هي قوة الروح القدس كما قيل ، إن كان أحد ليس فيه روح المسيح وعدِمَ أن يكون من خاصته ، فليبك متوسلاً بالصلاة إلى الرب حتى يهبه اللباس الروحاني السمائي ليستر نفسه العارية من القوة الإلهية . لأنه عار أن يكون غيره مكسواً بالروح وهو مكسو بعيب الشهوات الدنية ] ( القديس مكاريوس الكبير عظة 20 ) [ الصلاة سلاح عظيم ، كنز لا يفرغ ، غنى لا يسقط أبداً ، ميناء هادئ وسكون ليس فيه اضطراب . الصلاة هي مصدر وأساس لبركات لا تُحصى ، هي قوية وقوية للغاية ... الصلاة مقدمة لجلب السرور . ] ( القديس يوحنا ذهبي الفم ) [ الصلاة هي رجوع التائب إلى الله ، هي بكاء الساقط النادم أمام الله ، هي انسكاب شعور القلب في طلبات وتضرعات وتنهدات الإنسان الساقط الذي قتلته الخطية ] ( الأسقف إغناطيوس بريانتشانينوف ) وقفة التأمل الهادئة + [ الصلاة يجب أن تُفضَّل على كل شيء : مرثا تهتم بالضيافة والمقابلة ولكن مريم تجلس عند قدميه . في كلتا الأختين نرى غيرة سامية ، ولكن هل لك أن تميز بين العملين ؟ الرب استحسن غيرة الأختين ولكنه فضل مريم على مرثا . مرثا رمز الخدمة العاملة ، ومريم رمز وقفة التأمل الهادئة أمام الله في الصلاة ! لك أن تقتدي بمن تحب ، لأن بكلتيهما سواء بهذه أو بالأخرى سوف تنال ثمرة الخلاص ، غير أن الأخيرة أفضل من الأولى ... (( مريم اختارت النصيب الصالح )) ( لو10: 42 ) ] ( القديس باسيليوس الكبير ) + [ أيها المسيحيون الأحباء (( ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب )) ( مز34: 8 ) . هو ليس فقط يدعنا ندخل إليه سواء كنا خطاة أو غير مستحقين ، بل يجذبنا نحوه ويُعلمنا كيف نقترب إليه ونصلي له ، وندعوه أباً . ومن نحن ؟ بنو البشر الذين أغضبناه ، عبيد بطالون ، خطاة كلنا ، تراب ورماد ... آه يا الله العظيم الرحمة في كل شيء ، أينما نلتفت رحمتك تقابلنا ! ولما نتطلع إليك ونجد فرصة للصلاة نصلي واثقين من وعدك الكبير أن صلاتنا تُسمع عندك . ] ( الأب تيخون زادونسكي 1724 – 1783 م ) + [ الصلاة من المبتدئين تشب ناراً ، ومن الفرحة تتدفق من القلب ، ولكن في الكاملين تشبه نوراً يفيح عطراً يملأ القلب . هي بشارة الرسل ، عمل الإيمان ، أساس الرجاء ، تجديد الحب ، حركة الملائكة ، قوة غير المتجسدين الدائمة ، بشارة الرب ، علامة القداسة ، رمز الطهارة ، وجود الله ، إظهار المعمودية ، اغتسال وتجديد في جرن التوبة المفتوح على الدوام ، خطبة النفس للروح القدس ، فرح يسوع ، سرور النفس ، رحمة الله ، علامة الصلح ، ختم المسيحية ، شعاع الشمس الروحية ، نجمة الصبح المنيرة للقلب بعد ليل الخطية الحالك ، دعامة المسيحية ، معرفة الله .آه يا لعظمة الصلاة ! هي عمل الآب والابن والروح القدس ] ( الأب غريغوريوس – من سينا ) التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 27 - 04 - 2017 الساعة 07:02 PM |
27 - 04 - 2017, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
