ننشر خطة البابا تواضروس لتأمين الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الميلاد
وسط مخاوف جمة من تكرار حادثة القديسين التي خلفت وراءها عشرات القتلي والمصابين.. وتهديدات متعددة من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية التابعة لها تستعد الكنائس المصرية للاحتفال بعيد الميلاد الموافق السابع من يناير المقبل.. "الموجز" ترصد مخاوف الأقباط وآمالهم وكيفية تأمين الكنائس في هذه الذكري السنوية.. في هذا الإطار أكد القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام الكاتدرائية أن الأقباط لا يخشون أحدا وأنهم لن يتأثروا بأي تهديدات أو أعمال عنف توجه ضدهم مشيرا إلي أن احتفالات عيد الميلاد سوف تتم بنفس الطريقة والخطوات التي تحدث في كل عام وأن الكنيسة تدرس مع الاجهزة الامنية بعض الامور الخاصة بتأمين وحماية الأقباط كنوع من الاحتياطات الامنية ولكن ليس خوفا من أي هجوم أو اعمال عنف. واستبعد سرجيوس أن يتأثر الأقباط بتلك التهديدات أو تؤثر علي نسب مشاركتهم في قداس عيد الميلاد ,موضحا انه علي الرغم من بشاعة حادث القديسين الذي وقع منذ 3 أعوام فإن الأقباط يحرصون علي الذهاب إلي الكنائس وإقامة شعائرهم دون خوف وبالتالي لن تؤثر فيهم هذه التهديدات التي يطلقها الضعفاء علي حد قوله. وتوقع الاب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما أن تشهد احتفالات عيد الميلاد هذا العام حالة فريدة من الحب والتلاحم بين كل المصريين مسلمين ومسيحيين. وقال كل التهديدات التي يشنها الإخوان ضد المسيحيين أو المجتمع لا تصب في صالح الجماعة وتضعف من موقفها كما أنها تكشف حقيقة الإخوان الذين كانوا يدعون أنهم يتقبلون الآخر ويحمونه وعندما واجهوا أزمة الابتعاد عن الحكم صبوا غضبهم علي الأقباط وقتلوهم. واستنكر دانيال الاعتداءات وأعمال العنف التي يمارسها الإخوان والجماعات المتطرفة ضد الأقباط قائلا: "المسيحيون مواطنون مصريون لهم نفس الحقوق والواجبات ويجب أن يعاملوا علي هذا الاساس ,والمشاركة في التصويت علي الدستور واجب وطني يجب أن يشارك فيه الجميع دون تمييز أو تفريق." وأكد أن الموت لا يرتبط بالظروف المحيطة بالانسان سواء كان من خلال العمليات الارهابية أو الحوادث العادية,موضحا ان الذي كتب له الموت سوف يلقي حتفه سواء كان في منزله اوعمله أو صلاته ,لذلك لن تؤثر تلك التهديدات في الاحتفال وإقامة القداس. وأضاف أن الاجهزة الامنية أصبحت واعية ولديها خطط لمواجهة أي اعمال عنف متوقعة من خلال تكثيف التواجد الامني وحماية الكنائس خلال الاحتفال. وبسؤاله عن اسباب إطلاق مثل هذه التهديدات في الوقت الراهن ,قال دانيال من الواضح أن جماعة الإخوان تشن حالة عدائية وهجوما ضد المجتمع ومنهم الأقباط الذين يعتبرونهم سلاحاً قوياً لتأجيج الطائفية داخل المجتمع لزعزعة استقراره وتفكيكه. وأشار إلي أنه مع ارتفاع الوعي لدي المواطنين أصبح المسلمون والمسيحيون أكثر حرصا علي الترابط والتلاحم ضد أي محاولة لتفكيك وحدة المجتمع وهذا ما ظهر بالفعل عندما عرض المسلمون حماية الكنائس والدفاع عنها أثناء الاعتداء عليها في الفترة الماضية ولكن البابا تواضروس رفض ذلك حفاظا علي أرواح المسلمين. من جانبه قال القس الدكتور رفعت فكري راعي الكنيسة الانجيلية بشبرا "اتمني ان تمر احتفالات عيد الميلاد بسلام مؤكدا ان مسئولية مواجهة التهديدات الاخوانية