|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غيرة الرب على بيته: 12 فَأَجَابَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا هذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً؟» 13 فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ الَّذِي كَلَّمَنِي بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَكَلاَمِ تَعْزِيَةٍ. 14 فَقَالَ لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «نَادِ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً. 15 وَأَنَا مُغْضِبٌ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى الأُمَمِ الْمُطْمَئِنِّينَ. لأَنِّي غَضِبْتُ قَلِيلًا وَهُمْ أَعَانُوا الشَّرَّ. 16 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِالْمَرَاحِمِ فَبَيْتِي يُبْنَى فِيهَا، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، وَيُمَدُّ الْمِطْمَارُ عَلَى أُورُشَلِيمَ. 17 نَادِ أَيْضًا وَقُلْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ مُدُنِي تَفِيضُ بَعْدُ خَيْرًا، وَالرَّبُّ يُعَزِّي صِهْيَوْنَ بَعْدُ، وَيَخْتَارُ بَعْدُ أُورُشَلِيمَ». إن كان زكريا النبي قد قضى سنوات يتأمل خراب الهيكل بدموع لا تجف، يسأل الله من أجل إعادة بناء الهيكل، فإن ربنا يسوع المسيح هو الشفيع الكفاري وحده الذي يصرخ بدمه الكريم من أجل قيام مقدساته في البشرية، إذ قيل "فأجاب ملاك الرب وقال: يا رب الجنود إلى متى لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة؟!". لقد سقطت البشرية تحت سبي عدو الخير سنينًا هذه مقدارها ولم يكن يستطع أحد أن يشفع فيها إلاَّ ذاك الذي قدم دمه كفارة عن خطايانا، جالبًا الرحمة الإلهية بإيفائه دين العدل الإلهي بالصليب. ولم تكن شفاعته كلامًا مجرد بل عملًا مملوء حبًا وفعّالًا، أمكنه به أن ينزع عن المؤمنين به الغضب الإلهي ويدخل بهم إلى مراحم الله ليُقام فيهم هيكله المقدس السماوي. هذا هو الكلام الطيب وكلام التعزية الذي أعلنه الملاك المرافق له [13]. بالصليب يقول الرب: "غرت على أورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة، وأنا مغضب بغضب عظيم على الأمم المطمئنين، لأني غضبت قليلًا وهم أعانوا الشر. لذلك هكذا قال الرب: قد رجعت إلى أورشليم بالمراحم فبيتي يُبنى فيها يقول رب الجنود ويُمد المطمار على أورشليم. نادِ أيضًا وقل: هكذا قال رب الجنود: إن مُدني تفيض بعد خيرًا والرب يعزى صهيون بعد ويختار بعد أورشليم" [14-17]. فمن الجانب التاريخي تحقق ذلك حرفيًا، فبعد سبي يهوذا سبعين عامًا أعلن الله غيرته على مدينته وشعبه، وإذ كانت الأمم مطمئنة أنها أذلت شعب الله تمامًا وخربت أرض الموعد وحطمت الهيكل المقدس؛ بعضها قام بالدور الرئيسي كالبابليين والآخر شارك بالعمل كالأدوميين أو بالشامتة... لكن فيما هم مطمئنون رجع الرب إلى أورشليم ليقيم بيته من جديد ويسمح بمدّ المطمار (آلة قياس الحائط) لا للهدم كما كان عند السبي بسبب انحراف الحوائط وإنما لإقامة المباني والتعمير، وهكذا يفيض على شعبه بالخير ويعلن محبته ورعايته له. تحقق هذا حرفيًا في القرن السادس ق.م، لكنه تحقق بصورة أكمل وبفكر أعمق في العصر المسيانى، حيث صعد الرب على صليبه يبسط يديه بالبركة للبشرية محطمًا سبي إبليس واهبًا الخير الحق للمؤمنين به، وكما يقول القديس بولس: "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء!؟" (رو 8: 32). رجع إلينا بمراحمه ليقيم هيكله فينا، قائلًا: "ملكوت الله في داخلكم". مدّ يده بالمطمار ليبني وينمي حياتنا الداخلية، فتفيض من ثمر روحه القدوس بركات وتعزيات (يو 15: 26) تكشف عن اختياره لأورشليمنا الداخلية عروسًا له. ما هو هذا البيت الذي يشغل قلب الله؟ أولًا: الكنيسة التي يقيمها الرب عروسًا له، هذه التي أشار إليها الرسول بقوله: "وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ" (1 تي 3: 15). ثانيًا: يقول القديس ديديموس: [إن هذا البيت هو الجسد ربنا يسوع المسيح الذي قلبه مسكنًا له واحدًا مع اللاهوت بلا اختلاط ولا انفصال، هذا الذي قال عنه "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه... كان يقول عن هيكل جسده" (يو 2: 19، 21). هذا البيت الذي أعلن عنه سفر الأمثال: "الحكمة بنت بيتها" (أم 9: 1)]. ثالثًا: يختم القديس ديديموسحديثه عن هذا البيت بقوله: [كما يجب أن نضيف أن كل مؤمن هو أيضًا بيت مبني ليكون هيكلًا لله. يقول الكتاب: "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16). يقول المخلص نفسه بوضوح: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23)]. |
|