ملامح يسوع الطفل من خلال نبوءة حنة النبيَّة (لوقا 2: 36-38)
لم يُنبأ سمعان الشيخ وحده بل تنبأت حنة النبية أيضا عن ملامح يسوع الطفل. فقد كرّست حياتها لله وقضت معظم وقتها تصلي " ليل نهار" في الهيكل، وتخدم الله وتصوم. وشهدت ليسوع، إذ اعترفت انه المسيح وسبَّحت الله على إرساله إياه وبشَّرت به غيرها. وأيّدت شهادتها نبوءة سمعان الشيخ عن الطفل يسوع، إذ كانت "تُحَدِّثُ بِأَمرِ الطِّفلِ كُلَّ مَن كانَ يَنتَظِرُ افتِداءَ أُورَشَليم" (لوقا 2: 38) وهذا الاسم افتداء اورشليم" هو من أسماء الخلاص في الكتاب المقدس كما جاء في نشيد زكريا " تَبارَكَ الرَّبُّ إِلهُ إِسرائيل لأَنَّهُ افتَقَدَ شَعبَه وَافتَداه" (لوقا 1: 68).
لم تكون حنة النبيَّةفي الهيكل من أجل خلاصها، بل كانت تحمل في نفسها امل شعبها. وسر الفداء كان منذ القدم وقبل خلق الْعَالَم، ولكن لم يُعلن إلا في آخر الأزمنة، لدى ميلاد المسيح. فاستحقت حنة النبية أن تنال نعمة رؤية وجه الطفل المخلص وتسبحه وتبشّر باسمه وتُحَدِّثُ بِأَمرِه كُلَّ مَن كانَ يَنتَظِرُ افتِداءَ أُورَشَليم. هل الايمان يجعلنا نتحدّث عن المسيح؟ هل نعتبر أنفسنا رسلا للمسيح في بيئتنا؟