يا لعظمة الصلاة يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : ((( ليس شيء أقوى من الصلاة ، لا شيء يُعادلها : ملك مُزين بالأرجوان ، ليس بهياً كرجل يصلي متزيناً بحديثه مع الله ! أُشبَّه ذلك بإنسان دخل ليحدث الملك بحديث خاص معه في حضرة كافة أفراد الجيش من ضباط وقواد وذوي الرتب الرسمية المختلفة ، فالجميع سيرمقونه بنظرة إكبار وإجلال . هكذا الذين يُصلون ! تصور إنساناً يدخل في شجاعة وإقدام ويتقدم ، في حضرة الملائكة والساروفيم والشاروبيم وكل القوات غير المتجسدة ، ويقترب من ملك هذه القوات جميعاً ويتحدث معه ، أي شرف هذا ؟ ))) يقول القديس مكاريوس الكبير في عظة رقم 40 : [ قمة كل سعي صالح وتاج كافة التدبيرات المتقنة هو الإدمان على الصلاة ، لأن بواستطها ننال باقي الفضائل إن طلبناها من الله بصبر كل يوم . وقوة الصلاة تبتدئ في الذين حُسبوا مستحقين لشركة قداسة الله ودخلوا تحت عنايته الروحانية ، حتى يصير عقلهم ملتصقاً بالرب بمحبة لا توصف لأن الذي يغصب نفسه على الصلاة كل يوم حتى يدمن عليها ويكرم محبة الله في كل شيء ، فإنه يحصل على حرارة المحبة الإلهية حتى يتَّقد بها ويوهب نعمة الروح القدس ] |
||||
27 - 04 - 2017, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
بدون صلاة يستحيل تماماً تكون للنفس فضيلة + أظن أنه واضح لكل إنسان أنه بدون صلاة يستحيل تماماً تكون للنفس فضيلة ، لأنه كيف يتسنى لإنسان أن يجاهد من أجل فضيلة ما دون أن يسأل ويتضرع ويسجد أمام واهب الفضائل ؟ + كل من بُريد أن يعمل عملاً ناجحاً ويضمن رضا الله ، سواء في البحث عن زوجة عفيفة أو في السير بلا لوم في طريق البتولية أو في حفظ الإنسان نفسه نقياً من الحسد ، أو في أي عمل صالح آخر ، فيمكنه أن يتممه بسهولة إذا اتخذ الصلاة مرشداً له . لأن كل من يسأل عفه أو استقامة أو وداعة أو رحمة فمستحيل أن تُرفض مسألته : " أسألوا تُعطوا ... " يقول الرب ( مت7:7 ) ، وهكذا يحثنا الله على المثابرة على الصلاة ونحن خاضعون لمشيئته . + ربما يظن بعض الكسالى الذين يُعرضون عن الصلاة الحارة أنه يمكن لهم أن يبرروا ذواتهم باستخدامهم آية السيد الرب : " ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يعمل إرادة أبي الذي في السماوات " (مت7: 21 ) أجاوب هؤلاء أنه إذا كان ادعائهم حقيقياً ، فصلاة واحدة تكفي للخلاص ، ولكن الله يقول : " صلوا كل حين " " صلوا بلا انقطاع " " أسهروا وصلوا " " صلوا لئلا تدخلوا في تجربه " ، فالصلاة هي رأس كل الأعمال الصالحة ، فلا العفة وحدها ولا عنايتنا بالفقراء ، أو رحمتنا لهم ، ولا خدمتنا للآخرين تكفي وحدها ، لأن الصلاة هي أساس هذه جميعا من يتوكأ على عكاز الصلاة لا تزل قدماه - الصلاة هي تاج الجهاد كل العطايا المادية يعطيها الله من ذاته ، أما كل العطايا الروحية فهي نازلة من فوق من عند أبي الأنوار . ولكن علينا أن نسألها من الله . نُظهر