يقع الجزء الاكبر فيها علي عاتق الاجهزة الامنية التي ستتولي تأمين الأقباط والكنائس أثناء القداس تجنبا لوقوع أي أعمال عنف أو ارهاب." وأوضح ان هذه التهديدات لن تعرقل مسيرة الاحتفال بالعيد أو مشاركة الأقباط في الصلاة والذهاب للكنائس. وأعرب فكري عن ترحيبه بالمبادرة التي أطلقتها الكنيسة الكاثوليكية هذا العام بالاحتفال بعيد الميلاد مع الكنيسة الارثوذكسية والانجيلية في نفس التوقيت يوم 7 يناير بدلا من يوم 25 ديسمبر وبسؤاله عن مدي تأثير وقوع أي اعمال عنف ضد الأقباط خلال الفترة المقبلة قال فكري: "بالطبع أي أعمال عنف تحدث داخل المجتمع تؤثر بشكل عام علي جميع المواطنين وليس علي المسيحيين فقط ولكن المشاركة في الاستفتاء علي الدستور لن تتأثر كثيرا سواء حدثت اعتداءات أم لا ؛لأن المصريين يريدون تنفيذ خارطة الطريق وإنهاء الفترة الانتقالية سريعا." فيما طالب الدكتور ميشيل فهمي المفكر السياسي أنصار الإخوان بتكثيف تهديداتهم والقيام بأي أعمال عنف أو إرهاب ضد المسيحيين خلال الفترة المقبلة ,قائلا"في الاعتقاد المسيحي أن هذه الممارسات تمنحهم الشهادة وهي أقصي غايات القبطي وبالتالي فإن هذه الاعمال تساعده علي تحقيق أمنيته." وأكد فهمي علي الرغم من تلك التهديدات فإن الإخوان أثبتوا بالتجارب السابقة أن جميع وعودهم وتهديداتهم زائفة ,موضحا أنهم اعتادوا الحديث عن حرق مصر وزعزعة الاستقرار ولم ينجحوا في ذلك. وأضاف الكنيسة المصرية الآن تمر بفترة "تسبيحة شهر كيهك"وتمتلئ الكنائس بالآف المصلين كل ليلة حتي الثالثة فجرا وهذه فرصة سانحة لهم للقيام بأي اعمال عنف خاصة أن هذه الاعداد لا تتوافر في قداس عيد الميلاد لو كانوا عازمين علي تنفيذ تهديداتهم فعلا. وبسؤاله عن احتمال تكرار مأساة القديسين هذا العام ,قال فهمي"القديسين لم يقم بها حبيب العادلي كما يعتقد البعض وإنما الذي قام بها هم عناصر من حماس بالتعاون مع كتائب عز الدين القسام وحاليا هؤلاء هناك ضغوط أمنية تقيدهم وتمنع أي نشاط لهم في الفترة الحالية بالاضافة إلي أن هذا العام اعلنت القوات المسلحة عن تعاونها مع جهاز الشرطة لحماية الكنائس وبالتالي لن تؤثر هذه التهديدات علي فرحة الأقباط واحتفالهم بعيد الميلاد." واشار إلي أن الإخوان اعتادوا تعكير صفو أي احتفال أو مناسبة بإطلاق مجموعة من التهديدات وحشد عناصرهم وأنصارهم للخروج في مظاهرات وهو ماحدث عند الاحتفال بذكري اكتوبر وفي عيد الاضحي وجميعها تهديدات جوفاء تهدف لإرهاب المواطنين وسرقة فرحتهم. أما عن موقف الأقباط من المشاركة في الاستفتاء في ظل تلك التهديدات ,قال فهمي " :الموقف الحالي في مصر يتطلب المشاركة والتصويت بـ"نعم" مهما كانت الظروف خاصة أن أي عمل إرهابي سوف يقع خلال اعياد الميلاد لن يتساوي مع حرق اكثر من 80 كنيسة وقتل عشرات الأقباط وتهجير المئات عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة." وأشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان إلي أن معظم الكنائس في الصعيد تم حرقها وهدمها ولم تعد تصلح لإقامة شعائر عيد الميلاد الامر الذي سيضطر معه المسيحيون هناك لأداء صلاتهم في الشوارع دون أي حماية ضد الاعتداء لذلك أطلقت مبادرة ودعوت إخواننا المسلمين في الصعيد لكي يتواجدوا في ليلة عيد الميلاد في تلك الاماكن حتي يحموا ظهور إخوانهم المسيحيين أثناء صلاتهم ضد أي اعتداءات أو عنف من قبل جماعة الإخوان أو