الملكوت يقتضي في الملكوت الأخير أن الناس اصحاء. قد تكون الصحة هنا على الأرض رمزًا وإشارة إلى الحرفية الروحية في الملكوت. انا لا اعرف الكثير من الناس اصحاء بحالة التواضع أمام الله أو يشكروه أو خفرين.
أنا اعرف أن الجمال يعادل بثمانين بالمئة مقرونًا بالإدعاء والإفتخار. فإن الوجع بالتواضع والوداعة إذا أردنا ان نفكك هذه الأشياء، ليس من عندنا دليل موضوعي على نعمة الله على صعيد المال والفقر أو الغنى والصحة.
إذًا لا تعظيم لأية حالة إجتماعية. يمكن أن يكون الفقير إنسانًا يائسًا، محييرًا. الفقير يمكن ان يكون كافرًا. ليس عندنا تعظيم للفقر. علينا ان نفرق بين الفقير والغني. عندنا دعوة إلى الفقراء وعندنا حالة فقرية إذا قضيها الإنسان ليرتقي منها إلى العدل، إلى مطلب العدل. وإذا إرتقى بها إلى رؤية النعمة على انها الغنى الوحيد. الفقر طاقة للرؤية. بحد نفسه ليس شيئًا يغبط الإنسان عليه. وليس الغنى بحد نفسه حالة من الكفر. إن ما وجب قوله بإختزال هو ان القناعة بالوجود ليست من الفضائل. القناعة كنز لا يفنى. الإستسلام لجبرية الحاجة هذا ليس من الإيمان. جل ما يمكن قوله أن سكنى الله هي في الفقير الذي يرتضي هذه السكنى الإلهية فيه. ليس الذي يرتضي الفقر ذلك أن إرتضى بؤسه يشارك في ديمومة الظلم. ما يروق الله فقط فقر نختاره تطهرًا وقربًا شهادة على الحاجة الوحيدة للملكوت الآتي.
المطران جورج خضر متروبوليت جبيل والبترون للروم الأرثوذكس