احتياجنا إليها ونؤمن أنه هو معطيها . + الله يأمرنا أن نُصلي : " أُدعُني يوم الضيق ... أسئلوا ... أطلبوا ... أقرعوا ... صلوا ..." لأن احتياجنا ، جسدياً كان أو روحياً ، فهو إنما يقودنا إلى الصلاة . فالمحن والشدائد والعوز والضيقات التي تحل بنا لا نستطيع أن نحتملها أو أن ننتصر عليها أو نتخلص منها إلا بمعونة الله التي تُعطَى للذين يسألونه في الصلاة . ربح كثير يأتي بواسطة الصلاة المتضعة . + إن سرّ دوام النعمة والفضيلة هو في دوام الصلاة . + كل من يتوكأ على عكاز الصلاة لا تزل قدماه ... وحتى إذا زلت فهو لن يقع تماماً ، لأن الصلاة سند للسائرين في طريق التقوى . + إذا قدمتَ للملك شكايتك المستمرة ضد أعدائك فحينئذٍ لا تفقد شجاعتك إذا هاجموك ، فأنت لن تجاهد طويلاً لأنهم سريعاً يرحلون من تلقاء ذواتهم . لأن هذه الأرواح النجسة إنما تخشى أن تأخذ عليها فرصة بالصلاة ، لأن الصلاة هي تاج الجهاد الذي إذا شعرت به تفر كما من عذاب النار . |
||||
27 - 04 - 2017, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
جوهر الصلاة، تحول دائم للطبيعة الإنسانية 1 - الصلاة حسب تعليم ربنا يسوع المسيح نفسه - الذي علَّم الصلاَة ومارسها - هي تحول دائم للطبيعة الإنسانية ، وتشبه دائم بالآب السماوي، الذي أعلنه ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح، الذي قال: " فكونوا أنتم كاملين كما إنَّ أباكم الذي في السموات هو كامل " (مت ٥: 48) 2 - إنَّ غاية الصلاة هي أن نتحد بالآب السماوي ، وأن نكون واحدًا معه ، كما يقول ربنا يسوع المسيح : " ليكونوا واحدًا فينا ". وغايُة الصلاة ، يعملها الروح القدس ( أي يتممها الروح القدس ) ؛ لأننا لا يمكن أن نكون مثل الله بقدراتنا ، بل بقوة وعطية الروح القدس الذي يسكن فينا ؛ لكي يحولنا إلى صورة الله. ولكي ننال عطية الحياة الجديدة التي صورها ربنا يسوع المسيح في تجسده وصلبه وقيامته ، فقد أعاد ربنا خلق الإنسانيَة من جديد بتجسده من القديسة مريم والدة الإله ، عندما نقل الإنسانيَة من العدم الذي خلَقت منه إلى عطية الحياة بالروح القدس ، رب الحياة وواهب كل العطايا. ومن يصلِّي ينتقل من الطبيعة الآدمية القديمة الساقطة التي خلَقت من لا شيء ، إلى الطبيعة الإنسانية الجديدة التي كونها ربنا يسوع المسيح عندما تجسد من العذراء ، وصار بذلك آدم الثاني ، رأس الخليقة الجديدة التي نُقَلت من العدم إلى الحياة عديمة الموت ، باتحاد لاهوته بالناسوت الآدمي الذي أخذه من العذراء ، فنَقل بذلك أصلنا من هاوية العدم إلى الأساس الراسخ والثابت ، أي إلى ُأقنومه الذي قال: " أناهو الحياة غاية الصلاة وهدفها الحقيقي 3 - وكما تكون آدم الجديد بالروح القدس ، هكذا نتكون نحن في المسيح بقوة وعمل الروح القدس نفسه الذي ينقلنا من العدم الذي هو أصل آدم الأول ، إلى المسيح الذي هو أصل الخليقة الجديدة ؛ لكي نصير فيه أطهاراً بالإيمان وبالتحول إلى صورته ، وبعمل الروح القدس الذي يأخذ من المسيح ويعطي لنا الحياة الإنسانية المقدسة الجديدة التي كونها الرب يسوع المسيح. 