التنظيمات الارهابية . وأكد جبرائيل أن المسيحيين تلقوا بالفعل عددا من التهديدات من قبل بعض الجماعات المتطرفة لإعادة ماحدث في كنيسة القديسين هذا العام. وأوضح أن الهدف من تلك التهديدات هو ترويع الأقباط وإرهابهم كما حدث عند فض اعتصامي رابعة والنهضة عندما قاموا بالاعتداء علي عشرات الكنائس لنقل صورة خاطئة للخارج بأن مصر تعاني من زعزعة أمنية وعدم استقرار وأن الأقباط يتعرضون لعنف وقتل وذلك بهدف التأثير علي الرأي العام الخارجي ومنح الدول الخارجية شرعية للتدخل في الشأن المصري لافتا إلي أن موقف البابا تواضروس تجاه هذه الامور كان مثالا للوطنية عندما رد علي ذلك بأن حرق الكنائس فداء لمصر. وأضاف أن تلك التهديدات تهدف ايضا للتأثير علي عملية الاستفتاء علي الدستور بحيث تضغط علي الأقباط لمقاطعته منوها إلي أنهم لن يستجيبوا لتلك الضغوط إيمانا منهم بأن المشاركة في الاستفتاء هو واجب وطني. وبسؤاله عن توقعاته للاحتفال بعيد الميلاد هذا العام في ظل تلك التهديدات قال جبرائيل "اتوقع ان يكون هناك تكثيف امني داخل الكنائس وخاصة من قبل الكشافة والأجهزة الأمنية ومن المحتمل أن يشهد القداس هذا العام إحجاما من قبل الأسر المسيحية خوفا من تكرار مأساة القديسين." وأضاف أتوقع أن تكون هناك مشاركة واسعة من قبل القوي السياسية وأعضاء الحكومة ومندوب عن رئيس الجمهورية إذا لم يحضر هو شخصيا موضحا أن عيد الميلاد سوف يكون له مذاق هذا العام خاصة بعد سقوط حكم الإخوان ووضع دستور جديد يلبي كثيرا من طموحات الأقباط. وقال المستشار أمير رمزي، رئيس محكمة جنايات شبرا الخيمة: "هناك آيات كثيرة في الانجيل تؤكد أن الله هو الحافظ لنا، بالاضافة إلي اننا نثق في قدرة الله ونعرف ان الحماية منه، ولكن يجب علي الدولة أن تبادر بتأمين الشوارع والكنائس". وأشار إلي أن من مهام الدولة الاولي حماية المصريين ككل والأقباط جزء من الشعب الذي يجب حمايته للاحتفال بعيد الميلاد دون قلق وتوتر وخوف من وقوع قتلي اثناء الصلاة مثلما حدث في كنيسة القديسين والوراق. وأوضح أن حادثة كنيسة القديسين كانت الشرارة الاولي لثورة 25 يناير، ولكن لا بد من تجنب وقوع حادث ارهابي مثل هذا مرة اخري، وهذا يستلزم قيام الداخلية والجيش بدورهما في تأمين الكنائس وحماية الأقباط علي مستوي الدولة لافتا إلي أن المسلمين يقع عليهم دور كبير في حماية إخوانهم الأقباط من أي أعمال إجرامية.
وأوضح رمزي أن الإخوان دائما مايهددون الأقباط بحرق الكنائس والاعتداء عليهم لموقفهم من ثورة 30 يونيه مستبعدا تأثير هذه التهديدات علي مشاركة الأقباط في الاستفتاء علي الدستور خاصة أن المسيحيين يعرفوا جيدا ان الدستور الحالي يدعم الدولة المدنية ويساعد الفئات المستضعفة في الحصول علي حقوقها. وأكد ماهر نعيم، رئيس لجنة التوعية بائتلاف أقباط مصر، أن التهديدات الاخوانية لن تؤثر علي احتفال المسيحيين بالعيد، وسيقيم الأقباط الصلاة التي تقام قبل العيد دون أي تغيرات. وأضاف: "الاخوان يعتقدون ان الكنيسة توجه الشعب لرفض كل ما هو اسلامي ولذلك تحاول حرق وهدم الكنائس، وترويع أبنائها رغم أن هذا غير صحيح بالمرة". وقال مينا ثابت، القيادي باتحاد شباب ماسبيرو وعضو التحالف المصري للأقليات، انه لا يستبعد حدوث أعمال ارهابية اثناء الاحتفال بعيد الميلاد، مطالبا قوات الامن القيام بواجبها تجاه الأقباط وحمايتهم من أي تهديد يعرض حياتهم للخطر.