المحبة علاقة عاطفية مشروعة، والرب أوصانا أن نحبّ بعضنا بعضًا، ونحب القريب، ونحب الأعداء. ومن أوصى بهذا لا يوصي هنا بإهمال الوالدين أو كراهية الآخرين، بل المؤمن المكرس للرب يقوم بدوره تجاه الآخرين بكل أمانة ويحب من قلب طاهر. ولكن عندما يكون الخيار بين محبتنا للرب وللآخرين، فيجب صلب المحبة الطبيعية على الصليب. وفي هذا شيء من الألم، ولكن يجب أن تكون المحبة الأولى في القلب للرب وحده، وأي محبة أخرى أمام محبتنا للمسيح تُرى وكأنها بُغضة.
مثال: في إبراهيم مثال لذلك، فقد أطاع وخرج من أرضه ومن بيت أبيه عندما دعاه الرب. ثم أحب الرب أكثر عندما قدّم الذي يحبه إسحاق، وهنا حمل الصليب بكل آلامه وأعلن محبته وإخلاصه للرب (تكوين22). وعلى النقيض منه كان يوناثان؛ فلقد أحب داود في البداية محبة عجيبة (1صموئيل18)، ولكن عندما جاء وقت حمل الصليب واتّباع داود على الجبال والمغاير، اختار أن يكون مع شاول وفي القصر. إبراهيم صلب عواطفه البشرية وأحب الرب فتمتع بمواعيد الرب على جبل المريا، ويوناثان فضَّل رفاهية القصر عن تراب المغارة فمات مع شاول على جبال جلبوع.