4 - إنَّ غايَة الصلاةُ هي أن ننتقل بقوة الروح القدس من آدم الأول إلى آدم الأخير؛ لأننا بكلمات الصلاة ، وبمعرفة الإيمان ، ننتقل من الحياة القديمة " الفاسدة بشهوات الغرور "، والخطية إلى الحياة الجديدة التي أعلنها الرب في بداية الإنجيل " توبوا وآمنوا بالإنجيل " ( مرقس 1: 15 ) 5 - أما غايُة الإيمان ، فهي التشبه بالمسيح . أما جوهر الإيمان فهو الصلاة ، ولذلك علَّمنا ربنا يسوع المسيح أن نبدأ الصلاة بقولنا : أبانا الذي في السماوات "؛ لأننا بنعمة البنوة ننتقل من رتبة آدم الأول إلى رتبة آدم الثاني ، وهو ما ننطق به ؛ لأنَّ الرسول يقول " الكلمة قريبة من لسانك "، ويقول أيضًا " بالنعمة أنتم مُخلَّصون ، وهذا بالإيمان ، وهو ليس منكم ،بل هو عطية الله " ( أف 2: 8 ) ونحن ننتقل - بالإيمان - من الوجود حسب الطبيعة الساقطة إلى الوجود حسب الحياة الجديدة بنعمة ربنا يسوع المسيح ، وننتقل إلى هذه الحياة الجديدة – عقليًا – بالإيمان ، وبه ندخل شركتنا مع الآب في ابنه يسوع المسيح ربنا ( 1يو 1: 3 ) وإذا ُقلنا عقليًا ، فهذا لأننا نظل - حسب الجسد - نعيش الحياة القديمة الخاضعة لأهواء " الطبيعة القديمة " ، و "للبطل" الذي أُخضعت له الطبيعة القديمة في آدم الأول حسب كلمات رسول ربنا يسوع المسيح ( رو 8: 18 وما بعده ) ، وتدخل هذه الرؤية (1) القلب بكلمات الإيمان وبالتعليم الرسولي الذي استلمناه في الأمانة الأرثوذكسية ( قانون الإيمان ) . |
||||
27 - 04 - 2017, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
أنواع الصلاة وجوهر الإيمان - ١ - الصلاُة أنواع ودرجات. تبدأ الصلاُة عندنا نحن المبتدئين ، بالتوبة ، وترتفع بالشكر وتُحلِّق في آفاق الروح القدس نحو معرفة ما لا يُعرف وإدراك ما لا يُدرك ، وهو الثَّالوث القدوس الآب والابن والروح القدس . ٢ - وبالتوبة نتعلم التوسل ؛ لأننا نصلِّي سائلين من الله ما لا نملك. وبالصلاة ندرك فقر طبعنا الإنساني وحاجتنا إلى النعمة . ومن يصلِّي يدرك من الطلبة أنه لا يملك ؛لأن الاستيلاء هوبذرة الخطية الأولى التي شِربت من العظمة الكاذبة ،وكبرت بغواية الحية القديمة . ٣ - جاء الرب ، وعلَّمنا التوسل والطلبة ؛ لكي ندرك من التوسل صلاح الله ، وجود طبعه ،وبالثبات في الطلبة ،ندرك غاية حياتنا . ٤- اللجاجُة في الصلاة ليست موجهًة إلى الله ، بل إلى القلب الإنساني نفسه ؛لأننا بالإلحاح واللجاجة نتعلم كيف نغوص في أسرار القلب ، وندرك خفيات النية والدوافع . وما أكثر المرات التي نطلب فيها ما لا يليق ، وما لا يجوز. اللجاجة هي ثبات القلب ورغبته التي تزداد وضوحًا بمرور الزمن. لنثبت في الصلاة حتى نتعلم - من شركتنا مع المسيح وفي المسيح - حقيقة نوايا القلب ، وخفيات الروح الذي فينا ( أي الروح الإنساني ) الذي يخفى علينا جوهره