|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التعفف النبيل
«حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ ... إِنِّي لاَ آخُذُ. وَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ فَأَبَى» ( 2ملوك 5: 16 ) تلَهَف نُعْمَانُ على تراب يُعطيه له أليشع «أَمَا يُعْطَى لِعَبْدِكَ حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ التُّرَابِ، لأَنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ بَعْدُ عَبْدُكَ مُحْرَقَةً وَلاَ ذَبِيحَةً لآلِهَةٍ أُخْرَى بَلْ لِلرَّبِّ» (ع17)، بعدما تعَفَفَ أليشع عن ذهب نُعْمَان. يا له درسًا ثمينًا للزمان! عندما ترخص في عيوننا مشتهيات العالم، تزداد أمور الله غلاوة في عيون الراجعين إلي الله من العالم. عَلِمَ أليشع بفطنته الروحية أن الوقت وقت عطاء واستعراض لنعمة الله المجانية، وليس وقت أخذ، فأبى أن يأخذ هدايا نُعْمَان، فأدرك نُعْمَانُ الأرامي أن الإله الكريم الذي يُطهِر من البرص بنعمته، ويملأ قلوب خدامه بالرضا؛ الإله الذي يُسرّ بأن يُبارِك ويجود، هو الإله الحي الحقيقي الذي يستحق العبادة والسجود. كم نحتاج أن ننتبه لهذا الأمر الهام! إن النزاهة في الأمور المادية وتَعَفُّف اليدين، والقناعة وروح الرضى، لها تأثير قوي وفعال في كل دوائر علاقاتنا، وخاصة مع الذين افتقدتهم النعمة حديثًا. وعلى نقيض ذلك، نجد أن أكثر ما يُعثر الآخرين، ويُسبب خصومات، حتى بين أقرب الناس، هو اختلاس الحقوق والمطامع المادية. ما أجمل قناعة ابراهيم أمام ملك سدوم! وما أروع قناعة دانيآل أمام ملك بابل! وما أبشع طمع جيحزي! وما أردأ اختيار لوط! ما أروع القناعة وتأثيرها! وما أبشع الطمع وعواقبه! إن الإغراءات المادية هي من أكثر الأمور التي يُقدّمها العالم ببريقه الزائف، ليُطفئ شهادة المؤمن. ورجال الله الأمناء، في كل تدبير، كانت عيونهم إلى السماء، وكانوا كسماويين سائحين متغربين في هذا العالم، يُقيّمُون كل شيء في ضوء الأبدية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرجل النبيل |
القناعة مع التعفف النبيل |
العنصر النبيل |
صفر «مريم» النبيل |
الفارس النبيل |