|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي المزمور 104 عجيب أنت يا خالقي في رعايتك! * تُسَبِّحك أعماقي، وتشكرك لأجل رعايتك الفائقة. في تواضعك سمحت لنا أن نتطلع إلى نورك البهي! لبستَ النور غير المنطوق به، لكي ننعم بانعكاس بهائك علينا. حقًا ليس من خليقة في السماء ولا على الأرض تُدْرِك جوهرك. لكن برعايتك الفائقة تدخل بنا إلى نورك! * أي ثوب تحتاج إليه، يا أيها الغير مُدْرََك؟ تَقْبَل كنيستك كثوبٍ ترتديه، فتُشرِق في داخلها بنورك! وتقيم منها سحابًا خفيفًا بهيًا، فتجعل منها كرسيًا ومركبة تجلس فيها. * جعلتَ ملائكتك رياحًا بلا أجساد ثقيلة مادية، وخدامك لهيب نار لا يقدر العدو أن يُطفئها! لتضطرم نار روحك القدوس فينا، فتلتهب قلوبنا بنار حبك، وتستنير أعيننا، فندرك أسرارك الإلهية. * الأرض الدائمة الحركة، ثابتة كما على قواعد قوية، ينعم الإنسان بالسُكْنَى فيها، كما لو كانت ثابتة لراحته. خلقتني من تراب، لكنك وهبتني نسمة حياة من لدنك. بخطيتي صرت تحت الحكم أن أعود إلى التراب. لكن بخلاصك رفعتني، لأعود إلى السماء، وأحيا معك! * تصغر نفسي جدًا أمام الأرض بكل اتساعها، وأمام الجبال بجبروتها، والمحيطات بأعماقها، والرياح بقوتها وقدرتها! لكنني إذ أجد لي موضعًا في أحضانك، أرى الطبيعة بكل عظمتها تنحني لخدمتي! أراك يا من تعتني بي تأمر فتطيعك كل الطبيعة، ولا تتعدى الطبيعة حدودها بدون إذنك. لك القوة والمجد من أجل عظمة عنايتك بي. * يا لرعايتك الفائقة بكل خليقتك. تهتم بحيوانات البرية، فتفجر لها عيونًا في البرية لتروي ظمأها. وتهب الطيور مواضع آمنة تعشش فيه! تنبت عشبًا للبهائم، ومزروعات لتُقَدَّم طعامًا لبني البشر! تُقَدِّم لنا الأرض كرومًا لصُنْعِ الخمر. وهبتنا عقلًا، فلا نسكر ونفقد اتزاننا وسلامنا. تُقَدِّم لنا الأرض زيتًا للبهجة والفرح. لم يعوز أجسادنا شيء، فهل تترك نفوسنا في عوز؟! تهبنا بروحك القدوس خمر الروح، فتسكر نفوسنا بحبك! وتُقَدِّم لنا جسدك ودمك حياةً أبديةً! نأكل من وليمة السماء، وننعم بخبز الملائكة. * هيأت للحيوانات والطيور مساكن مختلفة. تعشش الطيور وسط أغصان الأشجار، ويجد اللقلق مسكنًا في السرو. وتأوى الوعول وسط الجبال، ويلجأ الوبار إلى الصخور. أنت هو مسكننا الأبدي يا صخر الدهور! حضنك الإلهي يهبنا استقرارًا دائمًا. * نبتهج بنور الشمس، فنعمل وسط النهار. وننتظر الليل، لتستريح أجسادنا إلى حين. تشرق على نفوسنا بنورك يا شمس البرّ. وتستريح نفوسنا في أحضانك! * أتطلع إلى البحار والمحيطات، فأصغر في عيني نفسي! يظن لوياثان (إبليس) التنين أنه قادر أن يفترسني. لكنك أنت مُحَطِّم كل قوى الشيطان. تجعل منه ألعوبة، يسخر به أولادك وبناتك! نسير في وسط بحار هذا العالم ومحيطاته، نبحر في سفينة كنيستك المقدسة. أنت هو قائدها، في وسطها فلن تتزعزع. تبحر بنا إلى ميناء السلام، أورشليم العليا! * لن ننشغل بتيارات العالم، ولا نرتبك بدواماته. ما يشغلنا روحك القدوس الذي يُجَدِّد مثل النسر شبابنا. يهبنا روح الفرح والتسبيح. فنُقَدِّم على الدوام ذبائح الشكر. نُغَنِّي لك ونرتل مع مصاف السمائيين. * لك المجد يا غافر الخطايا، لك المجد يا واهب الخيرات، لك المجد يا مقدِّس حياة أولادك! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عجيب أنت في رعايتك وخطّتك وتدبيرك الإلهي |
مزمور 119 |أنت خالقي... فهمني عدلك |
مزمور 119 | عجيب هو داود النبي |
مزمور 82 | عجيب أنت أيها الديان الأعظم |
عجيب أنت يا ربي في رعايتك لي |