وأسراره ومقاصده . والروح الذي فينا هو ما تكون فينا من أفكار وعادات ، وممارسات ، ومشاعر ، تجمعت كلها في القلب ،وصارت مثل القوة المحركة لكل ما فينا ،ولكل ما نفعل في الحياة. بالصلاة نغوص في أعماق العادات والاعتقادات و الأفكار والمشاعر التي تجمعت في حياتنا ، وجعلتنا نعيش حسب كل هذه الأُمور ، التي بعضها باطل و رديء ، وبعضها ليس شرًا ، ومع ذلك قد يعطِّل الحياَة ويصبح العائق الذي يؤخر توبتنا . الصليب بداية الصلاة - ٥- صلاة التائبين تبدأ بالصليب ، وتنتهي بالقيامة ، أي قيامتنا نحن في اليوم الأخير. ٦- الصلاة التي تبدأ بالصليب ، ليس فقط برشم الصليب ، وإنما بطلب الالتصاق بالصليب ، لا يمكن أن تتحول إلى طريق الشر . أقول هذا بيقين ؛ لأن من يطلب أن يكون مع يسوع المصلوب لا يمكنه أن يصلِّي ضد أعداءه ، أو يطلب الشر للذين يكرهونه ، أو يصلِّي من أجل نجاح في تنفيذ ُأمور شريرة . لنقف عند الصليب لكي نتعلم من يسوع المصلوب كيف نسلِّم كل شيء للآب : الفكر والإرادة والمشاعر والنفس والجسد ، وكل الأُمور الخاصة بالحياة الحاضرة ؛ لأننا عندما نفعل ذلك - بمحبة - نقترب من معرفة الأُمور الآتية. فالصليب هو نافذة الحياة الآتية ، أي تلك التي خلقتها المغفرة ، وجعلت المحبة الإلهية جوهرها هو المحبة والعطاء . أنظروا ماذا يقول الرب نفسه : " لا تخف أيها القطيع الصغير ، (أي قطيع الحملان ، لا تخف من الصليب )؛ لأن الرب قد سر أن يعطيكم الملكوت" (لو ١٢: 32 ) . وهذا هو طريق : ولذلك قال بعدها : بيعوا ما تملكون وأعطوه صدقًة (راجع لو ١٢) ؛ المصلوب الذي تجرد من كل الأشياء ، حتى ملابسه ُأخذت منه بإرادته ، لكي يصلب عاريًا . أما هو فقد رأى مجده في التحرر من القنية ، أما جنود الرومان ورؤساء اليهود ، فقد اعتبروا هذا عارًا . يا لغرابة هذا التعارض . ما يحسبه الرومان واليهود عارًا ، هو ما يحسبه الرب نفسه مجدًا وخلاصًا ومحبة للآب . هكذا َقَلب الصليب موازين ومقاييس كل الأشياء . لنحيا حسب الصليب ، ونلبس الصليب في القلب ، وفي النية الداخلية ؛ لكي إذا ما غاص الصليب واستقر في أرواحنا ، وصار هو الاعتقاد والشعور والإرادة، تحولت أرواحنا إلى شبه يسوع المصلوب. |
||||
27 - 04 - 2017, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
الصليب بداية الصلاة - أنواع الصلاة ، وجوهر الإيمان ٥- صلاة التائبين تبدأ بالصليب ، وتنتهي بالقيامة ، أي قيامتنا نحن في اليوم الأخير. ٦- الصلاة التي تبدأ بالصليب ، ليس فقط برشم الصليب ، وإنما بطلب الالتصاق بالصليب ، لا يمكن أن تتحول إلى طريق الشر . أقول هذا بيقين ؛ لأن من يطلب أن يكون مع يسوع المصلوب لا يمكنه أن يصلِّي ضد أعداءه ، أو يطلب الشر للذين يكرهونه ، أو يصلِّي من أجل نجاح في تنفيذ ُأمور شريرة . لنقف عند الصليب لكي نتعلم من يسوع المصلوب كيف نسلِّم كل شيء للآب : الفكر والإرادة والمشاعر والنفس والجسد ، وكل الأُمور الخاصة بالحياة الحاضرة ؛ لأننا عندما نفعل ذلك - بمحبة - نقترب من معرفة الأُمور الآتية. فالصليب هو نافذة الحياة الآتية ، أي تلك التي خلقتها المغفرة ، وجعلت المحبة الإلهية جوهرها هو المحبة والعطاء . أنظروا ماذا يقول الرب نفسه : " لا تخف أيها القطيع الصغير ، (أي قطيع الحملان ، لا تخف من الصليب )؛ لأن الرب قد سر أن يعطيكم الملكوت" (لو ١٢: 32 ) . وهذا هو طريق : ولذلك قال بعدها : بيعوا ما تملكون وأعطوه صدقًة (راجع لو ١٢) ؛ المصلوب الذي تجرد من كل الأشياء ، حتى ملابسه ُأخذت منه بإرادته ، لكي يصلب عاريًا . أما هو فقد رأى مجده في التحرر من القنية ، أما جنود الرومان ورؤساء اليهود ، فقد اعتبروا هذا عارًا . يا لغرابة هذا التعارض . ما يحسبه الرومان واليهود عارًا ، هو ما يحسبه الرب نفسه مجدًا وخلاصًا ومحبة للآب . هكذا َقَلب الصليب موازين ومقاييس كل الأشياء . لنحيا حسب الصليب ، ونلبس الصليب في القلب ، وفي النية الداخلية ؛ لكي إذا ما غاص الصليب واستقر في أرواحنا ، وصار هو الاعتقاد والشعور والإرادة، تحولت أرواحنا إلى شبه يسوع المصلوب. صعوبات في صلاة المزامير 11 - من يقرأ المزامير ويجد فيها روح الانتقام والثأر من الأعداء وطلب الخراب ، لم يتنق بعد بعمل الروح القدس ؛ لأن الروح القدس ينقي القلب ، ويكشف في صلاة المزامير حقيقة مشاعر الإنسان تجاه الآخرين من بغضه وعداوة وانتقام . وقد وردت هذه العبارات بقصد واضح ، وهو أن يرى فيها الإنسان حقيقة ذاته وحقيقة حياته ، ويطلب من الروح القدس أن يرتفع بقوة الروح فوق هذه الطلبات التي تُعَبِّر أدق تعبير عن الحياة الإنسانية الطبيعية غير الملتزمة بشريعة الصليب والكامنة في قلب كل إنسان ، ونرتفع إلى فوق ، إلى آفاق الروح القدس حيث يجد اُلمصلِّي إنه على الجلجثة مع يسوع ربنا ويصلب معه هذه الأهواء، ويطلب سلام وحياة وصحة وخلاص الأعداء كما يطلب سلام وصحة وخلاص الذين يحبهم . 12 - لنُصلِّ المزامير في زمان التوبة - أي أيام العمر كلها - حتى إذا وجدنا أنفسنا غارقين في الجهاد الروحي ضد العداوة والبغضة ، وكشفت كلمات المزامير عن رغبتنا في الانتقام ، تحولت الطلبة إلى توبة كاملة ، وتضرُع لا ينقطع من أجل خلاص وسلامة قلوبنا من المرض القديم ، أي الخوف الذي هو مصدر العداوة والبغضة . وكما أنَّ الخوف هو مصدر العداوة ، فإن العداوة تزيد قوة الخوف ، وتجعل الخوف سيد العداوة ، والعداوة خادمة الخوف . لنربط الخوف بالصليب حتى يشفي المسيح المصلوب القلب من العداوة بالمغفرة ، ويكسر السلسلة القوية التي تجمع السيد ، أي الخوف بالخادمة ، أي العداوة . |
||||
27 - 04 - 2017, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
التوسل الحقيقي، والتوسل الكاذب في الصلاة ١٣ - التوسل الحقيقي هو أن نكون مثل يسوع ، أما التوسل الكاذب، فهو أن نبقى كما نحن ، وأن نجعل رغباتنا وشهوات قلوبنا هي محور الصلاة وجوهرها. ١٤ - مَن يُريد أن يظل كما هو - ولا يتحول إلى المسيح وبالمسيح - يخسر كل شيء ؛ لأن الرب قال: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله "، أي أراد أن يُصبح كما هو - وحسب العالم ، وخسر نفسه - أي رفض أن يكون تلميذًا للمسيح . ١٥ - لنطلب بإصرار، وبكل ما نملك من قوة أن نُصبح مثل يسوع في كل شيء : في محبته للآب ، في قبول إرادة الآب ، في أن نمُسح مثله بالروح القدس ونصبح ممسوحين مثله بالروح القدس الذي نأخذه في مياه الأردن، أي المعمودية المقدسة. ١٦ - لنصفح عن الأعداء ؛ لأننا بذلك ننال شركة مع الذي صلب ، لكي يمد يده للأعداء ويصالح الكل بدم صليبه ، ولا حظوا قول الرسول " بدم صليبه " : لأننا يجب أن " نجاهد حتى الدم " (عب 13: 4 ) دم الصليب الذي نحمله ؛ لكي يصبح لنا دم واحد، أي دم يسوع المسيح الذي زرع السلام والمصالحة بالموت على الصليب. ١٧ - وعندما نتناول الكأس المقدسة ، فلنشرب بكل تقوى وورع ؛ لأن ما في الكأس هو دم ربنا يسوع المسيح الذي يتحد بدمائنا لكي نصبح حياًة واحدًة في المسيح ومن المسيح ، وهو ما يجعل صلاتنا هي شكر بالصليب بدم المصالحة والسلام الذي نناله في كل قداس . وكلما نُصلِّي ، لنضع دم المصلوب أمام عيوننا ، ذلك الذي به اغتسلنا من العداوة ونجاسات الخطية ، ونرشم الصليب ونصافح ُأخوتنا ، ونسأل من ذلك الذي مد يديه للجميع ، أن يعطي لنا سلام ومصالحة صليبه ، لكي نغلق باب العداوة ، وننال بقوة الصليب ترياق الحياة الجديدة ضد سم الخوف القاتل التوبة والصلاة بالمزامير إرشادات في صلاة المزامير للأب صفرونيوس نحن لسنا تحت حكم الشريعة ، ولا حتى تحت حكم اضطرار المسيح يسوع ربنا ؛ لأنه لم (( يأتِ لكي يُخدم ، بل لكي يَخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين )) ( مر10: 45 ) . يسوع المسيح مخلصنا هو فينا وليس خارجاً عنا ، هو رأسنا الذي يعطي حياة لكل أعضاء جسده ، أي الكنيسة ، ومن لا يعرف هذا يرتبك في كل أمور حياته ، لذلك رغم أننا نحرص على استخدام المزامير لكي لا نقع أسرى احتياجاتنا اليومية والشخصية وننسى تسبيح الله مع الخليقة والشكر على الخلاص العظيم ، نُصلي المزامير ؛ لأنها مدرسة التوبة الأولى التي يجب أن ندخلها بإفراز ومعرفة حتى نتعلم حقائق الإيمان |
||||
27 - 04 - 2017, 08:22 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
توجيهات فى الصلاة
هذا الموضوع يحمل الكثيير والكثير فى طياته ربنا يبارك خدمتك |
||||
28 - 04 - 2017, 08:41 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
ميرسي على مرورك الغالى مينا
|
||||
28 - 04 - 2017, 12:08 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
موضوع متكامل عن الصلاة رائع يا لولو جميل جدا يا قمر |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن الصلاة |
موضوع متكامل عن احد الشعانين |
موضوع متكامل عن جسم الانسان |
موضوع متكامل الصلاة |
موضوع متكامل عن سر التوبه |